قصة قوية لانتصار الإرادة البشرية

ما أكثر الأفلام اﻷجنبية التي تعرض المحارق الألمانية لليهود، ومدى المعاناة التي عاشوا فيها بفترة الحرب العالمية الثانية، والتي يحاول صناعها الضغط على مشاعر المُشاهد للتعاطف معهم. كان منها فيلم (Shindler's list) لستيفن سيلبيرج عام 1939، ليأتي فيلم (لصة الكتاب) أو (The Book Thief) متناولا ببعض الخطوط الدرامية الفرعية تلك المعاناة، بجانب الخط الدرامي الرئيسي وهو التركيز على الروح والإرادة البشرية التي تمثلت في قراءة الكتب لتصبح المتعة الحقيقية.

فمن خلال درامية اجتماعية ينطلق المخرج بريان بيرسيفال من عالم الدراما التلفزيونية ومسلسله الشهير الناجح (Downton Abbey) إلى عالم السينما والشاشة الكبيرة ليقدم تحفة فنية عن أكثر الروايات تحقيقا للمبيعات (لصة الكتب) للروائي ماركوس سوزاك عام 2006، ليضع المؤلف مايكل بتروني السيناريو والحوار لها ومن إنتاج فوكس 2000 حيث قصة فتاة تُدعى ليزيل (صوفي نيلاسسي) تتبناها عائلة فقيرة تقطن بأحد أحياء الطبقة العاملة الألمانية بفترة الحرب العالمية الثانية. تجد ليزيل في سرقة الكتب متعة خاصة مع حصولها على بعض المال القليل من بيعها، إلا أنها تقرر تعلم القراءة وتبدأ في قراءة الكتب التي تسرقها للأصدقاء والجيران أثناء الغارات الجوية، فتنشأ بينها وبين الكتب علاقة حب وطيدة.

ومع أن الممثلة الشابة (صوفي نيلاسسي) التي أدت دور الفتاة ليزيل استطاعت بجدارة أن تلفت الانتباه لها ولأدائها المميز، فلابد من الإشادة بالدور الأكثر من رائع الذي قدمه الممثل (جيفري راش) والممثلة (إميلي واتسون) في دور أبويها بالتبني، فنجح جييفري في توصيل الحب والحنان وتحقيق نسبة من الأمان المعدوم لابنته، في الوقت الذي وصلت فيه واتسون بأداء دور الأم العنيفة الشديدة في قرارتها إلى أقصى معنى والتي تخفي وراء ملامحها الجامدة المعنى الحقيقي للأمومة. وقد تجلت أكثر الأشياء المعبرة والرائعة بالفيلم في إلقاء الراوي(Roger Allam) ﻷحداث الفيلم وتعريفه بالشخصيات، وتحدثه عن الموت والحياة، مستخدما أقصى التعبيرات المجازية عندما يوصف حالته بموت أحد الأشخاص فيقول (ضممته إلى حضني). ومحاكيا للأهوال والمآسي المصاحبة لشخصيات الفيلم. وعارضا حالات شجن وحزن غاية في التأثير

وبالرغم ومن الإشادة القوية والإيجاببية للنقاد والتي حققها فيلم (The Book Thief) عند عرضه إلا أنه لم يحقق الإيرادات المتوقعة فبلغت في أول إسبوع عرض له ب105.500 دولار أمريكي تقريبا. وقد رشح الفيلم لنيل جائزة أفضل موسيقى حيث يمثل The Book Thief أول فيلم يقوم بعمل الموسيقى التصويرية له الملحن الأسطوري جون وليامز بعيداً عن شريكه المهني ستيفن سبيلبيرج، فوضع مجموعة من المقطوعات الموسيقية الهادئة ناسبت الكثير من المشاهد خاصة التي يحاول المخرج بيرسيفال تصوير مدى سيطرة قراءة الكتب على حياة الطفلة ليزيل. أيضا بعض الموسيقى الحماسية لتوصيل الحياة المتوترة التي كان يعيشها والدي ليزيل بالتبني مع اخفائهم لأحد أبناء اليهود بقبو منزلهما. ومدى مخاطرتهم بكل شيء.

تعبتر النهاية المأساوية الشيء الأكثر سوداوية في العمل.

نقد آخر لفيلم The Book Thief

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
قصة قوية لانتصار الإرادة البشرية دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 1/1 24 يناير 2014
نشيد الإنسان Ab Te Ab Te 2/2 9 فبراير 2014