و بقينا إزاى كده ؟؟ ( 2-2 )

لقد صدق محمود الغيطانى عندما قال أن السيناريو هو البطل فى هذا الفيلم فالسيناريو متماسك لدرجة عالية جدا ً و الحبكة الدرامية لا تشوبها اى شائبة و إن كان مدة الفيلم طويلة ( 120 دقيقة كاملة ) مرهقة و تحتاج إلى كثير من التركيز ، لقد إخترت للنقد عنوان " و بقينا إزاى كده ؟؟ " من أغنية الفيلم تأليف الشاعرة كوثر مصطفى ، لأن هذا السؤال يطرح نفسه و بقوة طوال أحداث الفيلم " و بقينا إزاى كده ؟؟ " على الصعيد الشخصى إزاى بقينا وحشين قوى كده و أنانيين و بندوس على اى حد و اى حاجة و على الصعيد المجتمعى إزاى بقينا بنفرط فى حقوقنا بالساهل كده و نرضى بالظلم و القهر . سأستعير جملة أخرى من نقد محمود الغيطانى فى مجلة أدب و نقد عندما قال أن الفيلم شكله بوليسى و لكنه تحقيق سياسى مثل فيلم " زائر الفجر " لممدوح شكرى . إضافة الكاتب الكبير إبراهيم عيسى و المناضل العمالى كمال ابو عيطة أكسبت الفيلم كثير من الواقعية و المصداقية ، و أبدع أستاذنا ابراهيم عيسى فى جملته : [ هما عملوا اللى عليهم و سرقوا ، و احنا حانعمل اللى علينا و ننشر ، على الله بقى حد يطلع عنده دم و يعمل اللى عليه و يحاسبهم " و كمال ابو عيطة فى مشهد الإشارة إلى تواطؤ الداخلية فى طحن المعارضة . خالد يوسف استطاع تقديم كل ما يريد هذه المرة فى حبكة مسلية و مثيرة جذبتنا طوال أحداث الفيلم على عكس أستاذه شاهين الذى افتقد فى سنوات عمله الأخيرة الحكى المسلى . هناك بعض المآخذ الفكرية على خالد مثل مشهد التعذيب فى الفيلم فبرغم رفضى التام لهذه الأساليب الوحشية التى يستخدمها الأمن العام و جناح من أمن الدولة إلا أننى مقتنع تماما ً أن كثرة الإشارة إلى ذلك فى السينما ستجعل الأمر مستساغ و عادى و بيحصل كل يوم . بالإضافة إلى بعض المشاهد الجنسية الغير مبررة دراميا ً و كان يكفى الإشارة إليها و هذا ما يؤخذه بعض مهاجمى خالد يوسف عليه أنه يداعب المراهقين ليضمن شباك التذاكر مثل مشهد نهلة / ساندى فى الحمام كان مبتذل للغاية . بالطبع خالد يوسف لا يعلى عليه فى إدارة الممثلين فبجانب هانى و سمية لا يجب أن ننسى سامح الصريطى و عمرو سعد .

إستطاع المتألق الموسيقار ياسر عبد الرحمن بموسيقاه التصويرية صنع حالة مزاجية شديدة الخصوصية فموسيقاه ملائمة و هادئة تجذبك دون أن تكون صاخبة او تشوشر على متابعتك للفيلم كما أن الأغنية التى قدمها فى التريلر غناء المطربة المتميزة آمال ماهر و كلمات الشاعرة الغنائية الكبيرة كوثر مصطفى ( يا عينى عليكى يا طيبة ) كانت بمثابة اللمسة الأخيرة للفيلم التى اضافت له رونقه و بهاءه ، اما أغنية الفيلم ( مافيش فى الاغانى كده و مش كده ) كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد و غناء الرقيق أحمد إسماعيل كان إختيارها فى منتهى الدقة و فى الموضع الناسب تماما ً العملاق الفنان سمير بهزان مدير التصوير يكمل المسيرة مع خالد يوسف ليقدم حالة بصرية شديدة الإمتاع كما أمتعنا من قبل بأفلام مثل :- أرض الخوف - باب الشمس - البحر بيضحك ليه و كان المصور رؤوف عبد العزيز متميزاً فى إلتقاط المشاهد الصعبة و تعبيرات الفنانين ، اما حامد حمدان الديكوريست و المصمم الفنى فى إستطاع صنع مواقع تصوير شديدة الإتقان خاصة ً شقتى سمية و مى و المقاهى الشعبية و أخيرا تحية إلى خالد يوسف الذى إستطاع تقديم فيلم واقعى للغاية أرخ فيه الكثير من المشاهد و الوقائع المعاصرة

نقد آخر لفيلم خيانة مشروعة

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
إقتباس من إقتباس عوف السلمي عوف السلمي 3/3 12 ديسمبر 2010
و بقينا إزاى كده ؟؟ ( 1-2 ) محمد ياسر بكر محمد ياسر بكر 2/2 15 ديسمبر 2010
و بقينا إزاى كده ؟؟ ( 2-2 ) محمد ياسر بكر محمد ياسر بكر 1/1 15 ديسمبر 2010