قبل الأربعين.. وأفلام الرعب على الطريقة المصرية

  • نقد
  • 06:16 صباحًا - 23 فبراير 2021
  • 4 صور



لأن أفلام الرعب أصبحت تحتل قطاعًا عريضًا من الجمهور سواء على المستوي المحلي أو العالمي أصبحت هي الترند أو الاتجاه الجديد الذي تشهده السينما المصرية في الوقت الحالي بمختلف الأنواع سواء على مستوى الرعب النفسي أو الخيالي أو الجريمة والتشويق، ولكن للأسف أن السينما المصرية حتى الأن لم تعطي هذه النوعية من الأعمال حقها لأنها تحتاج إلى مقومات وتكاليف إنتاجية كبيرة سواء على المستوى التكنيكي أو الفني ودائمًا أبطالها ليسوا من نجوم الصف الأول، ولم يُستثنى من هذه التجربة سواء بعض الأعمال ومنها ضمنها فيلم "الفيل الأزرق" للنجم كريم عبدالعزيز والذي لم يبخل عليه صناعه بأي شئ سواء على مستوى الديكور أو التصوير أو التقنيات والتي لم تقل إبداعًا عن المستويات العالمية وكذلك فيلم "122" والذي ينتمي إلى فئة مختلفة وهي الجريمة وسرقة الأعضاء والذي حقق نجاحًا كبيرًا مع العلم أنه أول تجربة مصرية للمخرج العراقي ياسر الياسري.

ولو تحدثنا عن فيلم "قبل الأربعين" فلم تقتصر أزمته على الإنتاج الضعيف أو الفقر الدرامي فقط بينما جميع مقومات العمل المطلوبة لمثل هذه الأعمال من بدايته وحتى النهاية لم تكن موفقة أولًا القصة وجاءت مهلهلة وغير مترابطًا لا تعرف إلى أي فئة ينتمي العمل تارة يشعرك أنك بصدد عمل نفسي بمشاهدة بطل العمل الطفل معتز هشام وهو يتحدث إلى والدته المتوفيه داليا مصطفى وكأنه واثقًا انها لا تزال على قيد الحياة فيما تؤكد الفنانة بسمة وهي زوجة عمه أنه مُصاب بما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة والذي يُعرض حياة المريض للخطر بشكل كبير لأن العقل غالبًا يكون مشوشًا لا يستطيع التكيف مع الحياة التي يعيشها بينما يتذكر الماضي بكل تفاصيله ويعيش في حالة كوابيس متكررة مع عدم الشعور بالراحة والأمان ونحو هذا السياق تعتقد أن العمل يسير في هذا الاتجاه بل تكتشف بعد ذلك شي أخر بعد حدوث حالات وفاة وقتل متكررة لجميع أفراد المنزل والتي تأخذنا إلى منحنى أخر بأن الطفل يمتلك قدرات شيطانية ولعنة تقضي على كل من حولها و من ثم ينتفي غرض الرعب النفسي.

وأما بالنسبة للحوار فجاء ضعيفًا وغير محبوكًا على الإطلاق فالأنتقال بالعمل من مشهد لأخر يشعرك بأنك كل مرة في فيلم جديد وأن هناك لغز ما أوحلقة مفقودة، فمخرج العمل معتز حسام اكتفى بأن تكون أجواء الرعب في الفيلم ظاهريًا فقط سواء في الموسيقي التصويرية شديدة الصخب والتي كانت يتم وضعها في غير محلها بشكل متواصل على مدار الفيلم وكذلك للأضاءة الخافتة ومشاهد الفزع المفاجأة التي تفرض نفسها علي العمل والتي لا تعرف من أين جاءت بمعنى أخر مشاهد مرعبة لمجرد الرعب بالأضافة للكتاب الذي ظل يقرأه الطفل بناء علي وصية والدته والذي يُشير إلى إتجاه جديد في عالم السحر والشعوذة وأن هناك رموز وخطوات لابد من إتباعها للوصول إلى شئ ما بالأضافة إلى ضيوف الشرف الفنان جميل برسوم والفنانة لبنى ونس والذي ظلوا يرددون بعد العبارات المرعبة فيظهروا ويختفوا فجأة وبدون سبب.
وأبالنسبة لأداء النجوم فحدث بلا حرج فلم يتميز أي نجم في العمل بأي أضافة بل كل منهم أخذ يردد بعض الجمل في مشاهد غير مترابطة ربما كان أفضلهم بعض الشئ هو الطفل معتز هشام والذي يمتلك مهارة التعبير بعينيه خاصة في مثل هذه الأدوار يليه الفنانة بسمة والتي لم تكن في أفضل حالتها بل كانت لا بأس بها وبالنسبة للفنانة داليا مصطفى فاكتفى المخرج بمشهدين أو ثلاثة تظهر فيها على شكل روح مرددة عبارة "قبل الأربعين" والمقصود بها أربعين يومًا بعد الوفاة والذي يعتقد البعض أن روح الميت تمكث في الأرض لمدة 40 يومًا وتكون حاضرة أو تلاحق أهلها وأما عن نهاية الفيلم والتي انتصرت لفكرة أن هناك لعنة من عائلة ما للقضاء علي عائلة أخرى وبالتحديد على رجالها دون توضيح أي تفاصيل بينما أعلن صناع العمل أن هناك احتمالية لانتاج جزء جديد ربما يساعد على اكتمال الصورة.




تعليقات