
صدر العمل من إخراج روبرت مايكل ريان، في محاولة مكررة لتحويل الشخصية الكارتونية المحبوبة بوب آي إلى قاتل مرعب، حيث تدور القصة حول تتسلل مجموعة من الأصدقاء الفضوليين إلى أحد مصانع المعلبات المتخصصة في إنتاج السبانخ، ولكن سريعًا يجدوا أنفسهم مطاردين من رجل مرعب يرتدي زي البحارة، وهي خلطة سينمائية تجمع بين نوستالجيا الطفولة وأفلام القتلة المتسلسلين على غرار جايسون وفريدي وهالووين.
يقدم العمل منذ لحظاته الأولى حالة من الفوضى البصرية، فشل كبير في التصوير واستغلال الإضاءة؛ فبدت الكثير من المشاهد ضبابية، كما عانت أغلب مشاهد الرعب من خلال الإخراج والتصوير من الكسل الذي حول المشاهد الأكثر رعبًا ودموية سريعًا إلى وجبة كوميدية دسمة، فالإخراج في العمل لا يمكن تصنيفه ضمن أي نوع سينمائي واضح، فيظهر الفيلم بشكل مستمر كأنه لا يعرف إذا كان يطمح ليكون عملًا رعبًا خالصًا أم فاصل من الكوميديا الهزلية، وفي الحقيقة أخفق العمل في الجانبين، وخرج بصورة إخراجية مثيرة للشفقة.

المؤثرات البصرية في العمل تندرج ضمن خانة الفشل الذريع. من الدماء التي تبدو كأنها معجون طماطم، إلى الجثث الأشبه بالعرائس الماريونيت؛ فجاءت التقنيات المستخدمة في عرض التحولات أو مشاهد العنف تذكرنا بفترة الثمنينات، حين كانت المؤثرات غير قادرة على تحقيق أي تأثير مقنع أو مثير، وخاصة في أفلام الرعب المخصصة للفيديو وقتها.
من أكبر السلبيات التي يعاني منها الفيلم هو المظهر الهزلي لشخصية بوب آي. فبدلاً من ظهور الشخصية بشكل مرعب، جاء التصميم مشابهًا لشخصية مصنوعة من مطاط مفرط التشويه، حتى أن القناع الذي ارتداه الممثل يشبه شيئًا مصنوعًا من العلكة. هذا الشكل كان بعيدًا عن الإقناع، بل وتسبب في إضافة طبقة من الكوميديا غير المقصودة على الفيلم.

نجح فيلم "Popeye the Slayer Man" في تقديم كل ما كنا نخشى رؤيته من تحويل الأعمال الكلاسيكية إلى أفلام رعب. الفكرة نفسها، وهي أخذ شخصية محبوبة للأطفال وتحويلها إلى آلة قتل، هي فكرة لا تحمل أي قيمة فنية حقيقية، وبدلاً من أن تخلق تجربة سينمائية مبتكرة، فإنها تساهم في تدمير جوهر الشخصيات وتوجيهها إلى مسار غير مناسب بحجة أن الملكية الفكرية لهذه الشخصيات انتهت.