Black Widow فيلم ذو دفء عائلي وبعيد عن مغامرات المنتقمون

  • نقد
  • 03:05 مساءً - 15 يوليو 2021
  • 12 صورة



مثل العديد من الأفلام التي تقدمها Marvel، والتي تدور رحاها حول إنقاذ العالم، وأبطالها الخارقين، ستتوقع أن يكون Black Widow، أيضا هكذا، ولكن مع مرور العشر دقائق الأولى من الفيلم سيتكشف لك الأمر، وستفاجئ بأنها مؤامرة درامية، تشبه إلى حد كبير سلسلة Bond أو Mission: Impossible، تحاك ضد عائلة ناتاشا الملقبة بالأرملة السوداء، وقبل انضمامها إلى المنتقمون، وقد يكون هذا بمثابة صدمة، ولكن اعتاد الجمهور على تلقي أي شيء من Marvel كل عام.

تدور أحداث Black Widow بعد أحداث Captain America: Civil War، وقبل Avengers: Infinity War، عندما يقرر أليكسي (ديفيد هاربر)، والد كلا من ناتاشا (سكارليت جوهانسون)، ويلينا بلوفا (فلورنس بوج)، حزم أمتعتهم والهرب مع والدتهما ميلينا (ريتشل وايز)، قبل أن تأتي سيارات الشرطة، وبحوزته النسخة الوحيدة المتبقية من ملفات خطيرة، وعندما يعتقدوا أنهم وصلوا إلى كوبا في أمان؛ تفاجئ ناتاشا بحقيقة الأمر وأن أبويها ليس إلا رجل وامرأة قاموا بتربيتهما، وأنها وشقيقتها زرعا في تنظيم الغرفة الحمراء، تحت قيادة دريكوف (راي وينستون)، ومع مرور السنوات تهرب ناتاشا رومانوف مع شقيقتها يلينا، وتصبح في مواجهة قوة خطيرة لا تتوقف عند أي شيء حتى تدمرها وتسقطها، ويتعين على ناتاشا التعامل مع تاريخها كجاسوسة، والعلاقات المحطمة التي تركتها في الطريق، قبل أن تصبح منتقمًا بوقت طويل.

مبدئيا إذا كانت هناك شخصية واحدة في ملحمة MCU بأكملها تستحق بلا شك فيلمًا منفردًا، فإن ناتاشا رومانوف هي الخيار الصحيح الوحيد، بصفتها المنتقم الأكثر شهرة بدون قوى خارقة -

وحيث أن المهمة الرئيسية لهذا الفيلم هي تكريم البطلة الشهيرة التي أثرت وألهمت جيلًا، فإنه يحتوي على استكشاف متعمق لحياة ناتاشا كأرملة سوداء، وتقدير لبطلة جديرة بالاحترام، وللحصول على بعض الإجابات عن قصتها الدرامية الغامضة والمثيرة للفضول، ويفسح المجال للترابط الأخوي بشكل رئيسي، والتفاعلات العائلية الزائفة، حيث يلمح "Black Widow"، إلى مستوى أكثر صدقًا وعاطفيًا من ارتباط الشخصية.

من هنا تستغل المخرجة الإسترالية كيت شورتلاند، الخلفية الدرامية التي شُكلت عن شخصية (ناتاشا رومانوف/ الأرملة السوداء)، وعن ماضيها المظلم، في الاسترسال، وفي سرد القصة التي لا تتعلق بالجاسوسية، والأبطال الخارقين بقدر ما تتعلق بالعائلة، والأختين ناتاشا، ويلينا، وتكريم لـBlack Widow، بفيلم فردي عن إرثها ومجهودها الذي لا يُنسى، وبطريقة مقنعة بشكل واضح، وقد اختارت شورتلاند اختيارًا جيدًا هنا، حيث يمكن القول إن التمثيل المزدوج للممثلتين هو أعظم أصول الفيلم،

ومع أخد الوقت الكافي في تهيئة الوضع للقصة التالية، باستخدام وتيرة بطيئة في الفصل الأول، لتزداد مع مرور الوقت قليلا، وتبدأ في التصاعد لتكون كل دقيقة بمثابة مكافأة مرضية لجمهور ناتاشا، ولتقديم قطعة فريدة من نوعها من قصص لا تروي شيء مبتكر، أو جديد.

ومع بقاء الفيلم في عالم Marvel، الذي لا يمكن إدارته بعيدا عن الخيال، تظهر قوة كيت شورتلاند في استغلال أدواتها التقنية، واستغلال الكتابة النصية بشكل أنيق ومفصل، لتقديم عدد من حركات الأكشن المذهلة، وتسلسلات القتال المصممة بشكل رائع، تتفوق فيها Black Widow، وبجودة فائقة من CGI التي هي سمة متوقعة لمعظم أفلام الأبطال الخارقين، فناتاشا رومانوف جاسوسة بشرية، وبالتالي فإن "Black Widow " يعتمد وبشكل كبير على المشاهد المليئة بمجموعة متنوعة من الحيل، والأسلحة الوفيرة، والتأكيد على ظهور رومانوف خبيرة ورامية متخصصة في الأسلحة المختلفة، وجاسوسية مثيرة مع أكشن لا ينتهي أبدًا

وتجدر الإشارة هنا إلى الموسيقى، التي كان وراؤها لورن بالف صاحب المقطوعات الرائعة في Churchill، وThe Frozen Ground عام 2013، والتي تعطي الطاقة للعمل الذي لا ينتهي، مع دمج بعض الأغاني الكلاسيكية داخل القالب الموسيقي ليعطي نفس الدفء الذي يحافظ على انتباه المشاهد جيدا.

أما بالنسبة للأداء التمثيلي فاعتقد أن جوهانسون كما هي دائما بارعة في تقديم اي شيء، وكان دورها كناتاشا رومانوف الأكثر عاطفة بين الأحداث، واخيرًا أصبح لها وقتها للتألق كسيدة رائدة في فيلمها الفردي، وقد استطاعت (فلورنس بوج) سرقة الأضواء من جوهانسون بأداء رائع، لتصبح واحدة من أكثر الممثلاث موهبة في هذا الجيل، وذو أمكانيات لا حدود لها، و آمل أن تبقى في MCU لفترة كافية لتصبح واحدة من الوجوه الرئيسية، ولقد حققت ديناميكيتها مع سكارليت من رفع السرد طوال الوقت،

كما لعب كل من ديفيد هاربر، وريتشل وايز، أدوارًا ملحوظة في دعم شخصية ناتاشا، وحققا دفئا فريدا، ولعب راي وينستون دور الشرير دريكوف، الذي يدير جيشًا حقيقيًا من الأرامل السود في الغرفة الحمراء، ومتحكما في عقول هؤلاء المقاتلات المدربات تدريباً عالياً، وكان أداءه وشخصيته متفوقة على كل من سبقوه في أدوار الأشرار، أما دور أولجا كوريلينكو، فقد كان بمثابة الصدمة، حيث ظهرت بأداء قوي ومعبر.

في النهاية، Black Widow فيلم منفرد مثالي، يتمتع بالقلب والدفء والإنجازات المرئية، ومزيج من الدراما العائلية.




تعليقات