الدنيا مش مضمونة، تلك كانت وصية مأمون لأولاده وزوجته، حينما ترك لهم كل ما جمعه من أموال وذهب، ووصاهم بألا ينفقوها بسفه، وأن يقفوا بجانب نشأت صديق عمره، ووالدهم من بعده، عمل فني أكثر من رائع تناول البخل بطريقة جديدة، لدرجة أنه كان بخيل حتى وهو في أصعب المواقف مثل مرضه ومثل دخوله السجن، كان لديه هدف، وكان يعيش سعيدًا، فسعادته كانت في جمع المال، ليترك أكبر قدر منه، بعد أن يكون قد علم أولاده قيمة العمل والمسؤلية وعدم الاتكال. قد تختلف مع ما فعلته شخصية مأمون، وأنه كان يجب عليه أن ينفق هذه الأموال عليه وعلى زوجته وأولادهم وهو مازال على قيد الحياة، وخاصة أنه كان يعلم أنه لن يأخذ هذه الأموال معه عندما يموت، كما قال في وصيته. لقد كرهت شخصية مأمون أحيانا كثيرة من كثرة بخله، كما ضحكت منها كثيرا بسبب طريقته الكوميدية، كيف لا ومن يؤدي الشخصية هو عادل إمام، ويكفي أن نقول عنه أنه الزعيم، وساعده في ذلك المخرج رامي إمام والسيناريست يوسف معاطي الذي كتب نص في غاية التعقيد عندما تطرق لموضوع الأديان عندما جعل منزل مأمون يستقبل أشخاص مسلمين ومسيحيين ويهود وأيضا هندوسيين، واتمنى ألا يكون قد خالفه الحظ عندما جعل (حميدة) تقول "وإحنا مالنا هما مسيحيين" ردًا على اعتراض (معتز) على شرب الخمر في المنزل، وكان يحب عليه أن يجعلها تقول "وإحنا مالنا هما ناس أجانب"، أما عدا ذلك فكان رائع. وإذا تطرقنا لكل ممثل على حدة فسيأخذ ذلك منا الكثير والكثير، لكن يجب التطرق للفنانة لبلبة التي تزداد تألق كلما مر عليها عمل فني، فقد قامت بالشخصية التي كبرت قبل أوانها وبسبب ضغوط الحياة، ثم قامت بالسيدة المتصابية التي فاقت لنفسها وتريد التمتع بالحياة، كما قامت بدور الأم التي تنصح أولادها وتخاف عليهم والقسوة عليهم أحيانًا أخرى. وأيضًا الفنان مصطفى فهمي وشيرين وكمال أبو راية الذين كانوا إضافة كبيرة للعمل بجانب النجوم الشباب خالد سرحان وتامر هجرس وخالد سليم وهنا الزاهد وريم مصطفى وحمزة العيلي. إذا نظرنا للعمل نظرة سطحية فسنجده كوميديا عن البخل، ولكن إذا أمعنا النظر سنجد أنه عمل اجتماعي من الدرجة الأولى عن الحياة، وفهمنا الخاطئ لها، وخصوصًا في أمور مثل المال والدين، والعائلة، والسعادة. ملحوظة: رغم كل هذا أود أن اعترف أن هذا الرأي كان بعد المشاهدة الثانية للمسلسل.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
بخل حتى بعد الموت.. ولكن | حسين رأفت | 2/5 | 12 مارس 2019 |