Let Him Go: الإنتقام العائلي في الدراما المثيرة

  • نقد
  • 04:46 مساءً - 6 ديسمبر 2020
  • 1 صورة



ماذا تفعل عندما تجد أن فرد من عائلتك في خطر ولا يوجد أحد غيرك يستطيع أن ينقذه، هذا ما يجيب عنه فيلم الغرب الأمريكي الدرامي "دعه يذهب" المأخوذ عن الرواية الصادرة عام 2013 من تأليف لاري واتسون. كتب السيناريو وأخرج الفيلم توماس بيزوتشا، ويعد هذا رابع عمل سينمائي يخرجه، حيث أخرج سابقاً ثلاث أفلام من ضمنها الفيلم الرومانسي الكوميدي The Family Stone عام 2005. تدور أحداث الفيلم في بداية الستينات من القرن الماضي في مونتانا حيث يعيش الشرطي المتقاعد جورج (كيفين كوستنر) مع زوجته مارجريت (ديان لين) في مزرعة مع ابنهما الوحيد جيمس وزوجته لورنا وحفيدهما الرضيع جيمي. ولكن بعد أن يموت جيمس في حادث مأساوي، نجد أن زوجته لورنا قد تزوجت من رجل آخر يدعى داني ويبوي بعد مرور ثلاث سنوات. وعندما تكتشف مارجريت أن داني يعامل لورنا وجيمي بعنف وأنهم سافروا فجأة لبيت عائلته في شمال داكوتا، تقرر اللحاق بهم مع زوجها جورج. ونجد أن العلاقة بين جورج ومارجريت هي التي تدور حولها الأحداث، حيث نرى أنهما يكونا ثنائي شديد المصداقية والتناغم، فهي سيدة شديدة العناد ولكنها رغم ذلك فهي تلجأ لزوجها ليمدها بالقوة والدعم الذي تحتاجه، بينما هو رجل قليل الكلام ولكنه وقت الحاجة تظهر صلابته وحبه لعائلته. وما يحركهما هو رغبتهما في استعادة حفيدهما وحمايته من عائلة زوج والدته العنيفة.

بالنسبة لإيقاع الفيلم نجد أن النصف الأول منه (مدة الفيلم 113 دقيقة) كان الإيقاع بطىء ويركز على العلاقة بين بطلي الفيلم جورج ومارجريت، ولكن مع النصف الثاني يتصاعد التوتر تدريجيًا ليأخذ منحنى مثير وعنيف. و قد ساعدت عناصر الفيلم من تصوير في الأماكن المفتوحة حيث المناظر الطبيعية الخلابة من جبال وسهول (تم تصوير الفيلم في ألبرتا بكندا)، إلى جانب الموسيقى الرقيقة التي تتصاعد في حدتها مع وصول الأحداث لذروتها (من تأليف الملحن الفائز بالأوسكار مايكل جاكينو)، إلى جانب رسم الشخصيات بشكل متقن في جعله فيلم ممتع إلى حد كبير. وقد كان أداء كيفن كوستنر وديان لين من أقوى العناصر في الفيلم، فقد كان به نضج وسحر أكثر من رائع، فكلاهما يعانيا من مأساة فقدهما لابنهما، مما يجعلهم حريصين على ألا يفقدوا حفيدهم الوحيد، وكان هذا التعاون الثاني بينهما بعد أن قاما بلعب دور زوج وزوجة من قبل في فيلم Man of Steel عام 2013. وكانت مفاجأة الفيلم هي أداء الممثلة الإنجليزية المخضرمة ليزلي مانفيل في دور والدة داني ويبوي المتسلطة بلانش التي هي الأخرى تدافع عن عائلتها ولكن من منظور مختلف تمامًا، حيث أنها ترفض التخلي عن الطفل جيمي وتركه يذهب مع جده وجدته. وتظهر روعة أدائها في مشهد مميز بينها وبين عائلتها من جانب وبين جورج ومارجريت من جانب آخر حين تم دعوتهما على العشاء في بيت عائلة ويبوي، حيث نرى مباراة في الأداء بين إمرأتان قويتان (بلانش ومارجريت) لا يقبلا الإستسلام ولكن كل منهما على طرفي النقيض. ويناقش الفيلم فكرة الإنتقام وإلى أى مدى من الممكن أن تذهب من أجل حماية عائلتك، فحين يرى كل طرف أنه على صواب، قد يلجأ لإستخدام حلول متطرفة لفرض وجهة نظره، مما يجعل الأمور تصل لنهاية مأساوية لجميع الأطراف. ولكن على الصعيد الإنساني نرى شخصية مارجريت تستخدم طريقة مؤثرة لتوديع من تحب حينما ودعت حصانها قبل أن يموت حين همست في أذنه لتذكره باللحظات الجميلة التي مروا بها سويًا، حيث أنها هكذا ترسله في طريقه بذكريات سعيدة.

وصلات



تعليقات