ثلاث محاور تاه المشاهد بينها

كتير أوي منا لما سمع عن طرح فيلم سينمائي بيتكلم عن أسامة بن لادن؛ أول حاجة تطرقت للذهن إنه هيتناول قصة حياة أسامة بن لادن نفسه، لكن مع متابعة الأخبار والتقارير اللي تكتبت عنه وأخيرا تايلر الفيلم أتأكدنا إنه بيدور عن العشر سنوات اللي قضها الأمريكان في التخطيط للقبض على بن لادن وقتله،

وبغض النظر عن قصة الفيلم اللي قد تكون معروفة للجميع خاصة اللي بيتبعوا الأخبار السياسية على الساحة وعرفوا كتير أوي عن حياة بن لادن وأتباعه نقدر نقول إن الفيلم تناول حقائق ووضح أشياء كانت مبهمة للكثير منا ولم تكن معروفة خاصة إن البعض منها كان سري لا يملك حقه إلا الاستخبارات الأمريكية ومن هنا نجحت المخرجة (كاثرين بيجلو) إنها تكشف عنه من خلال فيلمها (Zero Dark Thirty) ومحاولة تقديم ثلاث محاور رئيسية تاه الجمهور بينها؛ كان أولها شكل بن لادن في مخيلتهم، ومحور دار أغلب أحداث الفيلم عنه وهو "تحقيقات مركز الاستخبارات الأمريكية"، وأخير محور قتل بن لادن،

ويمكن المخرجة بيجلو قدرت إنها تشد انتباه المشاهد وتوجه تعاطفه للأمريكان لما بدأت الفيلم بأول مشهد عن أحداث 11 سبتمبر و استغاثة الناس داخل مبنى التجارة العالمي المنهار وأصوات البعض منهم مع أخر شهيق له في الحياة.... وبالتالي خلت أي حد ممكن يتقبل مشاهد التعذيب اللي أقحمتها طوال الوقت وكانت تبريرات مباشرة لذلك العنف، ولكن اللي أفقدني حس الإثارة والتشويق وخلى الملل يبدأ في التسلل طريقة استمرارية ومتابعة الأحداث على مر العشر سنوات قبل مقتل بن لادن بهذه الطريقة فلمدة 75 دقيقة أو أكثر قُدمت مجموعة من المشاهد اقتصرت على حوارات غير منطقية بين بطلة الفيلم وفريقها دون داعي واعتقد إن إلغاءها كان هيفيد أكتر من إقحمها بذلك الشكل الممل.

وبالرغم من إن بيجلو عرضت الأحداث اللي وقعت على مدار العشر سنوات زي تفجيرات لندن والعمليات الانتحارية اللي قام بها تنظيم القاعدة إلا إنها لم ترك بشكل كبير على التنظيم نفسه وتناست الإشارة إلى إن بن لادن هو ابن الأمريكان أو صنعتهم وتربيتهم التي جارت عليهم.

ويمكن شخصية المحققة (مايا) اللي قامت بها الممثلة (جيسيكا تشاستين) هي الحاجة الوحيدة اللي شدتني بالفيلم خاص اقتناعها بقضيتها وبقائها وإصرارها كل هذه السنوات على أمل الوصول، بغض النظر عن هوسها طوال تلك المدة بأشياء وأشخاص قد يكونوا غير موجودين في الحقيقة، أيضا محاولة احترامها لفكر وعقيدة أعضاء التنظيم خاصة أنها كانت دائما ترتدي طرحة على رأسها كمحاولة للتقرب لمن تحاوره وإقناعه برفضها لما يحدث واحترامها لتعاليم دينه،

ومن المشاهد اللي قدرت احس معها اني بتفرج ع فيلم يخلعني من مكاني هو مشهد النهاية ومقتل بن لادن خاصة زوايا الكاميرا وطريقة التصوير واحساسك بأنك ضمن طاقم التنفيذ،

الفيلم ممكن تشاهده من دافع الفضول لمعرفة ماحدث وكيف تم قتل بن لادن على الأكثر.

نقد آخر لفيلم Zero Dark Thirty

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
ثلاث محاور تاه المشاهد بينها دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 3/3 2 فبراير 2013