ولد ياسف سعدي في حي القصبة الشهير في الجزائر العاصمة عام 1928، تلقى تعليمه الأول بالقصبة حتى سن الرابعة عشر حين احتل الجيش الأمريكي والإنجليزي في 8 نوفمبر 1942 المدرسة التي كان يدرس فيها واتخذوها مقرا لهم. لجأ إلى الحياة العملية بمخبزة العائلة، بدأ نشاطه السياسي مبكرا إذ شارك في المظاهرات التي نظمها حزب الشعب الجزائري في 1 مايو 1945 ثم مظاهرات الثامن ماي 1945، كما قاد الحملة الانتخابية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في المدية والعاصمة. بعد هجرة دامت سنتين إلى فرنسا عاد إلى الجزائر ليبدأ اتصالاته مع أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل ويتكفل بربط الاتصالات مع خلايا المناضلين بالقصبة. في عام 1955 أرسل إلى سويسرا للاتصال بممثلي أحمد بن بلة هناك وألقي عليه القبض لكن أطلق سراحه أربعة أشهر بعد ذلك. بعد عودته واصل نشاطه في سرية إلى غاية عام 1956 تاريخ بداية معركة الجزائر أين عين قائدا للمنطقة المستقلة للعاصمة، وساهم رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وغيرهم من الفدائيين في تكثيف العمل الفدائي للعاصمة، وكان يتخذ من القصبة ملجأ له ولباقي الفدائيين. واصل نضاله إلى غاية اعتقاله من طرف فرقة المظليين في 23 سبتمبر 1957، وتعرض للتعذيب وحكم عليه بالإعدام. لكن لم يتم تنفيذ الحكم وأفرج عنه بعد وقف إطلاق النار.