الحقيقة أن الفنان مصطفى الخاني وبدون مجاملة من فئة الفنانين التي تعرف ما تريد، فهو يجيد إدارة أعماله الفنية كما إستطاع أن يكون الأقرب إلى قلب المخرج بسام الملا من باقي فريق « باب الحارة» ، فقد أقنعه بأدائه وبأسلوبه الفني، الفنان الخاني اتصل بـ«سيدتي»، طالباً إليها مواكبة تصويره لمشروعه الأول في مجال الغناء الوطني في «كليب» «لعيونك يا شام»، ومن باب الصداقة والمحبّة، شاركنا الفنان مصطفى الخاني تصوير «كليبه» فهو صديق للمجلة ومحبّب لدى قرّائها.
مصطفى الخاني الذي حقّق شهرة واسعة في إطلالته في « باب الحارة 5» بشخصية النمس، فنان صاعد بقوة، وهو أستاذ في المعهد العالي للمسرح في دمشق، ذهبنا مع الخاني وبسيارته الخاصة إلى موقع تصوير الأغنية الكائن في القرية الشامية، وفي نفس موقع تصوير مسلسل «باب الحارة» إتصل المخرج بسام الملا به أثناء طريقنا لمكان التصوير، طالباً إليه الإسراع بالحضور للموقع. وأثناء الطريق، كان الخاني يردّد كلمات أغنيته ويدندن بها استعداداً للتصوير. وصلنا للحارة وكان المخرج الملا مع فريق عمله موجوداً هناك رحّب بنا وبالفنان مصطفى الخاني، وكان يجهّز لمشهد الخيول مع الخيّالة المحاربين.
قبل التصوير، إسترقنا فرصة لسؤال الملا عن «كليبه» الجديد «لعيونك يا شام»، فقال لنا إن «الكليب» هو محاولة لتقديم شيء للوطن بمناسبة عيد الجلاء (الإستقلال)، مضيفاً: "إن ما أقدّمه هو أهزوجة وطنية قرّرت أنا والفنان مصطفى الخاني تقديمها إهداء للوطن بمناسبة عيد الجلاء، وهي مناسبة غالية على الجميع. وبالتالي، قمنا بعمل بانوراما غنائية ضمن أجمل ما قيل من أهازيج عن سوريا خلال الفترات الماضية، بالإضافة للأهزوجة الرئيسية التي كتبها ولحّنها الفنان مصطفى الخاني وبنفس الوقت هي من غنائه".
وقال "هذا ليس أول «فيديو كليب» أخرجه. في سجلي الكثير من «الكليبات» التي أخرجتها للتلفزيون السوري. وللعلم، أخرجت أكثر من خمسين «كليباً» غنائياً لم يوضع إسمي عليها، وأغلبها ذو طابع وطني ومنها «الكليب» الشهير للفنان عبد الرحمن الرشي «لالي لالي لالي، أنا سوري آه يا نيالي»، وكذلك اسكتش «السوق» أنا من أخرجه. أهم الأعمال المنوّعة الموجودة في أرشيف التلفزيون السوري كنت أنا من أخرجها، ولكثرة «الكليبات» التي أخرجتها نسيت الكثير من أسمائها".
وأكد إستمرار الإعداد لمسلسل «النمس» الذي سيجمعه مجدداً مع الفنان مصطفى الخاني، لافتاً إلى تعاونه مع الفنان وفيق الزعيم في تجربته الكتابية الجديدة «خان الشكر» وهو يتناول دمشق من عام 1918م قبل احتلالها من قبل الفرنسيين وحتى عام 1948م وبعد زوال الإحتلال عنها،وتحدث عن أزمته الصحية، فقال "الآن صحتي جيدة بعد أن مرّت الأزمة بخير. «باب الحارة 5» يتمّ إخراجه من قبل مؤمن الملا بشكل جيد، ونعد المشاهد العربي بأنه سيودّع «باب الحارة» في جزئه الخامس والأخير، وأنه سيشاهد عملاً جميلاً وجزءاً مميّزاً، أعد الجمهور بأنه سيشاهد حكايا وأحداثاً سيفاجأ بها عند عرض الجزء الخامس في رمضان على قناة الـ أم. بي. سي".
الفنان مصطفى الخاني الذي أقلّنا بسيارته وكان يغنّي لنا طيلة الوقت أغنيته الوطنية «لعيونك يا شام»، قال لنا إن العمل يعبّر عن حقيقة تفاهم فني بينه وبين المخرج الملا. وذكر أن تجربة «كليبه» الأولى ستكون من كلماته وألحانه وتوزيع العراقي محب الراوي ومن إخراج بسام الملا. وهي محاولة للإستفادة من علاقة المحبّة الجميلة التي نشأت بينه وبين المخرج من جهة وبين الجمهور لطرح قضايا وطنية وذات صلة بالناس والمجتمع.وعن مستقبل النمس، يقول مصطفى الخاني "سيحاول أن يستقرّ ويتزوّج ليصبح مثل بقية الناس. أترك التفاصيل ليراها الناس في رمضان المقبل، إذ إن الناس ستفاجأ بأشياء كثيرة ومن العيار الثقيل".وقال إن "شخصيتي في «ما ملكت أيمانكم» مهمة جداً، ونتوقّع لهذا العمل أن يكون من أكثر الأعمال إشكالية وجماهيرية في رمضان المقبل. وهو عمل كبير على المستوى الفني ويطرح قضايا لها علاقة بالتطرّف وحساسة جداً. ويتحدّث عن التطرّف بمعناه الواسع: التطرّف الديني والتطرّف اللاأخلاقي، كما يتحدّث العمل عن مدى الحاجة للاعتدال في كل شيء. ويناقش العمل الجماعات المسلّحة وكيف تستهوي الشباب وتجرّهم للإنخراط فيها، كما يناقش كيفية تعامل المجتمع معهم.
أجسّد شخصية توفيق في العمل وهو شخص يعمل في السوق والتجارة ويرفض كل مظهر من مظاهر العصر وتطوّراته. يعامل شقيقته بشكل سيّئ، ويعتقد أن كل من حوله كفّار ويجب أن يموتوا. يتطرّف إلى حدّ تشكيل خليّة إرهابية، ويرسل أشخاصاً ليقاتلوا في مناطق مشتعلة في العراق وأفغانستان ويخطّط لأعمال عنف في بلده. العمل إشكالي جداً والشخصية مركّبة، ونحن بحاجة لنتكلّم عن هذه الفئة وكيفية التعامل معها ومحاولة علاج مشاكلها".