صدق فنى من مخرج غير صادق

الانطباع الأول لى قبل مشاهدة هذا الفيلم هى كأى انطباع لى عند مشاهدة أى فيلم لخالد يوسف ، فحتما سأجد العديد من القضايا و الكثير من الصراخ و الميلودراما و طبعا العديد من المشاهد الجنسية و كأن الأمر قد أصبح تيمة يسير عليها المخرج فى كل أفلامه ، و بعد مشاهدة " حين ميسرة " لم يخب ظنى فما توقعته وجدته لكن نظرتى لهذا الفيلم اختلفت عن أى نظرة لأفلام خالد يوسف الأخرى ، فقد وجدت الفيلم فعلا فيلما و وجدت به شىء من التصرف و العقلانية ، صحيح لم يخلو من الاستفزازات لكنه كان بالنسبة لى انجازا لم أكن أتوقعه من خالد يوسف .

يضعك الفيلم فى متاهة تعلم أنت جيدا كل مخابئها لكن فى الوقت نفسه تشعر بذلك الشعور الذى يصيبك عندما تتواجد فى متاهة ، ينتقل من حدث الى آخر و من شخصية الى أخرى و من مكان الى آخر و من سنة الى أخرى و من جيل الى لاحق و من معيشة الى أخرى ليخلق ذلك التوهان الذى تعلم أنت مسبقا أنه تقريبا سيحدث ، و لا يترك لك فرصة للتركيز أو لفهم كيف ستنتهى الأمور التى اذا فكرت فيها جيدا فلن تتفاجأ فى النهاية و لن تصطدم بأى فكرة أو حدث ما ، تسير الشخصيات من مكان الى آخر تاركة ورائها شخصيات و أحداث و أفكار أخرى ، قد تكون هذه الشخصيات مبتورة الدوافع و غير مكتملة دراميا و هو ما لا يصب فى صالح الفيلم ، لكن الجميل هنا أن ذلك لا يسبب أى مشكلة مزعجة على الاطلاق ، و على نفس المنوال تأتى كل الصدمات و كأنك تعيشها ، تذكر معى المشهد الذى كان عادل يمارس الجنس فيه مع احدى الفتيات و يأتيه " فتحى " مسرعا ليخبره بأن أخته قتلها زوجها ، هى صدمة بكل المقاييس لكن جاءت هنا على نحو مبتور بلا تمهيد و بلا تأثير قادم ، لكنه مشهد ضرورى جدا و لا تسألنى كيف ؟ فقط هو ضرورى رغم أنك اذا حذفته ربما لن يؤثر فى شىء .

قدم المخرج أيضا شخصيات حقيقية لا تميل الى المبالغة الميلودرامية المعهودة دوما عند خالد يوسف ، لكنه قدمها كما هى بفرحها و تسامحها و أخطائها و أحلامها و بساطتها مثل شخصية الأم - التى قدمتها ببراعة هالة فاخر - و شخصية فتحى - التى قدمها ببراعة أيضا عمرو عبد الجليل - فقد اكتسبت هاتان الشخصيتان ملامح انسانية و درامية جميلة سمحت للممثلين أن يقدموا أداءا مذهلا و سمح للمخرج أن يقدم من خلال الشخصية الأولى شجنا حقيقا بدون ازعاج أو صراخ و أن يقدم من خلال الشخصية الثانية كوميديا واقعية تثير السخرية و التأمل فى نفس الوقت ... لكن من ناحية أخرى لم يعطى تلك اللمسة للشخصيتين الرئيسيتين " ناهد و عادل " فقد أراد أن يقدم من خلالهما قصة رومانسية وسط كل هذا القبح و القهر و الحرمان لكن لم تخرج مشاهدهما بأى شىء مميز سوى ذلك الاغراء الرخيص الذى اعتاد خالد يوسف تقديمه و لم يسمح للممثلين بأى تألق من أى نوع .

بعد كل ما كتبته و بعد مشاهدتى للفيلم أتسائل هل كان هذا صدفة ؟ و هل كان هذا الصدق الفنى صدفة ؟ خصوصا أن خالد يوسف لم يستفد من هذه التجربة الا بمزيد من الجرأة و المزيد من الصراخ فى أفلامه التالية ، و خصوصا أيضا أن الفيلم يحتوى على أخطاء مستفزة يقع خالد يوسف فيها دائما ... أتمنى حقا أن يتوقف للحظة ليراجع أوراقه و يراجع أيضا ما درسه و ما فهمه من فن السينما .......

نقد آخر لفيلم حين ميسرة

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
\"حين ميسرة والواقعية الاجدد\" محمد رفيع محمد رفيع 8/11 12 اكتوبر 2008
صدق فنى من مخرج غير صادق أحمد أبوالسعود أحمد أبوالسعود 2/3 9 فبراير 2010
أحد أسوأ الأفلام التي رأيتها في حياتي!! محمود حمدي محمود حمدي 3/9 12 يناير 2009
حين ميسرة، أداء رائع و سذاجة بعض الشئ Ahmed Saeed Ahmed Saeed 1/1 8 يونيو 2020