أرسل الناقد السينمائى أمير العمرى، بياناً إعلامياً يوضح فيه ملابسات ماحدث من إدارة مهرجان وهران السينمائى بالجزائر، والذى فاز به بجائزة أحسنمقال سينمائى، لكنه لم يستلم الجائزة حتى الآن.
ويقول نص البيان:فى أواخر شهر يوليو الماضى 2009 أعلنت لجنة تحكيم شكلت فى مهرجان وهرانالسينمائى الثانى بالجزائر حصولى على جائزة القلم الذهبى، وقيمتها الماليةخمسة آلاف دولار، عن أحسن مقال سينمائى فى العام، وهو مقالى عن فيلم"الزمن الباقى" للمخرج الفلسطينى إيليا سليمان.
وقد علمت بفوزى بالجائزة المسماة "الأهقار الذهبية" من الصحف ووكالاتالأنباء، لأننى كنت قد اعتذرت عن عدم حضور المهرجان بعد أن اكتشفت أنإدارة المهرجان والمسئولين عنه يعملون بطريقة أقرب إلى الهواة وهى طريقةيشوبها الإهمال والعشوائية والفوضى وعدم الاحترام.
لكن رغم إعلان المهرجان حصولى على جائزة النقد، سواء فى حفل الختامأو فى موقع المهرجان على شبكة الإنترنت، أو فى الأخبار التى نشرت عبروسائل الإعلام، لم أسمع كلمة واحدة من المهرجان بشكل رسمى حتى يومنا هذا.وقد أبلغنى الصديق المخرج مجدى أحمد على- الذى فاز فى المهرجان نفسهبجائزة أحسن فيلم وقيمتها 50 ألف دولار- أنه استلم الجائزة الرمزية أىالتمثال، نيابة عنى، وزودنى باسم مسئولة فى المهرجان أخاطبها لترتيب تحويلالقيمة المالية للجائزة، وقد قمت ذلك بالفعل، لكن مضت عدة أشهر دون أنيحترم المهرجان تعهداته ويقوم بتحويل المبلغ.
وعلمت بعد ذلك أن رئيس المهرجان انتقل للعمل بالسلك الدبلوماسى، وأنالمهرجان لا يملك القيمة المالية للجوائز، ولابد من الرجوع لوزارة الثقافةلكى تتكفل بتحويل المال للخارج، والتوصل إلى وسيلة لتبرير ذلك وهو مثالبالغ فى الدلالة على ارتباط الأحداث الثقافية بمسؤولين أفراد، تنهارالأنشطة عندما يغادرون مناصبهم فى ظروف غامضة!
وبعد الأحداث المؤسفة التى شابت مباراة فى كرة القدم بين منتخبى مصروالجزائر فى نوفمبر 2009، نشرت الصحف الجزائرية نقلاً عن مسئولين فىالمهرجان ما يفيد أن "المصريين حصلوا على القيمة المالية لجوائز مهرجانوهران السينمائى ولكنهم يكذبون ويقولون إنهم أعادوا الجوائز".
ولولا أن اسمى استخدم فى نشر أخبار كاذبة من هذا النوع لم أكن لأهتم بالردعلى تلك السفاهات الإعلامية، فلم أكن فى أى وقت، طرفا فى ذلك السجالالمتدنى، الذى دار بين عاملين بأجهزة إعلامية متخلفة فى كلا البلدين حولمباراة فى كرة قدم لا تعنينى من قريب أو من بعيد، ناهيك عن أننى أقيموأعمل منذ سنوات بعيدة، فى بريطانيا التى أحمل جنسيتها، ولم تكن مشاركتىفى مسابقة النقد فى وهران تمثيلا، لا لمصر ولا لبريطانيا، بل بصفتىالشخصية كناقد عربى معروف باستقلاليتى عن الأجهزة واجهات الرسمية، أمارسالعمل فى هذا المجال منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وأود أن أؤكد هنا أننى لم أحصل حتى الآن على القيمة المالية للجائزة، ولاأعتقد أن مهرجان وهران سيحترم تعهداته ويدفع هذه القيمة بعد أن مضت الآنثمانية أشهر، كما لن يدفع قيمة أى جائزة أخرى للفائزين بها فى مهرجانهمالأخير، بعد أن صمتوا تماما وامتنعوا عن الرد عن أى استفسارات، بل إنالمهرجان كما أوضحت من قبل، سكت تماما عن الأمر منذ ما قبل مباراة كرةالقدم المشؤومة، مما يؤكد أنه مارس من البداية عملية كبرى للخداع والتضليلالإعلامى بالمتاجرة بأسماء تحترم نفسها وتاريخها، والإدعاء بدعم السينما،فى حين أنه أسفر عن كونه مجرد تظاهرة دعائية حكومية رسمية مليئة بالأكاذيبوالادعاءات والمظاهر الجوفاء، مهمته تجميل وجه نظام ديكتاتورى قمعى معادىللثقافة عموما.
لذلك فإننى أطالب كل النقاد والصحفيين العرب بمقاطعة هذا المهرجان الذىيسىء إلى النقد والنقاد، بل وإلى الثقافة السينمائية والفن السينمائى،ويضرب مثالاً سيئاً ورديئاً فى التعامل مع السينمائيين والنقاد، بل وأدعوإلى مقاطعة وزارة الثقافة الجزائرية وكل تظاهراتها ومهرجاناتها، بوصفهاالجهة المنوط بها احترام تعهداتها الدولية المعلنة.
وأود أن أؤكد أيضاً أن هذا البيان لا يسقط الدعاوى القانونية التى يمكن أنتترتب على هذا الموقف الشائن، ضد مهرجان وهران السينمائى والقائمين عليه.
من المعروف