سهرة تليفزيونية ضلت طريقها الى الشاشة الفضية :

بعد مشاهدتك لهذا الفيلم تشعر إنه كان من الافضل أن يكون سهرة تليفزيونية فلن تجد فيه ما ينبئ بأنه فيلما يمكن أن يعرض سينمائيا ..فالقصة مكررة و حوار الفيلم طويل وأماكن الفيلم محدودة فضلا عن شخصيات الفيلم التى تفتقد للمنطق ..فنجد أن الفيلم يسير فى خطين مختلفين .... ففى اول مشاهد الفيلم نجد الأفاق حمدى الحديدى (عادل ادهم ) يصادف الشاب شريف ( محمود ياسين ) فى القطار و يخطط للتعرف عليه بعد أن تصنت على حديث له مع شقيقته التى كانت تودعه على محطة القطار كى تسلمه مبلغ من المال ليسانده فى سفره لمصر بحثا عن وظيفة ..و نلاحظ هنا أن محمود ياسين يبدو أكبر من الشخصية التى يجسدها فهو يجسد شاب تخرج حديثا من كلية الحقوق و يبحث عن وظيفة .. كما نتسائل كيف كان يستطيع السفر لو عجزت شقيقته عن إحضار المال له على أخر لحظة فى محطة القطار !!! ...وهنا يستغل حمدى ظروف شريف الصعبة فيساعده فى السكن معه فى لوكانده متواضعة تديرها تحية ( مريم فخر الدين ) التى تكفل ابنه شقيقتها سوسن ( ليلى حماده ) و التى تعانى من الاعاقة و يصرح حمدى لشريف بخطته وهو أن يتزوج من سوسن بعد أن يقتل والدها المليونير كى ترث منه ثروته ثم يعطيه نسبة منها ...و على الخط الأخر نجد عم جودة ( فريد شوقى ) الذى يسكن معهم و يعانى من مشكلة غريبة و غير مقنعة و هى نفور زوج إبنته الوحيدة نجوى ( ميرفت امين ) منه و المتزوجة من رجل الاعمال محسن ( عمر الحريرى ) و الذى يرفض بكل قسوة تواصلها مع والدها و لايريد اى لقاء بينهم لانه يجد حرجا فى تقديمه لمجتمعه من رجال الأعمال الأثرياء ..رغم إنه كان من الممكن أن يجعله يطور من صورته و هيئته كى تتناسب مع مكانة إبنته الجديدة !!! ...كما نجد مبالغة الاب فى حبه لابنته والذى يصل لدرجة الهوس فهو دائما ينتظر قدومها و يكاد قلبه يتوقف لعدم حضورها بل و يصاب بالمرض ..وهى لا تحضر لأسباب واهية كونها مشغولة دائما مع زوجها فى إدارة أعماله والتى لا نعرف عنها شيئا والتى لايمكن لزوجها إنجازها الا بوجودها و لذلك لا تجد الوقت لمقابلته.!!!....و بعد حوارات مملة و طويلة يقبل شريف على مضض بخطة حمدى مدفوعا بظروفه المادية الصعبة و لكنه يتراجع عنها بسبب صحوة ضميرة فى الوقت الذى ينفذ حمدى الخطة و يقتل والد سوسن بالفعل قبل الموعد الذى حدده لشريف خوفا من تراجعه...فيضطر شريف أن يقوم بعمل كمين لحمدى فيتفق مع الشرطة أن تتواجد أثناء إعتراف حمدى بالجريمة وهو الموقف الذى تكرر كثيرا فى الأفلام القديمة ..و يتم القبض على حمدى و تبرئة شريف و لا نعرف كيف ذلك ؟ رغم إنه كان متورطا فى الجريمة.. و الغريب أن نجوى تنفصل عن زوجها لأنه اراد أن تسافر معه للخارج فى مأمورية عمل لمدة شهر و هى ترفض حتى لا تترك والدها وحيدا و هو المهوس بحبها !!! ... بل و يشير الفيلم إنها سوف تتزوج من شريف و الذى وعده جودة بأن يساعده فى إيجاد وظيفة له من خلال أحد معارفه ...الفيلم كما نرى ملئ بالأحداث الغير منطقية فنجد حمدى شخصية هلامية و الذى أداه عادل ادهم بصورة مبالغ فيها فنجده متفرغا لشريف تفرغا كاملا و متتبعا لكل خطواته كما أن علاقته بصاحبة اللوكاندة تحية علاقة يشوبها المبالغة فهو دائما ملازما لها فى بيتها بصورة غير مقنعة بحجة إنه سيتزوجها ..و دور فريد شوقى ايضا فيه مبالغة فكل حياته مختزلة فى حبه لابنته و كان من المفروض أن يكون سعيدا من أجل إبنته لانها تحيا فى رفاهية مع زوج ثرى لا أن يسعد بطلاقها و بزواجها من شخص مجهول لا يعرف عنه شيئا بالإضافة بأنه مفلسا و متورطا فى جريمة ...ومن سقطات الفيلم مشهد يقود فيه جودة سيارة فاخرة مع ابنته نجوى و يصطدم مع سيارة محسن فمن أين لجودة بسيارة كهذه ؟..و هو حادث مفتعل كى تتعرف نجوى على محسن... و هناك سقطة أخرى فى حفلة عيد ميلاد نجوى عندما نادت إحدى السيدات على محسن بإسم شريف بيه وتلبيته لندائها رغم أن اسمه فى الفيلم محسن !!! ...وأخيرا الفيلم من اخراج سمير سيف و الذى بدأ بداية قوية مع فيلمين حققا نجاحا فنيا و تجاريا ملفتا و هما دائرة الانتقام و قطة على نار ..و لكنه هنا يبدو إنه تراجع للخلف ولم يتقدم خطوة واحدة فلم تساعده قصة مفبركة و شخصيات مبالغ فيها و أحداث غير منطقية بأن يتميز فى شئ .

نقد آخر لفيلم إبليس في المدينة

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
سهرة تليفزيونية ضلت طريقها الى الشاشة الفضية : طارق عبد العزيز كمال طارق عبد العزيز كمال 1/2 23 ابريل 2020