ولد الفنان المسرحي المقتدر محمد سعيد عفيفي بمدينة الدار البيضاء سنة 1933. ويعتبر أحد رجالات الساحة المسرحية المغربية، الذين أسسوا للفعل المسرحي بالمغرب، وساهموا في إدخال التمثيل المسرحي إلى التلفزيون، وأقحموا المكفوفين في تجارب نادرة في أعمال مسرحية. انخرط عفيفي في بعض الفرق المسرحية المحلية، التي كان معظمها يشكل واجهة للنضال الثقافي والفني ضد المستعمر الفرنسي منذ النصف الثاني من الخمسينات. لكن بداية مساره الفني الحقيقي كان مع فرقة الشبيبة الوطنية التي ساهم في تأسيسها، والتي أطلق عليها سنة 1967 اسم "المعمورة"، وكانت تابعة لوزارة الشباب والرياضة، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية، ومثل في البعض منها، وعلى رأسها مسرحية "هاملت". كما كلفته شركة مناجم الفحم بجرادة سنة 1978 بتأطير ممثلي فرقة مسرحية تنظيرا وممارسة، وقدم خدمة مهمة للمنطقة التي أصبحت تتوفر على مركز ثقافي، وأخرج مسرحية "فولبون" التي قدمت بمسرح محمد الخامس يوم 25 أبريل سنة 1980 من اقتباس عبد الله شقرون عن الكاتب الإنجليزي "بن جانسون"، ومسرحية "الواقعة" لعبد الله شقرون كذلك، التي تتحدث عن تحرير مدينة الجديدة من الاحتلال البرتغالي، ومسرحيات "مريض خاطرو"، و"عمايل جحا"، و"المثري النبيل"، و"عطيل"، و"العض على الحديد"، المقتبسة من عمل للمفكر المغربي الراحل محمد عزيز الحبابي، وغيرها من الأعمال التي خلدت اسمه في ريبرتوار المسرح المغربي. كما شارك في بعض الأعمال السينمائية، كشريط "السراب" للمخرج أحمد البوعناني، و"حلاق درب الفقراء"، للمخرج الراحل محمد الركاب، و"فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت"، للمخرج حكيم نوري. ويعد الفيلم التلفزيوني "القضية" أحد آخر أعماله الفنية. شغل الفنان عفيفي، الذي كان أول من منح أدوارا للمكفوفين في مسرحياته، منصب أستاذ للمسرح بالمعهد البلدي بالدار البيضاء مابين سنة 1976 وسنة 1980، ومديرا للمسرح البلدي بالجديدة، وحظي بالعديد من التكريمات والتوشيحات، كان أبرزها توشيحه من طرف جلالة الملك محمد السادس في إحدى المناسبات، وتكريمه رفقة زمرة من المسرحيين المغاربة والعرب، والأجانب، في البينالي الدولي لمسارح العالم بالرباط في مارس سنة 2009. وكان بارعا في فن الميم، وفي العزف على آلة "الكنتروباص"، ومهتما بلياقته البدنية ومجودا لكتاب الله بجامع سيدي فاتح بالمدينة العتيقة، وامتاز كذلك بروح النكتة والدعابة وبدماثة الأخلاق، وجدير بالإشارة أن الممثل عفيفي تكون على يد الأستاذ الفرنسي "أندري فوزان" رفقة الطيب الصديقي وآخرون.