السوبرمان يطلب الاذن للدفاع عن امنه القومي ..المعادل تجسيد للهيمنة الأمريكية

من مقاييس جودة أي فيلم أن يصفق الجمهور بعد انتهاء عرضه لمن لا يراهم ولا يشعروا به.. وهو ما حدث بدار العرض في السالمية قبل أيام مع فيلم The Equalizer اكولايزر (المعادل) الذي يحقق اعلانه فقط نسبة مشاهدة عالية تعدت 5،5 مليون مشاهدة على اليوتيوب .... الفيلم قام ببطولته دينزل واشنطن ذلك الرجل الذي اكتسب مهارة التعبير بأدق ملامح وجهه الأسمر وصولا الى بياض عينيه وقرنيته. قصة تجارة الرقيق الأبيض هي المفتتح لهذه الدراما الأمريكية المحبوكة لكن الرسالة التي نجح الفيلم في تمريرها هي " الهجوم خير وسيلة للدفاع " وان كان شرطي العالم الأمريكي يخرج من داره فهو لا يخرج الا للدفاع عن أمنه (القومي) وبالتالي فيا أيها الأمريكيون المعارضون لإرسال قوات إلى أفغانستان أو العراق أو سوريا أو أي مكان في ( الشرق الكبير خاصة) ...اقبلوا هذه التوجهات الحكومية بسماحة صدر وعن طيب خاطر كما تقبلتم ان يقوم هذا العسكري السابق بفرقة الكوماندوز بمهاجمة من جاءوا يهاجمونه أو من سيرسلون آخرين ليهاجمونه ولا تخافون فالجندي الأمريكي ( سوبرمان) لن يموت ولن يصب بأذى بينما سيقتل كل الأعداء .. أعداء الإنسانية . (والكلام لك ياجارة) .. يا من تنشدون العيش بسلام . العسكري الذي أشاع البنتاجون خبر مقتله وأقام له جنازة مهيبة لسبب ما فقد زوجته التي من أجلها يداوم على قراءة مائة اهم كتاب ينبغي على المرء أن يطالعها في حياته .. وفي هذه الحانة التي يقرأ فيها ليلا لأنه لا يستطيع النوم بعد فقدها يقابل نموذجا انسانيا ضعيفا لفتاة ليل تستغلها مافيا الرقيق الأبيض والسلاح والممنوعات الروسية رواية العجوز والبحر للكاتب الأمريكي هيمنجواي تربط بينهما والرمزية الدلالية بين السمكة التي اصطادها العجوز ثم سقطت منه لتنزف في البحر وتأكلها أسماك القرش تقول عكس ما يؤمن به ويصدرها للفتاة .. :" يستطيع المرء ان يكون ما يريد .. فترد عليه : هذا في عالمك فيقول بحسم : :يمكنك أن تغيري عالمك.." يتورط "بوب" كما أطلق على نفسه في عالمه الجديد في الدفاع عن الفتاة المسكينة.. يعرف انه امام عالم من الأشرار ويقرر ألا ينتظرهم فيبادر بالهجوم وبعد مشاهد مدروسة بعناية وأكشن ذو نكهة أمريكية مستساغة لدى الغالبية تتأكد الرسالة التي ركز المخرج عليها . خدم السيناريو مستبق الأحداث الفكرة بكل تأكيد وساهم في ابتلاع مشاهد القتل الدموي بفواصل عبارة عن لقطات قريبة جدا very extream shot مرة لتدفع قطرات الماء من فوهة صنبور ومرة لستائر بيضاء على عالم اسود ومرة لاطار ضخم ومرة لقطار مارق في الوقت الذي ادت فيه المؤثرات الصوتية دورها ببراعة مع ظهور هذه الفواصل ولعبت الموسيقى ومقاطع الأغاني دورها المعتاد في رفع الأدرنالين لدى المشاهد المأخوذ بسرعة لقطات العنف والمطاردة أوالمتنفس الصعداء أخيرا بعد كل نجاة للسوبرمان . بعد مشاهد شديدة البراعة والمراوغة يستنتج القارئ مشاهد محذوفة فيسهم في خلق العمل الفني ويشارك بجرعة خيال في صياغة الفيلم تستمر التوليفة الأمريكية لتشكيل الوعي المستهدف المستسلم بفعل عناصر الإبهار البصرية والسمعية والخطط ورش السيناريو الجمعية التي لا تخر الماء منها فذكاء البطل حاد وتوقعاته لا تفشل أبدا واصاباته في مقتل دوما ( باستثناء مرة اشتبك فيها مع مقاتل من عشرين عنصرا قاتلوه) الملابس البسيطة التي ارتداها البطل كانت موازية لشخصيته البركانية التي اخرجت الحمم بعد ان فارت من مشاهدة الظلم .. أيضا مع بنات الليل كانت منضبطة بلا مبالغة ومع فريق الموت المرسل الى امريكا التي ان كانت تضم شرطة فاسدين فهي تضم عسكريين أفذاذ ومخابرات تعرف سيرة أم خالة بنت أخت جار اي عنصر في ملف .. وانها تعطي الإذن للعسكر وليس فقط المساعدة

نقد آخر لفيلم The Equalizer

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
السوبرمان يطلب الاذن للدفاع عن امنه القومي ..المعادل تجسيد للهيمنة الأمريكية Alaa El Barbary Alaa El Barbary 1/1 21 اكتوبر 2014