(البعض لا يذهب للمأذون مرتين).. والاستغلال الغير موفق للتجربة الثانية

  • نقد
  • 02:51 مساءً - 20 يوليو 2021
  • 5 صور



هناك سؤالًا هامًا يطرح نفسه ألا وهو هل الكوميديا لابد أن تكون للضحك فقط؟، بل من الممكن أن تكون ممزوجة بفكرة خفيفة أو موضوع جيد كما أن هناك عدة مدارس للكوميديا منها من يعتمد على الموقف أو المشاهد الفارس أو الإيفيهات ولكن التيمة السائدة والتي فرضت نفسها على الساحة الكوميدية وهي الإفيهات و الضجيج والصوت المرتفع حتى لو تعارضت مع الفكرة أو طغت عليها تمامًا حتى في الحبكة الدرامية وهذا ما حدث في فيلم (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) والمستوحى أسمه من الفيلم الشهير (البعض يذهب للمأذون مرتين) للفنان عادل إمام.

ومن المفترض أن الفيلم يناقش قضايا الطلاق وأسباب ارتفاع نسبته وإستغلال بعض المحاميين للتلاعب به، وفكرة الفيلم الجديد مبنية على الفانتازيا والخيال، فهل الزواج هو مجرد ورقة أو وثيقة عقد وماذا يحدث لو تم تمزيق جميع وثائق الزواج الورقية وأصبحت مسجلة على جهاز كمبيوتر ثم يحدث خلل في النظام فيتم طلاق جميع الشعب، ومن ثم نحن أمام قماشة درامية جديدة كان من الممكن إستغلالها ومعالجتها بشكل جيد بحيث يحقق العمل المعادلة الصعبة بين أهمية الفكرة وإسعاد الجمهور ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق فالقصة والسيناريو جاء مهلهلًا وغير مترابطًا وتم الاعتماد بشكل أساسي على الإيفيات والمواقف الكوميدية والتهريج المبالغ فيه حتى تصاب بالتشتت و لاتعرف من أين تأتي المشكلة.

فنرى أبطال العمل النجم كريم عبدالعزيز والنجمة دينا الشربيني زوجين غير سعداء بالمرة دون توضيح أي أسباب من الطرفين، ونجدهم سعداء بفكرة الانفصال بعدما أصبحت ظاهرة عامة في البلد الأمر الذي تمت معالجته بسطحية شديدة دون الوقوف أمام أنفسهم للحظات لسؤال هام هل هم سعداء لهذا القرار أم لا؟ ذلك الشيء نفسه لجميع أطياف الشعب والذين استقبلوا الفكرة بترحاب شديد أيضًا دون معرفة أي أسباب فأصبح الفيلم يتلخص في بعض الإيفيهات والاسكتشات والكوميديا المبالغ فيها في مناطق متفرقة في الفيلم والتي أشبه بالفيلم الكرتوني خاصة في النصف الثاني من الفيلم والذي ذهب بالمشاهد في إتجاه أخر كما أننا لو انتقلنا إلى فيلم جديد عندما يتم اختطاف دينا الشربيني من قبل إحدى الشخصيات في الصعيد بدون أي مُبرر لنرى نماذج مختلفة من الأزواج الغير سعداء بشكل أكثر سطحية مع زيادة جرعة الإيفيهات الكوميدية التي كان من الممكن إستغلالها وتوظيفها بشكل جيد ولكنه لم يحدث سواء في بعض المشاهد القليلة مثل مشاهد الفنان محمد ثروت والذي كان أفضل ما في الفيلم والذي جمع بين 23 زوجة والذي استغل ما يحدث في البلد من أجل اشباع هوايته المفضلة في الزواج والطلاق وكذلك طبيب التجميل والذي تكدست عيادته بالسيدات المطلقات الراغبين في إسترجاع شبابهن بعد الطلاق والسائقين الذين استفادوا من نقل أغراض الزوجات المطلقات كل هذه المشاهد كان من الممكن أن تصنع عملًا خفيفًا متميزًا.
وبعد مشاهدة عدة نماذج طلاق لم نعرف لها أي سبب أو مبرر بل اكتفى المخرج أحمد الجندي ببعض الجمل في المؤتمر الذي انعقد في نهاية الفيلم من أجل دعوة للصلح بين الأزواج والذي لخص فيها الفنان كريم عبدالعزيز معنى الزواج بأنه مثل الغرفة التي تحتوي علي كراكيب والتي يجب أن يتم تفريغها من أغراضها أول بأول حتى لا تنهار وتستطيع العودة إليها مرة أخرى، وأن مشكلة الزواج تكمن في محاولة كل طرف بأن ينخرط في شخصية غيره بدلًا من أن يكون شخصًا منفصلًا وعن أداء النجوم فالمخرج أحمد الجندي لم يستفيد من أبطال العمل الثلاثة سواء النجم كريم عبدالعزيز أو ماجد الكدواني والذين شكلوا ثنائيًا ناجحًا في الفترة الماضية، أو الفنانة دينا الشربيني وجميعهم نجوم من العيار الثقيل ويمتلكون إمكانيات لم يتم استغلالها في العمل فجاء أداء الجميع مُبالغ فيه بسبب ضعف السيناريو والحبكة الدرامية.




تعليقات