توليفة لإنتاج فيلم تجارى من أجل شباك التذاكر .

هناك العديد من المخرجين لديهم القدرة على صناعة فيلم من أقل المستويات و لكنه يحتوى على كل ما يجذب الجماهير لدار العرض حيث تحتوى القصة على مشاهد فى الفراش و عرى لمجموعة من الحسناوات بالاضافة الى جلسة حشيش و جريمة سرقة و مطاردة و معارك ثم نصيحة فى النهاية لتبرير إنتاج الفيلم و الذى كان الغرض منه أساسا تحقيق ايرادات فى شباك التذاكر ..فهذا الفيلم واحد من تلك الأفلام و التى انتجت لهذا الغرض ولكن المأساة الحقيقية هنا هو اشتراك الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين فى تلك النوعية من الأفلام و فى دور لا يتناسب مع مكانتها الفنية و الذى لم نكن نتوقعه من بطلة أفلام ليلة غرام وطاهرة و رد قلبى و حكاية حب و ارحم حبى و غيرها من عشرات الافلام التى جسدت فيها البراءة و الرومانسية فكانت حلم الشباب فى وقتها ... صحيح إنها كانت قد كبرت فى السن و لم يكن ممكنا أن تستمر كنجمة اولى و لابد لها أن تتنوع فى أدوارها حسب تقلبات الزمن و لكنها للأسف لم تكن تجيد إختيار أدوارها فكانت تقبل اى عمل من أجل التواجد أو ربما لظروف مادية ...وهو الذى لم تقع فيه باقى النجمات وعلى رأسهم فاتن حمامة التى كانت حريصة على نوعية أفلامها و كانت تختارها بعناية و لذلك استحقت أن تكون سيدة الشاشة الاولى بلا منازع . أما عن قصة الفيلم و التى تسرد أحداثا غير منطقية فتحكى عن سالم ( صلاح قابيل ) ذلك الشاب الذى يعمل فى استوديو سينمائى و تحبه أمال ( أمال رمزى ) و لكنها لا يهتم بها رغم إنها حامل منه فهو يحب نجوى النجمة سينمائية حبا كبيرا ( مريم فخر الدين ) ولكنها لا تلتفت إليه فهى مشغولة بإصطياد الرجال الأغنياء و الوجهاء و لكن تأتيه الفرصة عندما تضبط نجوى عشيقها (ممتاز اباظة ) مع الخادمة فتحاول أن تثير غيرته فتلجأ لسالم لتمثيل دور الحبيب الجديد فيعتقد إنها وقعت فى حبه و أحست بعشقه لها و لكنها سرعان ما تعود لعشيقها بعد نزوة مع الوجه الجديد ( عمر خورشيد ) فيضطر سالم لسرقة أموال المنتج السينمائى الذى كان مكلفا بسحبها من البنك كى يثرى و يكون جديرا بها و لكنها تدبر كمينا للقبض عليه فيضطر الى إيداع الاموال عند سيدة مسنه ( روحية خالد ) والدة صديق له و يسافر هربا الى صديقه فى الاسكندرية فيطمع أصدقائه فى الاموال و تحدث معارك بينهم تنتهى بأن يخسر سالم كل شئ فيتم القبض عليه وتموت أمال بعد إصابتها فى معركة من المعارك و تتم مصادرة الاموال ليؤكد المخرج أن الجريمة لا تفيد من خلال تلك القصة الملفقة و التى تعانى أحداثها من الخلل و ذلك لأن سالم كان يدرك من البداية أن تلك النجمة شخصية لعوب لا يهمها الا نزواتها ورغباتها فقط و أن سرقته للاموال لن تمكنه من الوصول لهدفه او غرضه فضلا عن ضياع مستقبله المهنى بلا مبرر و الفيلم ملئ بالمشاهد الساذجة منها مشهد محاولة نجوى أن تبلغ زملائها فى الاستوديو عن وجود سالم فى منزلها و معه الاموال فكانت تتكلم فى التليفون بصوت مرتفع حتى لم تكلف نفسها بغلق الباب عليها رغم وجود سالم بالقرب منها و محاولته تجديد حبه لها رغم أنه تأكد من غدرها له ... ثم مسألة إخفائة للاموال عند تلك السيدة العجوز غير مقنع فكان ممكن إخفائها فى اى مكان أخر اكثر أمانا و عندما سافر للأسكندرية لم تكن الأموال معه الا النذر منها فلماذا كان هذا الصراع عليها و كان قد تركها لدى والدة صديقه .. وكان يحمل حقيبة فارغة من الاموال و مشهد وفاة سيد زيان فى جلسة الحشيش لم تكن مقنعة و كان دوره من أسخف أدوار الفيلم .. وكان بالفيلم صدفة غريبة أيضا حيث جعل المخرج الضابط الذى اوصل سالم و أمال الى المستشفى بعد إصابتها هو نفسه المكلف بالقبض عليهم !!! ... فضلا عن وفاة أمال بلا مبرر قوى أما مأساة الفيلم الاخرى فظهور الفنانة الكبيرة روحية خالد فى مشهدين قصيرين كان يمكن لاى كمبارس القيام به و كذلك أدوار عدلى كاسب و ابراهيم سعفان لم تخدمهم..أما ممتاز أباظة فكان خيرا له و لنا أن اعتزل التمثيل ... عموما هو فيلم تجارى الغرض منه التسلية مثله كمثل عشرات الأفلام الأخرى و التى أنتجت و عينيها على شباك التذاكر .

نقد آخر لفيلم ذئاب على الطريق

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
توليفة لإنتاج فيلم تجارى من أجل شباك التذاكر . طارق عبد العزيز كمال طارق عبد العزيز كمال 0/0 1 ابريل 2020