أراء حرة: فيلم - جريمة الإيموبيليا - 2018


فيلم جريمة الايموبيليا

عندما تقرأ اسم جريمة الايموبيليا ومع مشاهدة التريلر الخاص بالفيلم والمليء بالعناصر التشويقية والرعب يرتفع سقف التوقعات. و نقول أننا بصدد عمل سينمائي يمتلك جميع مقومات النجاح. و لكن مع مشاهدة الفيلم تجد الكثير من العوامل التي تشعرك بالخذل من الفكرة الطموحة. ففي البداية تعتبر عمارة الايموبيليا من اشهر واضخم العمارات في القاهرة و مع بداية الفيلم و الذي استخدم فيها المخرج خالد الحجر فكرة الراوي مثل فيلم عمارة يعقوبيان وأعطانا نبذة سريعة عن تاريخ العمارة الشهيرة والذي قام بتصميمها ماكس اذرعي و...اقرأ المزيد جاستون روسي عام 1940 وتبلغ مساحتها 5444 متر مربع وتتكون من و 370 شقة ومن أشهر سكانها كانوا نجيب الريحاني وأنور وجدي و ليلي مراد و محمود المليجي و محمد عبد الوهاب وماجدة الصباحي و لكن للاسف المخرج لم يستثمر هذا الاسم سوا قليلا. اولا لو تحدثنا عن الثغرات التي عانى منها الفيلم نجد أن المخرج اكتفى بتصوير بعض واجهات العمارة القليلة كما اكتفي بالتصوير داخل شقة واحدة والمقيم فيها خالد الحجر نفسه ثانيا بالنسبة لسكان العمارة لم نرى منهم سوى 4 أو 5 أشخاص دون التطرق إلى الحياة الاجتماعية لبعض سكان العمارة علما بأن العمارة مكونة من برجين أحدهما 11 طابق والآخر 13 طابق، بالإضافة إلى أن عدم استعانة خالد الحجر ببعض نجوم الصف الأول مثلما حدث في فيلم عمارة يعقوبيان والذي ضم نخبة كبيرة من النجوم. الثغرة الثالثة هو الجانب الخاص بحياة الكاتب كمال (هاني عادل) والذي افتقد الكثير من التفاصيل اللازمة اهمها اصابته بالهلاوس السمعية و فيها يسمع المريض بعض الأصوات التي تكلمه او موسيقى معينة و احيانا هذه الاصوات تدفعه لارتكاب جرائم مثل الضرب او القتل وهي احدى الاعراض الاكثر شيوعا لمرض الفصام. و الذي لم يوضح لنا المخرج اي نبذة او خلفية عن حياته السابقة مع زوجته وأولاده والذي يبدو واضحا أنه يعاني من عقدة الذنب بأنه مسئول عن وفاة زوجته وسفر أولاده إلى الخارج وأن هذا الشعور هو السبب المباشر لإصابته بالمرض. بالإضافة إلى أنه يمتلك الكثير من النقود والأموال السائلة في منزله دون أي توضيح عن مصدر هذه الأموال خاصة أنه مجرد كاتب روائي وحياته شديدة التواضع. فضلا عن أن أداء هاني عادل والذي جاء جيدا في بعض المشاهد خاصة بحركة يده واستخدامه للغة الجسد والذي استعان فيها بإحدى المتخصصين في لغة الجسد بل جاء مفتعلا في الكثير من المشاهد الأخرى. أما بالنسبة للحبكة الدرامية و العناصر التشويقية فجاءت ضعيفة ومتواضعة للغاية بالنسبة لهذه النوعية من الأفلام. فالجرائم المتتالية جاءت مفاجأة ومعادية للمنطق خاصة مشهد اقتحام زوج الشغالة (أحمد عبدالله محمود) شقة الكاتب بدافع السرقة ثم تهديده بعلمه بكل شيء عن جريمة الفتاة التي توفت في شقته. مما ينتهي الأمر بقتل هاني عادل له ثم قتل نفسه وعلى الرغم من أن النهاية جاءت مفتوحة ومتروكة لخيال المشاهد بل أنها تميل بأن تكون سلسلة الجرائم مجرد رواية في خيال الكاتب أو نسخة من كتابه الجديد والتي تعكس رغبته في تحطيم كل من حوله لشعوره بعدم الأمان تجاههم، حتى ينتهي الأمر بالتخلص من حياته. وعلى الرغم من كل هذه السلبيات إلا أن الفيلم لا يخلو من بعض الجوانب الإيجابية أهمها التصوير الجيد واللعب بالإضاءة التي تناسبت مع أجواء الفيلم وكذلك الموسيقى التصويرية.