"من أجل زيكو" ... مغامرة تُجسد معاناة الطبقة المهمشة

  • نقد
  • 05:47 صباحًا - 4 ابريل 2022
  • 1 صورة



ليس من العيب اقتباس فكرة، ولكن من المهم ألا يكون الاقتباس من أي فورمات أو عمل أجنبي يكون مثل نقل المسطرة، ولكن من الممكن استخدام فكرة معينة يتم بناء نصا سينيمائيا جيدا عليه بحيث يتناسب لطرح أو مناقشة مشكلة موجودة في المجتمع، وهذا ما حدث في فيلم من "من أجل زيكو لمنة شلبي والمأخوذ فكرته عن الفيلم الأجنبي الشهير "Little Miss Sunshine" والذي أنتج عام 2006 ودارت أحداثه حول طفلة يتم اختيارها في مسابقة ملكات الجمال علما بأنها من أسرة بسيطة.

وجه الاقتباس أو المعالجة جاءت فقط في تشابه الفكرة مع بعض المواقف والشخصيات الموجودة، وبالنسبة للفيلم والذي يناقش أحلام البسطاء والمهمشين الذين لم يروا من الحياة إلا وجها واحدا فدارت أحداثه حول أسرة فقيرة تعيش في منطقة عشوائية لا تملك شيئا سواء السعي وراء أحلامهم, حيث يتم اختيار ابن منة شلبي وكريم محمود عبدالعزيز في مسابقة لأذكى أطفال العالم، ومن يفوز بها يحصل على منحة دراسية لأفضل درسة في الخارج. تعيش الأسرة الفقيرة في حلم من أجل بناء مستقبل افضل لابنهما على الرغم من كل المعاناة التي يمروا بها سواء الجد الذي يعاني من حالة زهايمر شديدة، أو الأب الذي يحصل على قوت يومه من قيادة سيارة نقل الموتي والتي لا يجد سواها من أجل السفر للحاق بالمسابقة، أو الزوجة التي تضطرها الظروف لإنفاق اموال الناس التي تقوم بخدمتهم وإعداد الطعام لهم من أجل السفر. . علي الرغم من ان الفيلم كوميدي إلا أنه عبر عن معاناة الطبقة المهمشة في عدة مواقف وبعض الجمل وأهمها الحوار الذي دار بين كريم محمود عبدالعزيز وابنه في الصحراء وهما في طريقهما إلى مكان المسابقة بأن هولاء الناس تتلخص حياتهم في الاستيقاظ من النوم للعمل السعي وراء لقمة العيش والخلود إلى النوم ليلا دون السؤال عن أي شيء عن حياتهم، ولأن السينما والدراما باستمرار تظهر الوجه السلبي لهولاء الناس ومعيشتهم سواء في سلوكياتهم أو الفاظهم أو تصرفات الناس المحيطة بهم إلا أن هناك جانبا إيجابيا بداخلهم لا يظهر إلا وقت الشدة، وعلى رأسهم الفنان محمود حافظ والذي يلعب دور عم الطفل والذي يمضي حياته ما بين البلطجة والنصب وتعاطي المخدرات لنرى وجه مختلف تماما في بعض المواقف فيصبح هو الآخر شخصية نقيدة تماما عندما يتم القبض على شقيقه بتهمة سرقة سيارة الموتى ويقرر التضحية بنفسه لحماية أسرته أملا بأن يصل ابن شقيقه إلى حلمه.

علي الرغم من ان الفيلم يعتبر جيد الصنع وخطوة جديدة للمخرج بيتر ميم والحريص على التنوع دائما والتي تتسم أعماله بالإيقاع السريع والأحداث المتوازيةإلا أنه لم يخلى من بعض السلبيات بما في ذلك بعض الإيفيهات الساذجة والتي كانت توضع في غير وقتها أو بعض المشاهد التي كان من الممكن الاستغناء عنها لبعض من قابلوهم في طريقهم، ومنها قاطع الطرق عمرو عبدالجليل و مشهد الحفلة الصاخبة، بالإضافة إلى المبالغة في اﻷداء للفنان محمد محمود والذي كان يلعب دور الجد.

بالنسبة للنهاية علي الرغم من إنصاف العائلة إلا أنه كان من الممكن أن تكون أفضل وأن يحصل الابن على مستقبل تعليمي أفضل، وعلى الجانب الآخر تألقت الفنانة منة شلبي والتي كانت في أفضل حالاتها سواء في مشاجرتها في الحارة أو مشاعر أمومتها وكذلك الفنان كريم محمود عبدالعزيز والذي جاء أدائه طبيعيا وإنسانيا خاصة في مشاهده مع زوجته وابنه.



تعليقات