هل كان من الممكن ان يتوقع احد قبل اربعة او خمسة اعوام فقط ان يأتي اليوم الذى نجد فيه اصحاب مراكز ومحلات بيع الكاسيت يقولون ان البوم المطرب الكبير فلان الفلاني حقق توزيعات جيدة لمجرد ان البومه حقق توزيعات قدرها 50 او60 الف نسخة فقط؟!!
بصدق شديد انشغلت انا كاتب هذه السطور بهذا الامر كثيرا اثناء الجولة الشاملة التي قمت بها على منافذ توزيع سوق الكاسيت الكبرى سواء بالقاهرة بكافة مناطقها او بعض المدن الساحلية الاخرى.
فوجئت باجماع غريب من قبل كافة الباعة واصحاب هذه المراكز على ان البوم المطرب الكبير محمد فؤاد (بين ايديك) قام بتحريك المياه الراكدة - ان جاز التعبير - في سوق الكاسيت بعد تحقيقه لتوزيعات جيدة جدا تجاوزت حاجز الخمسين الف نسخة من الكاسيت وعشرة الاف سي دي!
50 الف نسخة كاسيت فقط وكما يقولون يكون الالبوم قد حقق توزيعات جيدة؟!!
هذا هو ما استوقفنى ووجدتنى اتذكر تلك الايام التى كان البوم محمد فؤاد او غيره من كبار المطربين مثل عمرو دياب و ايهاب توفيق و حميد الشاعرى و هشام عباس و حكيمو مصطفى قمر وكثيرين غيرهم تتخطى حاجز توزيعات البوماتهم حاجز النصف مليون نسخة على اقل تقدير.
وكنا نطلق على الالبوم الذى فشل فى تجاوز حاجز الـ 200 الف نسخة انه كان البوما فاشلا بكل المقاييس!!
اذا ماذا حدث وأدى الى ابتهاج الموزعين والباعة بها الالبوم او ذاك لمجرد تحقيقه هذا الرقم الضعيف جدا اذا ماتم مقارنته بما كان يتحقق قبل اعوام قليلة من الان؟
الاجابه حصلنا عليها من افواههم وتتلخص فى ان سوق الكاسيت - وباتفاق الجميع - انتهى تماما منذ انتشار اجهزة الكمبيوتر بكافة البيوت وايضا انتشار النت ومواقع تحميل الاغانى ناهيك عن رنات المحمول وغير هذا من الوسائل الاخرى التى اصبحت تعوض المنتجين عن تراجع توزيعات الكاسيت ومن ثم فإن قيام اى مطرب بتحقيق هذه النسبة من التوزيعات فى الوقت الحالى يعد انجازا بكل المقايسس.
حماقى وتامر
هذا عن محمد فؤاد فماذا اذا عن بقية البومات السباق الاخرى، هكذا سألناهم فاتفقوا على ان المنافس الوحيد لمحمد فؤاد حاليا هو المطرب محمد حماقى والبومه (حاجة مش طبيعية) الذى صدر قبل اسبوع واحد من كتابة هذه السطور حيث نجح فى تحقيق توزيعات تخطت حاجز الاربعين الف نسخة كاسيت والسبعة الاف سي دي!!
بينما تراجع الاقبال بدرجة كبيرة على تامر حسني والبومه (اخترت صح) حيث فشل منذ اصداره فى بداية السباق فى تخطي حاجز الـ 80 الف نسخة كاسيت والعشرين الف سي دي.
هاني وقمر
وكانت الضربة الموجعة من نصيب مصطفى قمر والبومه (هي) حيث فشل فى تخطى حاجز الـ 25 الف نسخة كاسيت والخمسة الاف سي دي.
ولا يختلف الامر كثيرا بالنسبة للمطرب الكبير هاني شاكر والبومه (بعدك ماليش) حيث لم يتخطى حاجز الـ 15 الف نسخة كاسيت و 3000 الاف سي دي، وهي تقريبا نفس نسبة التوزيعات التى حققتها مي سليموالبومها (لينا كلام بعدين) على الرغم من الضجة الكبيرة والدعاية المكثفة التي صاحبة البوم مي.
تليها سومة والبومها (ده حبيبي) بعشرة الاف نسخة كاسيت ونحو 2000 سي دي.
تراجع دياب واصالة
بينما كان التراجع الكبير من نصيب عمرو دياب الذى فوجئ الجميع بطرح اغنية سينجل بعنوان (اصلها بتفرق) بثلاثة توزيعات مختلفة كلمات مجدي النجار والحان عمرو دياب وتوزيع عادل حقي.
وتعد هذه هى المرة الاولى فى تاريخ الكاسيت التي يتم فيها طرح البوم متضمنا اغنية واحدة.
وبالطبع كلما توجه احد المشترين للباعة ويفاجأ بهذا يرفض شراء الالبوم، ومن قاموا بشرائه اعادوه او استبدلوه بألبوم اخر، كما يؤكد الباعة والقائمين على مراكز البيع.
وواجهت اصالة نفس التراجع في البومها (قانون كيفك) الذى تضمن مجموعة من الاغنيات باللهجة الخليجية ولم يحقق توزيعات تذكر فى السوق المصري.
قمة التوزيعات
ورغم مرور نحو خمسة شهور على اصدارة لا تزال قمة المبيعات حتى الان من نصيب نادر ابو الليف وألبومه (كينج كونج) والذى حقق توزيعات قدرها 120 الف نسخة كاسيت و30 الف سي دي.
ويليه مباشرة وائل جسار والبومه الديني (فى حضرة المحبوب) بنحو 100 الف نسخة كاسيت و25 الف سي دي.