السير الذاتية: مهدي الأوقاتي - ﻣﺎﻛﻴﺎﺝ

السير الذاتية

 [1 نص]

وُلد الفنان مهدي الأوقاتي في العراق مطلع القرن العشرين، وكان من أوائل من مارسوا فن الماكياج السينمائي والمسرحي في البلاد خلال العقود الأربعة التي أعقبت تأسيس فرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد مطلع الأربعينات. منذ شبابه في أواخر الثلاثينات أبدى ميولًا فنية واضحة، فشارك في لجان التمثيل والخطابة بالمدارس. ومع منتصف الأربعينات، حين شُيد أول استوديو للإنتاج السينمائي في بغداد، دُعي للعمل في فيلمه الأول (عليا وعصام) كمساعد ماكيير، وهناك سنحت له فرصة التعلم على يد الخبير الفرنسي بالماكياج "المسيو بوريس"، فأتقن أسرار هذا الفن القادر على تغيير الملامح وصنع شخصيات مغايرة. واصل مسيرته بعد ذلك في أفلام عدة من إنتاج القطاع الخاص خلال الخمسينات والستينات، من أبرزها: فتنة وحسن لحيدر العمر، الدكتور حسن لمحمد منير آل ياسين، سعيد أفندي لكاميران حسني، عروس الفرات لعبد الهادي مبارك، ونبوخذ نصر لكامل العزاوي. غير أن ضعف الإنتاج المحلي في تلك الحقبة حد من اتساع عطائه الفني. ومع تأسيس المؤسسة العامة للسينما والمسرح، انضم إليها وشارك في بعض إنتاجاتها مثل فيلم الرأس لفيصل الياسري وبيوت في ذلك الزقاق لقاسم حول، وكان مرشحًا لحضور أوسع لولا رحيله المبكر. توفي الأوقاتي في 10 أكتوبر 1979 بعد أن ترك بصمة بارزة في تاريخ السينما والمسرح العراقيين، إذ يُعد من الرواد الأوائل لفن الماكياج ومن الذين أسسوا تقاليده الفنية ونقلوا خبرتهم إلى الأجيال اللاحقة، وظل حتى سنواته الأخيرة مرجعًا للمؤرخين والباحثين في هذا المجال.