تحت الوصاية، بين الهجوم والثناء

  • مقال
  • 08:37 مساءً - 29 ابريل 2023
  • 5 صور



منذ صدور البوستر الأول –الغير رسمي- لمسلسل تحت الوصاية، واجه العمل هجوما عنيفا وانتقادات لاذعة من قبل رواد السوشيال ميديا، وعبروا عن غضبهم من الشخصية التي تقدمها منى ذكي في المسلسل قبل صدور الإعلان التشويقي للمسلسل أو حتى معرفة قصة العمل من الأساس! حيث ظهرت منى زكي بشخصية سيدة محجبة وبحواجب كثيفة وبدون مكياج، واعتبروا الأمر اهانة بالغة للنساء المحجبات، وتوقع آخرون بأن محتوى العمل سوف يكون لتمرير أفكار معينة يرفضونها أو لإظهار صورة غير مقبولة للمحجبات، لكن بعد صدور العمل في منتصف شهر رمضان، ومنذ الحلقات الأولى، ضرب المسلسل بكل هذه الآراء الناقمة عرض الحائط، وحاز على كمية ثناء وإعجاب كبيرة منذ الحلقات الأولى. وتدور أحداث المسلسل حول امرأة تقوم بإعالة أسرتها من خلال العمل في مركب لصيد السمك والجمبري، وتواجه عدة مشاكل وخلافات في محيطها الأسري والعملي فتسعى للتغلب عليها.
المسلسل من تأليف الشقيقين خالد دياب وشيرين دياب، إخراج محمد شاكر خضير، وبطولة: محمد شاكر خضير، دياب، رشدي الشامي، مها نصار، خالد كمال، علي الطيب، أحمد خالد صالح، علي صبحي، نهي عابدين، جميل برسوم، محمد عبدالعظيم، ثراء جبيل، الطفل عمر شريف وغيرهم. عوامل نجاح العمل:

من أهم الأسباب التي أدت إلى نجاح العمل هو السيناريو والحوار، فهو اللبنة الأولى والأساسية لنجاح كل عمل فني، حيث اختار خالد وشيرين دياب أن يكون المسلسل مكونا من 15 حلقة لضمان عدم الوقوع في فخ المط والتطويل والحشو الغير مفيد. كما أن اختيار القصة كان له دور كبير في خلق حالة التعاطف مع بطلة العمل، بجانب الاهتمام ببناء الشخصيات ورسم أبعادها بشكل دقيق جدا.

ثانيا، أن يكون المسلسل من إخراج المخرج المتميز محمد شاكر خضير فهو بمثابة الحصول على ختم الجودة والتميز كما معهود في الأعمال السابقة التي قام بإخراجها، وكان بمثابة مايسترو يحرك جميع العناصر بتناغم تام حتى تخرج أفضل ما عندها، فخرج العمل بشكل واقعي دون تجميل أو تكلف، أو البحث عن مثالية زائفة. وبرز هذا الأمر في اختيار مواقع التصوير في مدينة دمياط، واختيار زوايا وكادرات تخدم السياق الدرامي وتُظهر حالات القبح والمعانات والبؤس التي تعيشها الشخصيات التي تعاني من وطأة الحياة وظروفها القاسية. وهذا بالطبع بمساعدة مدير التصوير المتميز بيشوي روزفلت، مهندس الديكور محمد عطية، مصممة الملابس ريم العدل، المونتير أحمد حافظ وباقي طاقم العمل حتى أصغر فرد في موقع التصوير.

أما بالنسبة للتمثيل، فقد شهد المسلسل حالة تألق جماعي للعديد من الممثلين، وكان أبرزهم، منى زكي، رشدي الشامي، دياب، أحمد خالد صالح، علي صبحي، خالد كمال والطفل عمر شريف. وقد أشاد بهم النقاد ومتابعي المسلسل على السوشيال ميديا وأثنوا عليهم ثناءا مليئا بالمحبة والإعجاب.

موضوع شائك وتحركات قضائية: أثار المسلسل من خلال أحداثه موضوعا شائكا في المجتمع المصري، ألا وهو موضوع الوصاية على الأطفال بعد وفاة الزوج، حيث تعاني الشخصية الرئيسية (حنان) -التي تقوم بها منى ذكي- من مشاكل في حضانة وتربية أبناءها القصر؛ باعتبارها غير مؤهلة لاتخاذ قرارات في التصرف على أموالهم وحرمانها من الوصاية عليهم بشكل كلي. وبعد أن لاقى المسلسل تفاعلا واسعا وتعاطفا كبيرا مع بطلة العمل، طالب الكثيرون بإعادة النظر في القضايا والقوانين المختصة بالأمهات والأطفال وشدة المعاناة التي يقابلنها للحصول على حقوقهن وحقوق أبناءهن، ومن ضمنها موضوع الوصاية، حيث تحرك نواب ونشطاء حقوقيون مصريون بشكل جدي ورسمي لمناشدة الجهات المختصة لمراجعة وتعديل هذه القوانين حتى تحفظ حقوق الأم وأطفالها. وبعد هذه التحركات القضائية، أثنى الكثيرون على دور المسلسل في تسليط الضوء على هذه القضية ومساهمته في حث الناس على المطالبة بتعديل قانون الوصاية الذي تم وضعه منذ سنين طويلة جدا ولم يتعرض لأي تعديل.




تعليقات