مولانا.. ونجاح بـ «رغبة سياسية»!!

تعجّبت كثيرا عندما سمعت المخرج مجدي أحمد على يصرح للصحفيين في العرض الخاص لفيلم «مولانا» أنه يشاهده مع الجمهور لأول مرة!.. فمَن يكون الذي صوَّر مشاهده مشهدا يلو الأخر، وجلس بجانب المونتير لتجميع اجزاءه العديدة، وصرخ في مهندس الصوت غير مرة اثناء تجميع اجزاء الصوت، وشاهده في صورته الأخيرة قبل الطباعة؟؟..

يأتي فيلم «مولانا» بالتزامن مع نداءات عديدة للنظام الحاكم في مصر لصنّاع السينما بانتاج افلام تهتم بتصحيح الخطاب الديني، في ظل فشل المؤسسات الدينية القيام بالأمر نفسه. وفي حوار تليفزيوني نجد نجمه عمرو سعد يصرح أن الفيلم يمثل نبضة من قوة مصر الناعمة الكبيرة والأكثر تأثيرا (ألا وهي السينما) في عروق المشاهدين، ودعوة للتعايش وقبول الأخر وتصحيح سُبُل الحوار بين المختلفين.. وحقا، فالفيلم يحمل كمية كبيرة بين مختلفين كثُر.. كالسنة والشيعه، والسلفيين والمتصوفة، والمسلمين والمسيحيين، ولم يتكلم الفيلم بالمناسبة عن الخلاف بين الأهلاوية والزمالكاوية!.. ولأن الخلافات في هذا الأمر تحمل أراءا عديدة ونزاعات كبرى على مر زمن طويل، فقد اكتفى الفيلم بعرض رأي المؤلف ابراهيم عيسى فقط!.. ومن هنا نبع رفض فصيل غير قليل لذلك الرأي، وجاء بالطبع غير مشبع للبعض الأخر..

المتابع لفيلم «مولانا» من البداية ينجذب كثيرا للمشهد الأول ويظن أنه على موعد مع فيلم قوي من النوع الذي يتجاوز الخطوط الحمراء، ولكن بتتابع مزيد من المشاهد الغير مترابطة يشعر نفس ذلك المُشاهد بخيبة أمل!.. فالمَشاهد المتعاقبة السريعة تفتقر الى الترابط أو الحبكة، بحيث انه لو منعتك مكالمة هاتفية هامة أو ذهابك الأضطراري للحمّام مثلا من متابعة مَشهد أو اثنين، فلا تجد مشكلة في استكمال باقي احداث الفيلم دون اية شعور بالنقص!.. أيضا قد تتسائل عن ترتيب غير صحيح لبعض الموضوعات التي تناولها الفيلم ولكنك قد تجيب نفسك بالإجابة المريحة في هذه الأحوال.. "المخرج عايز كدا"!!

فيلم «مولانا» في مُجمَله عبارة عن عرض البطل الأوحد One man show للنجم عمرو سعد، وبصراحة فقد كان أداءه رائع في عديد من المشاهد، شهد تحولا كبيرا من حالات الحزن والفرح والأنفعال القوي بتغيير كبير، بصورة لا تجعل لباقي المشاركين حظا وفيرا في ذاكرة المشاهد بعد انتهاء عرض الفيلم، باستثناء الدور المتميز لأحمد مجدي أو "بطرس" كما طَلب من الجميع ان ينادوه غير مرة، وبرغم النهاية المخيبة للأمال لشخصيته ألا انه لا خلاف على ان دوره كان متميزا، أما البطولة النسائية والتي تجعل المشاهد في حيرة هل كانت لدرة أم لريهام حجاج أم كليهما معا؟ ولكنك لن تنساق لتلك الحيرة كثيرا مع الزخم المتلاحق للأحداث وشخصيات الحشو العديدة في الفيلم..

إن نجاح فيلم «مولانا»، حسب رؤيتي الشخصية، هي رغبة سياسية في المقام الأول.. فبرغم افتقار الفيلم لمقومات النجاح التجاري، ألا أننا لا نتابع مزيد من تصريحات النقاد عنه في الوقت الحالي وكأن هناك من "اسكتهم" ولو قليلا، حتى يحقق الفيلم عددا من المشاهدات التي تشجّع اي منتج لاحق لأنتاج المزيد من هذه النوعية من الأفلام!.. تلك النوعية التي ناشد رئيس الدولة صناع السينما غير مرة بالأهتمام بها بديلا عن تصوير المشاهد في المناطق العشوائية!.. ولكن من أكبر صور الأهتمام بالأفلام التي تتناول موضوعات دينية شائكة هو الأهتمام بالقصة التي نستاق منها الأحداث أو المشاهد، فهناك العديد من الكتّاب الذين قدموا افلاما سابقة لاقت نجاح جماهيري وصدى واسع في تقبُّل الجمهور لوجهة نظرها في ذلك الموضع الشائك.. فالكاتب ابراهيم عيسى، مع احترامي، هو صحفي سياسي محلل أحدث حراكا صحفيا في دنيا المعارضة للنظام، ويعرض رأيه في برامج حوارية منذ وقت طويل ولكن كتابة السيناريو والحوار له اصول وقواعد و"حِرفة" قد يفتقر اليها من عاش حياته بين المقالات السياسية اللاذعة والتي أرقت النظام الحاكم أنذاك، وتحالفه الغير محمود مع الاسلام السياسي..

نقد آخر لفيلم مولانا

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
"مولانا" مجدي أحمد علي.. أيقونة تسامح داخل شريط سينمائي محمد جميل خضر محمد جميل خضر 1/2 9 يوليو 2017
نجاح الدعاية اكبر من نجاخ الفيلم نفسه محمد احمد محمد احمد محمد احمد محمد احمد 1/1 27 مايو 2017
مولانا.. ونجاح بـ «رغبة سياسية»!! Tarek Elshafei Tarek Elshafei 4/8 22 يناير 2017