سينما الإسقاطات السياسية

لم يكن فيلم التحويلة مجرد سيناريو كتبه يوسف بهنسي لقصة الكاتب وجيه أبو ذكري عن قصته (عامل التحويلة) وإنما كان إسقاط سياسي لما بين سطور تلك القصة فالفيلم يدور حول عامل التحويلة حلمي (نجاح الموجي) الذي يعيش برفقة اسرته الصغيرة حياة هادئة بسيطة لا يعكر صفوه غير هموم الحياة اليومية والتي يمر بها أي عامل بسيط لكن سوء حظه العسر يوقع به في طريق ضابط الشرطة (أحمد عبد العزيز) أثناء ترحيل مجموعة من المعتقلين السياسيين بالقطار إلى الواحات فيهرب أحدهم ، ولا يجد الضابط (أحمد عبد العزيز) إلا أن يعتقل حلمي بدلاً من المعتقل الهارب . يعلم العقيد شرطة عمر (فاروق الفيشاوي) بما حدث لحلمي ، ويحاول إنقاذه....من هنا نرى إقتحام السيناريست يوسف بهنسي وبجرأة للأوضاع المهينة التي يتعرض لها المساجين على يد رجال الشرطة داخل السجون وقسوتهم في المعاملة وحتى قوانينهم التي تم وضعها بمعرفاتهم وطرق إجبارهم على الأعتراف بجرائم لم يفعلوها....ويظهر الموقف الاجتماعي للفيلم أكثر قوة ووضوحا من أي فيلم ناقش تلك القضية وخاصة قضية قسوة وجبروت رجال الشرطة في المشاهد التي تجمع الضابط (أحمد عبد العزيز) بالمسجون حلمي وطرق تعذيبه وإجباره على الاعتراف بجريمة لا ذنب له فيها وهنا يظل السؤال الدائم يتردد هل هذا الحال هو واقعنا الأليم؟؟!!....وباﻹضافة إلى ذلك الموقف السابق نستخلص دلالة إنسانية عميقة أخرى حيث دور الضابط عمر الذي يؤكد من خلاله أن هناك ضباط شرطة يرفضون تلك الانتهاكات وأكد ذلك فاروق الفيشاوي عندما نجح في تأدية الدور واضعا انطباعات انفعالية واضحة لضابط الشرطة الشريف...ينتهي الفيلم بثلاث محاور رئيسية مثلت فيما بينها أبعاد مختلفة فالضابط الشرير الذي لا يعرف الرحمة والضابط الذي ينفذ القانون مؤكدا على روحه وذلك المتهم البريء....قصة كاملة حققت أبعادها المطلوبة.

نقد آخر لفيلم التحويلة

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
التحويلة .. رائعة ضلت طريق عاطف الطيب محمود محجوب محمود محجوب 4/4 2 فبراير 2016
سينما الإسقاطات السياسية دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 0/0 2 اكتوبر 2014