"Eternals" .. ربما تعاملنا مع ثانوس بقسوة

  • نقد
  • 01:23 مساءً - 4 فبراير 2022
  • 4 صور



"Eternals" هو الفيلم السادس والعشرين في عالم مارفل السينمائي، والذي قدم مجموعة من الشخصيات المتنوعة المنتمية لفريق الأبديون، وهو الفريق الذي ظهر للمرة الأولى في عالم القصص المصورة عام 1976، وقدم قصة فريدة حول مهام هذا الفريق والذي يتولى مسؤولية التصدي لمخلوقات الديفيانت (المتغيرون) وحماية الأرض تحت قيادة مخلوقات السليتسيال السماوية، وهي المخلوقات المسؤولة عن الطاقة والموارد التي تمنح الحياة للملايين من الأرواح وفقًا للقصة.

تدور أحداث الفيلم السينمائي بشكل مقارب للغاية من القصص المصورة، فبعد آلاف السنين، يعود الفريق مجددًا في مهمة التصدي للمتغيرين خاصة بعد مقتل القائدة إجاك، ولكن بمرور الوقت تتضح المهمة الأساسية للأبديون بالتمهيد لميلاد مخلوق سماوي جديد ينتج عنه تدمير كوكب الأمر برمته، الأمر الذي يُحدث انقساما داخل أعضاء الفريق بأكمله في معركة مميتة بين إنقاذ الأرض أو السماح لميلاد المخلوق ونهاية كل شيء على الكوكب.

مزج العمل في أحداثه ما بين الحاضر والماضي من خلال مجموعة من القفزات الزمنية التي توضح طبيعة الشخصيات، ورحلة كل منهم على كوكب الأرض، وهو الأمر الذي ظهر في كثير من الأحيان بإصراف شديد يجعل المشاهد مشتت في الكثير من الأحيان، فالعمل بأكمله كان من الممكن إنجازه بشكل أفضل مختصر، أو ربما البناء بشكل مناسب في عدة أجزاء. ظهر العمل بتجربة أشبه بفيلم "Batman V. Superman"، والذي مزج بشكل غير مقنع العديد من القصص والأحداث خلال عمل واحد ببداية مهمة الأبديون ثم الانقسام بداخلهم والمهمة المصيرية لكوكب الأرض، بجانب رحلة صعود دين ويتمان وتحوله إلى بلاك نايت، مما أضاع إمكانية خلق حالة وجدانية بين المُشاهد والشخصيات للتعاطف معها والتأثر بما يحدث لها، ففي الكثير من الأحيان يتوقع المشاهد أغلب أحداث العمل بل والنتائج النهائية التي قد نصل لها دون أي ذرة تأثر بوفاة ورحيل بعض شخصيات العمل التي من المفترض أن تشكل حدثًا مؤثرا.

على المستوى البصري قدم العمل تجربة جيدة بقيادة المخرجة كلوي تشاو، والتي حصلت على صلاحيات متعددة خلال عملها على المشروع من قبل كيفن فيجي رئيس أستوديوهات مارفل، ولكنها لم تنجح رفقة فريق الكتابة في التوفيق بين خيالها ووجهات نظرها وبين عالم مارفل السينمائي على مستوى القصة والأحداث، فبدى العمل أشبه بتجربة بعيدة كل البعد عن كافة أعمال مارفل التي شاهدناها من قبل، في تجربة أشبه بأعمال DC، وهي نقطة تستحق التأمل بالنظر إلى كلوي تشاو التي تتناسب أفكارها وأدواتها مع العالم السينمائي الخاص بدي سي.

فكرة العمل أظهرت ثانوس كالبطل الرئيسي للأعمال السابقة حتى مع عدم ظهوره، فمع أحداث فيلمي "Infinity War" و"Endgame" تسبب ثانوس بشكل غير مباشر في تعطيل ميلاد المخلوق السماوي وإنقاذ الأرض من الدمار، خاصة مع ربط ميلاد المخلوق بشكل لصيق بزيادة التعداد السكاني على الأرض، وهو الأمر الذي أصاب الكثير من المشاهدين بالحيرة خاصة وأن ثانوس كان الشخصية الأكثر شرًا في العالم السينمائي لمارفل حتى الآن.

على صعيد الممثلين قدم أغلب أبطال العمل أداء مقنعًا، خاصة ريتشارد مادين وجيما تشان وكميل نانجياني ولورين ريدلوف، ومستوى عادي للغاية من أنجلينا جولي وباري كيوجان وسلمى حايك، وفي الواقع اللوم يقع في حد ذاته على النص والذي لم يمنح الفرصة الكافية لظهور شخصيات هؤلاء الأبطال بالشكل الأمثل. يظهر العمل الأبديون في هيئة المخلوقات التي لم تتواجد إلى لحماية البشر من خطر المتغيرون دون التدخل في أحداث أخرى مثل ثانوس على سبيل المثال، وفي الوقت نفسه يتواصل أغلبهم في علاقات عاطفية مع البشر مثل سيرسي وفاستوس، فكيف لهم عدم التدخل في مثل هذه الأحداث لحماية الأحباء من التلاشي، وهو أمر أيضا يدعو للحيرة.

العمل استطاع خلق حالة جدلية كبيرة خلال فترة عرضه، بداية من رفض الكثير من الدول العربية والإسلامية عرضه في صالات السينما بسبب احتوائه على الكثير من المشاهد المنافية للقيم الدينية، وهي في الحقيقة ليست السبب الرئيسي لمنع عرض العمل، ولكن السبب الرئيسي يكمن في تضمن العمل لأفكار ومشاهد مثلية مقحمة بشكل غير مبرر خلال أحداث العمل، ولكن في الواقع كان إقحام مثل هذه القصص والمشاهد أمرا متوقعا في أعمال مارفل المستقبلية، خاصة مع حرص ديزني على الحفاظ على معايير الأوسكار الجديدة على أمل المنافسة في مختلف جوائز الحفل في محاولة لتكرار إنجازات دي سي والذي حصد بعض الجوائز المتنوعة خلال السنوات الماضية. تعنت ديزني بشكل غير مبرر في حذف بعض مشاهد العمل كان أمرا رئيسيا في منع عرضه، خاصة مع تحديد الفئة العمرية الموجهة للأطفال بداية من سن الثالثة عشر، وهي فئة عمرية غير مناسب بأي حال من الأحوال إدراجها أمام مثل هذه الموضوعات.

"Eternals" لم يكن التجربة الجيدة في عالم مارفل السينمائي، ولكنه قد يمهد بعد نهايته والمشاهد الإضافية بعد تتر العمل للمزيد من الأحداث التي قد تشهد تطورًا كبيرًا نحو الأفضل مع ظهور شخصيات مستقبلية مثل بليد وإيروس وبلاك نايت، ولكنه قد يعاني من تكرار تجربة الجزء الأول المخيبة للآمال مع استمرار كلوي تشاو في الإخراج، واستمرار طرح الأفكار ذاتها الغير مناسبة بالمرة لعالم الأبطال الخارقين.




تعليقات