(جمال الحريم).. الصراع الأبدي بين الخير والشر وما بينهما

  • نقد
  • 04:42 صباحًا - 2 مارس 2021
  • 4 صور



مع تكرار أعمال الرعب والاثارة أصبحت المواضيع والأفكار تتشابه بشكل كبير مما جعل المنافسة مبنية على أهمية التجديد أو أسلوب المعالجة أو كيف يتم توظيف العمل أو تقديم الرسالة بصورة ما وهذا ما حققه مسلسل "جمال الحريم"، والذي نال إعجاب الكثير من المشاهدين نظرًا لأنه ذهب بنا إلى عدة مناطق وخطوط درامية مختلفة، ومن المعروف أن أعمال الرعب غالبًا ما تكون مدتها قصيرة سواء في فيلم سينمائي أو في عمل درامي بوليسي ومعظمها لا تتجاوز حلقاته عن 10 أو 15 حلقة على أكثر تقدير ولكن أذا كان العمل مطولًا وتزداد حلقاته عن 40 حلقة فهل يحقق نفس المتعة للمشاهدين دون بالشعور بالملل والتكرار أم لا ؟.

ولنبدأ بفكرة المسلسل والتي تبدو في ظاهرها بانها قماشة درامية مكررة قُتلت بحثًا في أعمال كثيرة وهي الدجل والشعوذة والخط الفاصل دائمًا بين الحقيقة والخيال، وهل هناك ما يُسمى بالجن والأرواح وهو الأمر الذي لم يتم حسمه بشكل قاطع فهناك من يراها بانها غالبًا ما تكون هلاوس أو أمراض نفسية والبعض الأخر يرى أنها حقائق ووقائع حقيقية وتحدث كثيرًا ولكن بالنسبة لمسلسل "جمال الحريم" فهو لم يقتصر على ذلك فقط بل أن العمل في مضمونه يشكل الصراع الأبدي على مدار العصور بين الخير والشر وبين الخطأ والصواب بجميع أشكاله ودرجاته والذي أشار بها العمل في جميع حلقاته والتي كانت تمزج بشكل متوازي بين زمن قديم وأخر حديث بأن الشر له سلالة وللخير سلالة أخرى مهما اختلفت الأزمنة.

وللشر أشكال عديدة ولكن تناول العمل أسوء أنواع الشر وهو استخدام السحر والأعمال السفلية لتحقيق أي أغراض دنيئة وتحديدًا السحر الأسود، وهو عالمًا كبيرًا ويعد من أقوى أنواع السحر المستخدمة في بعض الدول والسحر الأسود هو شكل من أشكال القوة الخبيثة والتي من الممكن استخدامها لأي نوع من أنواع الأذى أو الدمار لأشخاص معينة مثل القتل أو السرقة لتحقيق مكاسب شخصية، وللسحر الأسود الكثير من الطقوس والأشكال المختلفة مثل الشيطانة الروحية والتي تعتمد على توريد الجوانب المبعدة والملتوية والمنسية للطبيعة الانسانية، والتي استخدمتها الفنانة دينا فؤاد والتي تدرجت في الشر حتى وصلت لذروة الأعمال الشريرة حتى جاءت نهايتها على يد أكبر قوة شيطانية يليها الفنان فراس سعيد وهو خط درامي مختلف في العمل وهو من يستغل السحر الأسود في سرقة الأثار والتي تم تنفيذ مشاهده بتقنيات عالية وعلى الجانب الأخر تأتي نقطة النور أو بذرة الخير والمتمثلة في خالد سليم والذي أخذ من الإنشاد الديني وسيلة للتقرب إلى الله ونور التي ورثت سلالة الخير على يد أجدادها والتي انتصرت علي قوة الشر بإيمانها في مشهد بديع تم مزج فيه الماضي والحاضر والحقيقة بالخيال بلقاء نور في العصر الحديث بجدها الشيخ والذي جسد دوره الفنان صلاح عبدالله في العصر القديم حيث تنكشف جميع الخيوط والتي تحسم بشكل قاطع الصراع بين النور والظلام والذي يؤكد أن نور من سلالة طيبة وعليها التغلب علي قوة الشر بإيمانها.

وعلى الرغم من أن المسلسل لم يخلو من المط والتطويل وتكرار مشاهد الرعب والسحر بالأضافة إلى غموض بعض المشاهد في العصر القديم والتي حيرت الجمهور عن مدى صلتها بالعمل إلا أن النهاية والحلقات الأخيرة تم تغليفها بشكل جيد ومناسب، بانتصار الخير على الشر في عدة إتجاهات بما في ذلك رجوع الفنان إسلام جمال إلى الله ونقطة النور التي انطلقت منه بعدما خاض تجربة الحب الحقيقي، وكذلك فتاة الليل والتي تعود إلى صوابها بعد إبتعادها عن طريق الخطيئة و بعد رفض شقيقتها الانفاق عليها من المال الحرام، وعلى الجانب الأخر نجد نجلة فراس سعيد الفنانة غفران والتي أفاقت بشرها كل الحدود بمشهد قتل شقيقتها لتقدميها قرابين للشيطان دون أن يُصيبها أي مكروه في النهاية مما يدل علي أن الشر لن يتوقف وسوف يظل الصراع مستمر بينه وبين الخير إلى الأبد.
وعلى الرغم من أن هذه النوعية من الأعمال يأتي أداء النجوم في المرتبة الثانية وتكون أساليب الإخراج والديكور والتقنيات والموسيقى التصويرية وكيفية توظيفهم لبث أجواء الرعب والذي نجحت فيه المخرجة منال الصيفي بشكل كبير هي الأساس بل جاء أداء النجوم متميز للغاية لكل نجم في مساحة دوره وخاصة الوجوه الصاعدة مثل الفنانة غفران والتي تألقت بدور الشر وكذلك الفنانة رنا رئيس والتي أضافت الجانب الخفيف على العمل .




تعليقات