نسب النبي ﷺ يمتد لإسماعيل بن إبراهيم. جعل هاشم بن عبد مناف مكة تجارية، فولد عبدالمطلب وتولى السقاية وأعيد حفر زمزم، وكان من بين أبنائه عبدالله والد النبي ﷺ.
فدى عبدالمطلب ابنه عبدالله بمئة من الإبل، ثم تزوج عبدالله السيدة آمنة. برز أبرهة فقتل أرياط وتولى حكم اليمن. رُؤيت رؤى تبشر بمولد النبي ﷺ، وحملت آمنة به، ثم توفي عبدالله.
زحف أبرهة بجيشه لهدم الكعبة، فأخبر عبدالمطلب: "للبيت رب يحميه". توقفت الفيلة بأمر الله، وأرسل الطير الأبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل، فهلك أبرهة وجيشه.
بعد حادثة الفيل بخمسين يومًا وُلد النبي ﷺ، وتنبأ به سيف بن ذي يزن. أرضعته حليمة السعدية فحلّت البركة ببيتها، ثم أعادته لأمه بعد حادثة شق الصدر. توفيت آمنة في طريق عودتها من المدينة.
حفظ الله نبيه ﷺ منذ صغره، فكفله جده ثم عمه أبو طالب رغم فقره. عمل راعيًا للغنم، ثم خرج مع عمه إلى الشام حيث عرفه الراهب بحيرا بخاتم النبوة وصفاته.
ظهرت بشائر النبوة بخمود نار المجوس وانقطاع وادي سامورا. أكد ورقة بن نوفل أن محمداً ﷺ خاتم الأنبياء. كان يتعبد بحراء، وشارك في حرب الفجار وهو ابن 15، ثم في حلف الفضول لنصرة المظلوم.
تاجر النبي ﷺ بمال خديجة بالشام ومعه ميسرة، وعُرف بالأمانة. كان العرب يئدون البنات خشية العار. سألت خديجة ورقة بن نوفل فأخبرها أنه نبي آخر الزمان، فتزوجته. ثم هُدمت الكعبة بفعل السيول وأعيد بناؤها.
فضّ النبي ﷺ نزاع القبائل بوضع الحجر الأسود بيده. تبنّى زيد بن حارثة فاختار البقاء معه. ثم بدأت النبوة في غار حراء بنزول سورة العلق، فطمأنته خديجة رضي الله عنها، وتتابع نزول السور.
أول من أسلم خديجة رضي الله عنها، ومن الرجال أبو بكر، ومن الفتيان عليّ. دعا النبي ﷺ عمه أبا طالب إلى الإسلام فرفض. أسلم بلال وذاق العذاب، كما أسلم عدد من زعماء قريش.
رفض أبو طالب مساومة قريش على تسليم النبي ﷺ. وعرضوا عليه المال والزعامة فرفض قائلاً: لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بيساري ما تركت الدعوة. جهر بالدعوة على الصفا فنزلت سورة المسد في أبي لهب.
اتهمت قريش النبي ﷺ بأنه كاهن أو شاعر أو مجنون، وأقرب قولهم إنه ساحر. وكان يعرض دعوته في سوق عكاظ، فيتبعه أبو لهب يؤذيه ويرميه بالحجارة ويصفه بالكذاب.
حاول أبو جهل قتل النبي ﷺ وهو ساجد فرأى فحلاً من الإبل فارتعب وعاد خائبًا. أسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأعلن حمايته للنبي وتوعد كل من يؤذيه.
انقطع الوحي زمنًا فاشتاق النبي ﷺ لعودته، فنزلت سورة الضحى. أمر أبو لهب ابنيه بتطليق ابنتي النبي، وحاولت زوجته إيذاءه فعُميت عن رؤيته. ثم أمر الرسول أصحابه بالهجرة إلى الحبشة عند ملك عادل.
أول المهاجرين إلى الحبشة عثمان بن عفان وزوجته رقية رضي الله عنهما. حاول عمرو بن العاص وخالد بن الوليد استرداد المسلمين، لكن جعفر بن أبي طالب تلا آيات من سورة مريم فبكى النجاشي والأساقفة ورفض تسليمهم.
دعا النبي ﷺ أن يعز الله الإسلام بأحد العمرين، فاختار الله عمر بن الخطاب. ذهب غاضبًا إلى أخته فضربها، ثم قرأ صحفًا عندها فلان قلبه وأسلم. وأعلن إسلامه صراحة لأبي جهل.
قاطع كفار قريش بني هاشم وعبد المطلب ثلاث سنوات في شعب أبي طالب، لا بيع ولا شراء معهم. وجاء رجل يطلب من النبي ﷺ عونًا، فأرشده للعمل بالتجارة بالكساء والإناء بدل السؤال.
أخبر النبي ﷺ عمه أن الصحيفة الظالمة أكلتها الأرضة ولم يبق إلا "باسمك اللهم"، ففُك الحصار. وجاء رجل يطالب أبا جهل بحقه، فذهب معه النبي، فلما رآه أبو جهل ارتعد ورد المال.
توفي أبو طالب فتعرض النبي ﷺ للأذى، ثم لحقت به خديجة رضي الله عنها فسمي العام عام الحزن. بشرها جبريل ببيت في الجنة. أعتق أبو بكر عامر بن فهيرة، وطلبت قريش آية فانشق القمر، لكنهم كذبوا.
شكا النبي ﷺ ضعفه تحت الشجرة، فعرض جبريل أن يطبق الأخشبين على قريش، فأبى رحمة بهم. عُذب خباب بن الأرت فحثه النبي على الصبر. وأسلم أبو ذر الغفاري وتعهد بنشر الدعوة في قومه.
في ليلة الإسراء والمعراج أُسري بالنبي ﷺ من المسجد الحرام إلى الأقصى ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، وفُرضت الصلاة. كذبت قريش المعجزة، فثبت أبو بكر قائلاً: أصدقه في خبر السماء فكيف لا في بيت المقدس
خبر النبي ﷺ قريشًا بما رآه من الأنبياء في الإسراء والمعراج. ثم بايعه نفر من يثرب في العقبة الأولى على التوحيد وترك المعاصي، فكانت بيعة العقبة الأولى في السنة 12 للبعثة، واشتد أذى المشركين للمسلمين.
في بيعة العقبة الثانية أعلن الأنصار التزامهم السمع والطاعة لنصرة الإسلام، وتحالف النبي ﷺ مع الخزرج. حاول عتيبة بن أبي لهب أذيته فدعا عليه، فافترسه أسد في طريقه للشام.
أمر النبي ﷺ أصحابه بالهجرة سرًا إلى يثرب، فهاجر عمر جهراً متحديًا قريش. أجار ابن الدغنة أبا بكر الذي تمنى مرافقة النبي. تآمرت قريش لقتل الرسول، فخرج من بينهم دون أن يروه ونام عليّ مكانه.
خرج النبي ﷺ مع أبي بكر إلى غار ثور ثلاثة أيام، ودليلهم عبد الله بن أريقط. قال أبو بكر: لو نظروا تحت أقدامهم لرأونا، فأجابه: لا تحزن إن الله معنا. حزن لفراق مكة، ورصدت قريش مئة ناقة لمن يأتي بهما.
لحق سراقة بالنبي ﷺ فأمنه الرسول فأسلم يوم فتح مكة. مر بخيمة أم معبد فسقاه الله لبنًا من شاتها. وصل المدينة فاستقبله أهلها بالأناشيد، فأسس مسجد قباء، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وعاهد اليهود لبناء مجتمع إسلامي.
آمن عبد الله بن سلام بعد أن سأل النبي ﷺ أسئلة لا يجيبها إلا نبي، فكان من خواص أصحابه. وفي المدينة شُرعت صلاة الجماعة واعتمد الأذان للدعوة إلى الصلاة
تآمر المشركون مع ابن سلول المنافق لمحاربة النبي ﷺ، فجمع أتباعه لكن الرسول فرّق جمعهم. ثم كتب النبي صحيفة المدينة التي وحدت المهاجرين والأنصار وأهل يثرب أمةً واحدة قائمة على النصرة والعدل
صادرت قريش أموال المهاجرين، فقرروا اعتراض قوافلها فغيّر أبو سفيان طريقه. ثم حُوّلت القبلة إلى الكعبة. نزل المسلمون ببدر بعد مشاورة النبي ﷺ للصحابة، فكان البئر خلفهم استعدادًا للمعركة.
عسكر المشركون ببدر، فأرسل الله مطرًا نصرًا للمسلمين ووبالًا على الكافرين. أوصى النبي ﷺ بعدم قتل بعض من خرج مكرهًا من بني هاشم. وقاتل المسلمون ومعهم ملائكة من السماء حتى تحقق النصر.
انتصر المسلمون في بدر وأُسر المشركون، فقبل النبي ﷺ فداء الأسرى، ومن لا فداء له فداؤه تعليم عشرة من صبيان المسلمين. مات أبو لهب بمرض العدسة، وفي السنة الثانية للهجرة فُرضت الزكاة.