كان يا مكان، في قديم العصر والأوان، في ثمانينيات القرن الماضي تحديدا، ظهرت موجة أفلام داخل السينما المصرية أطلق عليها اسم "أفلام المقاولات"، وهي مجموعة من الأفلام يتم إنتاجها بميزانية منخفضة وفي وقت وجيز جدا، وبمجموعة ممثلين ومخرجين من الصف الثاني وأحيانا الثالث وبأجور منخفضة، وتتميز برداءة المحتوى ويتم عرضها في سينمات الدرجة الثانية والثالثة، ويكون الاعتماد الأكبر في توزيعها وبيعها على هيئة شرائط "دي في دي" في نوادي الفيديو وبشكل أوسع في دول الخليج؛ وهو السوق الأكبر استهلاكا لتلك النوعية آنذاك، وأحيانا كان يتم توزيع تلك الشرائط قبل –وأحيانا بدون- عرض أفلامها في السينمات المصرية. وظلت موجة هذه الأفلام مستمرة حتى نهاية التسعينات، حيث انتهت تلك الحقبة مع بداية ظهور جيل جديد أعاد للسينما المصرية بريقها ورونقها وقوتها من جديد، مع ظهور"جيل المضحكين الجدد"، وتوته توته.. خلصت الحدو...
لا.. لا.. انتظر، الحدوتة لم تنتهي بعد، فقد عادت موجة تلك الأفلام مؤخرا مع اتساع سوق العرض السينمائي في دول الخليج العربي وانتشار منصات العرض الرقمية، مما أفرز عنها مجموعة كبيرة من الأفلام المعلبة، سريعة التحضير، عسيرة الهضم وماسخة الطعم، والتي صدر منها مؤخرا –وليس آخرا للأسف- فيلم تاني تاني.
ومن تأليف محمد نبوي وعلاء حسن، وإخراج شريف إسماعيل.
الحبكة تعتبر جيدة وتم تقديمها في عدة أفلام أخرى، حيث أن فكرة التنافس بين رجلين من أجل الظفر بقلب امرأة؛ تخلق العديد من الأحداث والمفارقات التي بإمكانها أن تزيد من جرعة التشويق والإثارة والتسارع داخل أحداث الفيلم، ولكن من الأنسب أن يتم تقديمها في فيلم أبطاله في مراحل شبابية مختلفة، على عكس فيلم تاني تاني الذي تعدى أبطاله ال 55 عاما! كما أن مستوى الكوميديا أتى مخيبا للآمال، خاصة أنه من بطولة بيومي فؤاد وأحمد آدم -الذي هو للمفارقة يعتبر من جيل المضحكين الجدد- وكلامها لديهما رصيد كبير من الموهبة في تقديم الكوميديا، بالإضافة إلى إبرام سمير الذي اعتمد من خلال شخصية (مغاوري) على استحضار أداءه المتكرر في مسرحيات مسرح مصر، وأداء نمطي ومكرر لمحود حافظ الذي يعتمد بشكل كبير على الصوت العالي والانفعال المتكرر والغير مبرر، ما عدا شخصية (سامح) التي قدمها أمير صلاح الدين والتي أضافت بعض اللمسات الكوميدية الخفيفة على أحداث الفيلم. أما بقية الأدوار فكانت عادية جدا، على رأسهم شخصية (هدى) التي قدمتها غادة عبدالرازق.
كما أن الفيلم فشل في استكمال المنافسة على شباك الإيرادات وتم سحبه من دور العرض بعد عرضه لمده 3 أسابيع؛ بعد تحقيقه 585,771 جنيه مصري داخل مصر، ليُعرض بعد ذلك على بعض منصات المشاهدة الرقمية.