• دعاء أبو الضياء
• 12:13 مساءً - 1 سبتمبر 2019
• نقد آخر لنفس المستخدم

من خلال دراما واقعية مأساوية قدمت HBO مسلسل Chernobyl، والذي تدور أحداثه خلال سنة 1986، حيث يقع انفجار ضخم في محطة تشرنوبيل للطاقة النووية بدولة الإتحاد السوفيتي سابقا، وتتأزم الأمور أكثر فأكثر، خاصة مع عدم الاعتراف بحجم المشكلة، ليعتبر هذا الانفجار واحدا من أسوء الكوارث التي حدثت من صنع الإنسان على الأرض، وما زال يهدد حياة البشر للإشعاع الذي تسرب من المفعل وقتها.

بداية المسلسل تم تقديمه في موسم واحد من خمس حلقات فقط، ويعتبر من أفضل المسلسلات الوثائقية التي قدمتها HBO مؤخرا، حيث لا يبدو المسلسل أنه دراما وثائقية تشاهدها، بل قُدمت الأحداث كواقع بائس، ومرعب كإنك تعيشه لحظة بلحظة، وبحوار وسرد للأحداث بشكل غاية في الدقة، وكيف تناولت الأحداث مرارة الواقع وقتها، وتعامل الدولة مع المشكلة، وما عقب ذلك على المستوى العالمي، بطريقة موثقة، وموثوقة المصادر التاريخية، إذا صح التعبير.

وأيضا من أكثر الأشياء أهمية في المسلسل، طريق التنفيذ، وواقعية المسلسل، وطريقة تقديم الكارثة، سواء كان على المستوى الفني أو التكنولوجيا، وطريقة شرح معنى انفجار نووي، وخاصة الديكورات والملابس، التي ناسبت بشكل كبير نفس زمن وقوع الكارثة، وأيضا في اختيار أبطال العمل الذين تشابهوا إلى درجة عالية بين أشخاص القصة الحقيقيين، والمشاهد المثيرة والمرعبة التي حُبست معها الأنفاس، لقصة بطولية كارثية، كانت حيادية بشكل كبير.

أما بالنسبة للإداء التمثيلي، فقد برع جميع أبطال المسلسل في تقديم شخصيات العمل، وخاصة الممثل جاريد هاريس، الذي أدى شخصية عالم الفيزياء النووي (فاليري ليجاسوف)، وكيفية تعامله مع المشكلة من منطلق بشري بحت، قبل أن يتناوله من خلال عمله كعالم، وكذلك الممثل السويدي ستيلان سكارسجارد، الذي قدم دور نائب رئيس الوزراء، وطريقة تقبله للمشكلة في بدء الأمر، وتعامله طوال الوقت مع فاليري، واقتناعه التام بالأزمة الشديدة.

أرى أن مسلسل (تشرنوبل) يعتبر من مصدر وثائقي تاريخي يمكن الرجوع إليه لمعرفة أبعاد ما حدث وقت وقوع هذه الكارثة، وكيف تعاملت معها الحكومة السوفيتية وقتذا.

• 0 مفيد
• 0 غير مفيد