فرجة"، هو اسم أول مطبوعة مصرية وعربية تصدر لتسليط الضوء على صناعة الأفلام الوثائقية، والتي يخرج العدد الأول منها للنور على هامش مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية السادس.
تأتي المجلة، كما يقول ناشروها، لرصد تطورات تلك الصناعة التي بدأت ترسخ أقدامها في الوطن العربي في السنوات الأخيرة، وتهدف إلى "رفع واقع" وتقييم ما يقدم من إنتاج، إيجابياً وسلبياً، وكذلك استشراف مستقبل تلك الصناعة بعرض أحدث المعدات والفنيات وعروض الأفلام بالخارج، خاصة في أمريكا وأوروبا، لتعريف المهتمين بكل جديد يخص الصناعة."
لبراء أشرف"، الناشر والمحرر العام لمجلة "فرجة"، يشير إلى أن العدد الأول يفتح ملفاً هاماً عن قضية تأخر ظهور الأفلام الوثائقية في دور العرض السينمائي في الوطن العربي، ويشرح البراء طبيعة الملف بقوله: "كان هدفنا هو تفسير سر تحمس دور العرض الأمريكية والأوروبية لعرض الأفلام الوثائقية الطويلة منها والقصيرة، بينما تأخرت مثل هذه الخطوة في الوطن العربي".
ويضيف: "لذلك قمنا باستقصاء آراء أهم صناع الفيلم الوثائقي العربي، مثل (أسعد طه) منتج الوثائقيات الشهير، وأحمد عبد الحافظ، مدير قناة الجزيرة الوثائقية، ومخرجين مثل أيمن الجزوي وكريم الشناوي وإياد صالح عن سبب تخلفنا عن تحقيق هذا الحلم، وجاءت أغلب الآراء لتؤكد تلهف جميع العاملين في الصناعة إلى هذه اللحظة التي ستحول مسار الفيلم الوثائقي تماماً".
وجدير بالذكر أن العدد الأول خرج في 20 صفحة، وركز على موضوعات مثل: تأثير الأزمة المالية على صناعة الإعلام بصفة عامة في الوطن العربي بكل مكوناتها من أفلام ومسلسلات وبرامج. كذلك ناقشت المجلة في موضوع آخر، الأهداف المفترض تحقيقها من الإعلانات التليفزيونية وفيه تم استطلاع آراء عدد من الخبراء والعاملين بمجال الإعلان حول المعايير التي يمكن من خلالها قياس نجاح الإعلان أو فشله.
وترصد المجلة في موضوع هام، تجارب عدد من صناع الأفلام الوثائقية والبرامج والمراسلين في التصوير في شوارع مصر، وهي التجربة التي وصفتها المجلة بالمغامرة نظرا لصعوبة وتعقد إجراءات الحصول على التصاريح اللازمة للتصوير في الشارع بالإضافة إلى مضايقات الجمهور.
كما تبرز "فرجة" في ملف ثان، الدور الذي لعبه الفيلم الوثائقي في توثيق ما يجري في فلسطين من أحداث ومآس، بعكس الدور الضعيف الذي لعبته الأفلام والمسلسلات فيما يخص القضية الفلسطينية.
ويؤكد، على عبد المنعم، رئيس تحرير المجلة، التي تنشرها شركة آي فيلمز ميديا، أن المطبوعة ليست حكراً في إنتاجها على الشركة الناشرة، فالمجلة تفتح الباب أمام جميع صناع الفيلم الوثائقي في العالم العربي، من أجل الكتابة عن أفلامهم التي ينتجونها حتى ولو تنافست مع إنتاج الشركة الناشرة، فكل صاحب عمل من حقه أن ينشر كواليس والتجربة التي عاشها لكي يخرج فيلمه إلى النور، لذلك فالباب مفتوح أمام المخرجين والمعدين والفنيين لينشروا تجاربهم من خلال المجلة.
إذ أن مجموع تلك التجارب، كما يشير علي عبد المنعم، تمثل "رفع الواقع" الذي تهدف المجلة إلى تحقيقه على صفحاتها.
جدير بالذكر أن شركة" آي فيلمز ميديا" ناشرة المجلة، تشارك في مهرجان الجزيرة السادس للأفلام الوثائقية بفيلم يحمل عنوان " صلاح جاهين على اسم مصر"، والذي يمثل مصر، ومعه فيلمان آخران، ووصل إلى التصفيات النهائية للمهرجان