ويبقى هو محمد خان

بنات وسط البلد (2005) يقدّمه محمد خان كرحلة داخل قلب القاهرة اليومية، حيث تتحرك شخصيتا هند صبري ومنّة شلبي بين أحلام بسيطة وواقع اجتماعي ضاغط. يعتمد الفيلم على مواقع تصوير حقيقية، ما يمنحه صدقاً بصرياً يقرّبه من روح الوثائقي دون أن يغادر إطار الدراما. الأداء يتسم بالعفوية، ويُبرز التوترات الطبقية والعاطفية في مدينة مزدحمة بالاحتمالات المزيّفة والخيبات الصغيرة.

رغم قوة المزاج العام وبراعة التقاط تفاصيل الحياة الشعبية، يعاني البناء الدرامي من تذبذب في بعض اللحظات، خصوصاً في منطق تطور العلاقات والوظائف، مما يقلل من تماسك السرد. الشخصيات الثانوية، مثل المثقف المدّعي، تضيف طبقة ساخرة تكشف هشاشة العلاقات وأقنعة الثقافة السطحية لدى بعض الشباب.

ورغم أنّ النهاية تسعى لتقديم بصيص تفاؤل بإغلاق مسارات الشخصيات بشكل مطمئن، إلا أنّ واقع المدينة الفوضوي الذي بناه الفيلم طوال الرحلة كان سيخدمه أكثر لو تُركت النهاية مفتوحة. هذه المقاربة كانت ستمنح مساحة للتأويل، وتُبرز أنّ مصائر الفتيات في مدينة قاسية لا تُختزل في خاتمة مريحة. مع ذلك، يظل بنات وسط البلد عملاً مهماً داخل تيار الواقعية الجديدة، يلتقط نبض البشر في الأزقة ويمنح صوتاً لمن لا يسمعهم أحد.

نقد آخر لفيلم بنات وسط البلد

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
ويبقى هو محمد خان Moh.jo Moh.jo 0/0 26 اكتوبر 2025