وجهات النظر المختلفة فى قضية ''مسرح الفن''

قامت اليوم الاثنين، قوات من مديرية أمن القاهرة بحى الأزبكية ومرافق الأزبكية بتشميع مسرح الفن (جلال الشرقاوى) تنفيذاً للقرار رقم 162 لسنة 2010 الصادر بناء على قرار وزير الثقافة ومحافظ القاهرة، لمخالفته اشتراطات الدفاع المدنى وتهديده لمبنى معهد الموسيقى العربية الملاصق له، حسبما جاء فى القرار.
وقامت سلطات الأمن والمرافق بتشميع مداخل المسرح بمجرد حضور جلال الشرقاوى إلى المسرح، والذى طالب بفتح الباب الرئيسى لمكتبه، وبعد محاولات وافقت القوات الموجودة بتنفيذ القرار وفض الشمع من الباب الرئيسى وتشميع الجزء الآخر من المسرح.

جلال الشرقاوى : ما يحدث تصفية حسابات بينى و بين وزير الثقافة

ومن جانبه قال جلال الشرقاوى فى تصريحات لليوم السابع معلقا على القرار: "إن لدينا 3 دعاوى أمام القضاء، فكيف يتم تنفيذ هذه القرار والدعاوى متداولة أمام القضاء"، وأضاف أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام، وسيطلب من الرئيس مبارك التدخل للحصول على حقه فى المسرح.
وكان المخرج الكبير قد صرح عند صدور القرار اول مرة فى لقاءه مع الاعلامى معتز الدمرداش فى برنامج 90 دقيقة : أنا ضد فاروق حسني ، وأرفض سياساته ومهرجاناته وأقول هذا الكلام لكل وسائل الإعلام ، وهو يعلم ذلك ولهذا اتخذ قراره بهدم مسرح الفن .
وعبر الهاتف نفى " محمد غنيم " - مستشار الوزير- كلام جلال الشرقاوي ، وقال : الأستاذ جلال الشرقاوي رجل مسرحي كبير ،وهو محل تقدير من وزير الثقافة ، وكلامه ليس له أساس من الصحة ، لأن موضوع هدم المسرح ليس تصفية حسابات وإنما هناك تسلسل منطقي لهذا القرار وهو أن وزير الداخلية أرسل خطاباً لوزير الثقافة يطالبه بهدم المسرح لأنه خطر على معهد الموسيقى ، ولتخوفه من حدوث حريق كما حدث في المسرح القومي .
وهنا قاطعه مقدم البرنامج معتز الدمرداش بالقول : ومعنى تخوفه من حدوث حريق أن تقوموا بإزالته وهدمه بدلاً من أن تأخذوا حذركم وتهتموا به .
وتدخل جلال الشرقاوي قائلاً : هذا المسرح ليس بناء عشوائي وليس مخالفاً ، بل هو يقف في مكانه منذ ثلاثين عاماً ، وما يحدث من وزير الثقافة افتراء ، لأن المبنى يحمل قيمة فنية عالية .
بينما أكد غنيم بأن الوزير لم يبادر باتخاذ قرار الهدم والإزالة ، ولم يطلب ذلك ، مؤكداً أن هذا القرار جاء له من مكتب وزير الداخلية لإدارة الحماية المدنية ، وليس تربصاً بالفنان جلال الشرقاوي كما يدعي.
و عن الموقف الذي اتخذه جلال الشرقاوي قال : سأعتصم داخل المبنى ولن أخرج منه وليهدمه فاروق حسني فوق رأسي لو أراد ، ومن جهتي رفعت قضية ضده لوقف هذه المهزلة .

الموقف الرسمى : عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة: مسرح الفن غير آمن من الناحية الإنشائية

قال الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة إن اتجاه أجهزة المحافظة لإصدار قرار بوقف العمل فى مسرح الفن المقام على أرض معهد الموسيقى العربية، جاء بناءً على تقارير الجهات المعنية بتوفير الأمن والحماية لمرتادى المسرح والممثلة فى جهاز التفتيش الفنى على أعمال البناء التابع لوزارة الإسكان الذى أكد أن المسرح غير آمن من الناحية الإنشائية، وكذلك تقارير الإدارة العامة للحماية المدنية ومديرية أمن القاهرة التى قررت أن المسرح لا تتوافر له معايير الأمان ومتطلبات الدفاع المدنى اللازمة لمكافحة الحرائق وبالتالى تعريض أرواح المواطنين للخطر فى حالة وقوع أى كارثة إذ تتعذر أعمال الإنقاذ فيما لو حدث حريق بالمسرح أو ملحقاته.
وأكد وزير أنه لم يصدر حتى الآن أى حكم نهائى قطعى واجب النفاذ فى القضايا المتداولة بين المحافظة ومالك المسرح الذى لم يكترث لتقارير الجهات المعنية وضرب بها عرض الحائط رغم وجود خطورة على رواد المسرح والمبنى الأثرى لمعهد الموسيقى العربية الذى يعد جزءً من تاريخ البلد يحق لأى مواطن الاستمتاع برؤيته دون أن يكون هناك أى عوائق تحجب الرؤية أو أى مخاطر تهدد هذا التراث باعتباره يمثل تحفة معمارية.
وأضاف أن المحافظة حرصاً منها على أرواح وسلامة المواطنين والمنشآت اتخذت التدابير التى تراها كفيلة لتجنب أى حدث يطرأ وحتى يكون تحركها سابقاً لأى حدث مؤسف لا قدر الله وليس لاحقاً عليه.
يذكر أن مسرح الفن بدأ يمارس نشاطه دون الحصول على رخصة تشغيل ومزاولة من وزارة الثقافة الممثلة فى قطاع شئون الإنتاج الثقافى وذلك بناءً على ما ورد مؤخراً للمحافظة بكتاب رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى بعدم إصدار ترخيص التشغيل لعامى 2009و 2010.