شاهدت العرض الخاص لفيلم Wall Street: Money Never Sleeps و كانت توقعات معظم الحاضرين مشاهدة فيلم رائع يحتوي العديد من الرسائل الصريحة التي أعتاد أوليفر ستون على توزيعها في أفلامه، لكن الحقيقة أن ستون لم يقدم أي رسائل ذات معنى سوى بعض من نظريات المؤامرة المحبوكة بالأرقام وكأن النصف الأول من سيناريو الفيلم قد كتب باستخدام برنامج "Excel" المحاسبي.
يبدأ أوليفر ستون بقصة تلاعب في أسهم أحد الشركات من خلال إطلاق بعض الشائعات وهي طريقة كانت تستعمل في المسلسلات العربية في فترة الثمانينات وأصبح من المحرج لأي سيناريت مصري أن يعيد استخدامها باستثناء أحمد محمود أبو زيد (مسلسل العار)، نتيجة لهذا التلاعب يقرر صاحب الشركة الانتحار بدل من بيع الشركة لمجموعة من المستثمرين المسئولين عن هذه الشائعات، المستثمرين أنفسهم كانوا تقليدين للغاية رجل عجوز مثال لليهودي البخيل الذي يسعي لجمع المال حتى آخر لحظة في حياته، ورجل أنيق يتمني الحصول على كل شيء.
بطل الفيلم جاكي مور ( شيا لابوف) وهو تلميذ رجل الأعمال المنتحر يقرر الثأر من المستثمرين، فيستخدم نفس الطريقة التقليدية، إطلاق شائعات ضد الشركة فتخسر أسهمها بضع ملايين من الدولارات، تظهر فجأة ويني جيكو ( كاري موليجان) صديقه جاكي في عمله ويطلب منها الزواج فتوافق، ثم تتوالي المصادفات، جاكي والد ويني ( مايكل دوجلاس) هو رجل أعمال ومضارب سابق في البورصة تم سجنه لثماني سنوات يقابل جاكي بعد أن قرر الأخير إصلاح العلاقة بين جيكو وابنته والاستفادة أيضاً من ذكاء جيكو الذي يساعده على الانتقام من الشركة التي أجبرت معلمه على الانتحار.
منذ هذه النقطة يتوقف شيت الإكسيل ويبدأ الجزء الثاني من الفيلم الجزء الرومانسي، محاولات ساذجة من الأب والزوج لإعادة العلاقة مع ويني، المشكلات تظهر فجأة وتنتهي فجأة فرغم طول الفيلم (133 دقيقة) إلا أنها لم تكن كافية لستون حتى يبني مشاكل تحتاج لبعض الوقت حتى يتم حلها، يعود الأب وابنته التي تهوي التدوين على الإنترنت ويكتشف الزوج أن ويني لديها ملاين من الدولارات، الأب الذي يبدو كأنه تعلم من أخطائه يعاود الخطأ مرة تلو الأخرى، كل مبررات ستون لإعادة العلاقة الثلاثية بين الأب والابنة والزوج كانت هاوية للغاية، سي دي عليه سونار لحفيد الأب يجعله يترك 100 مليون من ثروته، ويجعل الجميع في نهاية الفيلم سعداء، بالطبع فإن الشرير سينال جزاءه في النهاية.
حاول أوليفر ستون طوال الفيلم الترويج لنظرية أن الأزمة الاقتصادية التي نواجهها ليست مسئوليه الحكومة، إنما هي من جشع رجال الأعمال والمضاربين وهي نظرية أحري أن تظهر في فيلم من إنتاج فوكس وليس من إخراج ستون.
إيجابيات الفيلم تتلخص في المونتاج الجيد والإخراج السلس للعديد من المشاهد مع إبهار الجرافيكس في التعامل مع الأرقام وهو شيء أصبح معتاد ولا يجب التعليق كثيراً عليه.
الفيلم في تقديري لا يستحق سوى 5/10