في 3 نيسان 1952 تأسست فرقة المسرح الفني الحديث، وقد أضفي هذا التأسيس دفعا للحركة المسرحية العراقية، انطلاقا من تفردها عن ما كان سائدا من أشكال مألوفة وتقليدية نوعما – وهو الأمر الذي وضعها في الموقع الذي تستحقه. انطلقت في المضامين والأشكال التي اعتمدتها من المجتمع، كان التفكير بتأسيس [ فرقة المسرح الحديث ]، حين انطلق إبراهيم جلال بطلب إجازة للفرقة من الجهات المسؤولة آنذاك وهي ( وزارة الداخلية – الجمعيات ). وتمت الموافقة علي الإجازة بنفس التاريخ الذي أشرنا إليه 3 نيسان 1952 . وتشكلت إدارتها من مؤسسيها وهم : إبراهيم جلال – رئيسا، يوسف العاني – سكرتيرا، عبد الرحمن بهجت – محاسبا، يعقوب الأمين – عضوا . ومن أهم أسباب تميزها في البدايات، أنها بنت مسرحا من الطين والخشب في مقر جمعية النداء الاجتماعي سابقا في منطقة الأعظمية. وكانت ألأولي فصولا من مسرحيات عالمية وعراقية منها : عطيل – لوليم شكسبير / المثري النبيل و الطبيب رغما عنه – لموليير / عودة المهذب – وماكو شغل – ليوسف العاني وشهاب القصب / وراس الشليلة – ليوسف العاني . وانتقلت من تقديم مسرحيات عالمية معرقة أو معدة إلي مسرحيات عراقية خالصة وهي بادرة أخري تحسب لها في التمييز بداية هامة في انطلاقة المسرحية العراقية للصعود علي خشبة المسرح. مثلما رفدت الحياة المسرحية العراقية بعدد من الشباب الطموح الذي صاروا فيما بعد رجالات المسرح العراقي باقتدا لذلك سعت الفرقة إلي أهدافها التي حددتها – حسب ما أوردته في الكراس الذي أصدرته بمناسبة يوبيلها الفضي 1952 – 1977، التي أكدت ما يلي : حاولت الفرقة تقديم المسرحية العراقية وتطويرها .كانت السباقة في تقديم المؤلف المسرحي الجديد وتشجيعه .الالتزام بالجانب الاجتماعي والسياسي .تقديم بعض المخرجين من أعضائها الممثلين .منح الفرص للممثلين بالاشتراك في أعمالها .تعميق الوعي الجماهيري بالثقافة المسرحية وقيمها الفكرية والجمالية . لقد تميزت فرقة المسرح الفني الحديث بأنها نقلت لغة المسرح نصا وأسلوب عرض [من] التقليدية الموغلة بالتبسيط، ومن مجرد العروض التي تقدم كإسقاط فرض، [إلي : ) رحاب المسرح الملتزم ذو الأصول المعاصرة لغة والتزاما وتوازنا وأسلوب تفكير ، الرافض لكل ما هو سائد ومكرور . وهو ما جعلها قريبة من الناس بأنواعهم ، حاكتهم بمختلف ثقافاتهم فأصبح لها جمهورها الخاص والمعرف باسمها [جمهور الحديث . يضاف لها فضل الخروج بالمسرح العراقي إلي الخارج ، وبهذا كانت أول فرقة مسرحية خرجت بالمسرح إلي خارج العراق بمشاركات مسرحية رسمية وغير رسمية . ) وقدمت سلسلة من التجارب وفق نظام تكاملي واكتفاء ذاتي . فلم تستعن بالطاقات من خارجها إلا ما ندر وعند الضرورات القصوي . أثرت بإيجابية علي أجيال من المسرحيين ممن توارثوا نهجها وتقاليدها .