صدمت نتائج "المهرجان القومي للسينما المصرية" السينمائيين لأنها لم تكن عادلة، برأيهم، ولم تمارس لجان التحكيم عملها بنزاهة وشفافية.
لم ينل فيلم "عصافير النيل" للمخرج مجدي أحمد عليإلا على جائزة التصوير فحسب، يعلّق الأخير على هذا الأمر بالقول: "منذ بدايته يمثّل هذا المهرجان فضيحة مكتملة الأركان بدءاً من لجنة التحكيم المتخلّفة التي تضمّ خمسة أعضاء ليست لهم أي علاقة بالسينما، في مقدّمهم رئيسها المخرج توفيق صالح الذي انقطع عن السينما منذ عقود"، مشيراً إلى أن اللجنة انتصرت للسينما التجارية ولم تراعِ مقاييس الجوائز الحقيقية، ويتساءل: "كيف يمكن استبعاد " هليوبوليس" أو " عين شمس" من الجائزة الأولى؟"، ويضيف علي أن إدارة المهرجان تعاملت بشكل مهين مع فيلمه عندما استبعدته من المهرجان ولم تدرجه في الجدول إلا بعدما اتصل الوزير برئيس المهرجان علي أبو شادي، الذي يحمّله علي مسؤولية تدمير أي فرصة لوجود مهرجان حقيقي يكون جديراً بالسينما المصرية وبتاريخها العريق.
يؤكد علي أن الحجة التي ساقتها وزارة الثقافة لتبرير سحب فيلم " المسافر" كانت واهية، ذلك أن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية ضمت أفلاماً أنتجها المعهد العالي للسينما التابع لوزارة الثقافة الذي يشارك أربعة من أساتذته في لجنة التحكيم في هذه المسابقة، ما اعتبره علي تزويراً واضحاً، خصوصاً أن معظم الأفلام الفائزة من إنتاج المعهد.
يرى مخرج الأفلام التسجيلية سمير عوف أن لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام التسجيلية غير قانونية وكذلك نتائجها، لأنها تضمّ ثلاثة من أساتذة المعهد العالي للسينما من بينهم عميد،ويشير عوف إلى أن الأفلام الفائزة ضعيفة في مجملها من بينها: "ثابت" الفائز بالجائزة الخاصة في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، " جيران" للمخرجة تهاني راشد، الفائز بجائزة أحسن فيلم في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة على رغم إجماع النقاد على ضعفه.
في هذا الإطار، يرى الناقد محيي الدين فتحي أن من الطبيعي أن تتحيز لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة التي تضم أساتذة معهد السينما، لأفلامها ولو من دون قصد منها، "لذا كان يفضّل أن تشكَّل اللجنة بطريقة مختلفة بحيث لا يكون فيها أي عضو ينتمي إلى جهة منتجة للأفلام المتنافسة".
أما الناقدة ماجدة خير الله فترى أن النتائج كانت موضوعية وذهبت الجوائز إلى الأفلام التي تستحقّها، إلا أنها أشارت إلى موقف الوزارة من سحب فيلم "المسافر" قبل عرضه بأربع وعشرين ساعة، مؤكدة عدم صحة السبب المعلن و" أن السبب الحقيقي هو أن القيّمين عليه علموا بنتائج المهرجان سلفاً وتأكدوا من أنه لم يفز بأي جائزة فسحبوه، وإلا لماذا لم تسحب وزارة الثقافة كل أفلام المعهد العالي للسينما أو المركز القومي التابعين لها؟".أخيراً، توضح المخرجة ألفت عثمان أن جوائز المهرجان القومي مسيّسة، على غرار المهرجانات الحكومية، ويتّسم تشكيل اللجان بالغرابة ويفتقد إلى الموضوعية، لذا قررت ومنذ فترة طويلة عدم المشاركة في أيّ من هذه المهرجانات.