طارق الشناوي يكتب : معارضة الفنانون والخط الأحمر

  • مقال
  • 04:23 مساءً - 15 اغسطس 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
خالد أبو النجا يعلن رأيه بكل صراحة
صورة 2 / 2:
خالد يوسف من المعارضين

هل لدينا فنانون قادرون على إعلان معارضتهم بصوت مسموع لتوجهات الدولة بدون أن يدفعوا الثمن؟ الحقيقة هي أننا نرى بالفعل عدداً محدوداً من الفنانين المصريين لهم مواقف تقف على يسار الدولة.. مثلاً " خالد أبو النجا" ، " خالد الصاوي" ، " خالد يوسف" ، " توفيق صالح".. العدد محدود جداً لكنهم بدءوا في التصريح بمواقفهم!!.
هل يملك الفنان في عالمنا العربي وليس فقط في مصر تلك الحرية؟ الحقيقة هي أنه كلما ازدادت نجومية الفنان صار أكثر خوفاً من الاصطدام بالنظام وهكذا تستطيع أن تقرأ نفس الإجابات يرددها أغلب الفنانين على الأسئلة السياسية.. إنها تحديداً الإجابة التي ينتظرها النظام.. لقد تعودنا مثلاً أن عدداً كبيراً من نجومنا كانوا يصاحبون الرئيس "حسني مبارك" سنوياً في رحلته إلى "توشكي" وكل منهم يشيد بتوشكي وليالي توشكي وخير توشكي وقدموا لها أكثر من أوبريت.. ثم توقف الإعجاب بتوشكي عندما صار الرئيس نفسه قبل نحو 9 سنوات لا يذهب إليها.

اقتربت الآن الانتخابات الرئاسية ولو سألت أي فنان عن رأيه ستأتي الإجابة الرئيس مدى الحياة.. الآن تتكرر نفس الإجابة لو سألتهم عن التوريث وهي لا للتوريث نعم لجمال.. الفنان يؤكد أنه لن ينتخبه باعتباره ابن الرئيس ولكنه سيصل للحكم بعد انتخابات حرة.. لو قلت لهم كيف تقولون حرة والرئيس يمتلك كل الخيوط؟ يقولون لك ولماذا لا يحصل ابن الرئيس على فرصة مثل كل مواطن.. أليس له كل الحقوق وعليه كل الواجبات.. إجابة صارت "كليشيه" لا تخرج عن تلك الحدود المؤيدة للدولة ولا يجوز أن تتوقع غيرها.. لماذا يبدو الفنان المصري إلا فيما ندر مكبلاً في آرائه؟ لأنه في العادة لا يحلم سوى بحماية مكاسبه الشخصية.. دائرة أحلامه لا تتجاوز دائرة مصالحه المادية والأدبية ولهذا يحرص على ألا يغضب النظام ليضمن وجوده؟!.

سوف أضرب لكم مثلاً بدولة يطلقون عليها جغرافياً دولة الجوار وهي إيران.. إيران ليست هي جنة الديمقراطية بالطبع وعدد كبير من السينمائيين لديهم مشكلات مع الرقابة التي تمنع أفلامهم وهناك أيضاً قيد على حريات الصحافة وعلى حريات المواطنين ورغم ذلك فإن الأمل في التغيير قائم والدليل أن هناك بعض الفنانين لا يزالون يقولون لا.. أما فنانينا وتحديداً نجومنا فإنهم لا يعرفون سوى الإقامة الدائمة في مدينة "نعم"!!.

مثلاً انحاز أغلب السينمائيين الإيرانيين إلى "موسوي" الذي كان يمثل في الانتخابات الإيرانية الأخيرة الوجه الأكثر ديمقراطية وإيماناً بحرية التعبير.. كان من بين المتحدثين الرسميين باسم "موسوي" المخرج الإيراني الشهير " محسن مخملباف".. الفنان الإيراني يستطيع أن يعلن رأيه رغم أسلحة السلطة التي تحكم ولا زال الفنانون أو بتعبير أدق أغلبهم يقفون إلى جانب التغيير والإصلاح والانفتاح.. وهكذا رأينا المخرج الشهير الحاصل على جائزة "السعفة الذهبية" من مهرجان "كان" عباس كياروستامي ينضم أيضاً للمعارضة وصار يقيم حالياً في باريس كما أن في مهرجان "كان" الأخير وقف "عباس" بجانب المخرج الإيراني " جعفر بناهي" عندما كان مسجوناً في إيران وهو الآن ممنوع عليه مغادرة البلاد ولكن مساحات التأييد له لم تتوقف و "جعفر" داخل إيران لا يزال يرفع صوته منادياً بالحرية!!.

هناك بالتأكيد ثمن ينبغي أن يدفع ربما كان ذهاب عدد من الفنانين إلى فيلا الدكتور "البرادعي" قبل نحو ثلاثة أشهر هو بمثابة نقطة محورية وفاصلة لأنهم من خلال هذا ا لتواجد سجلوا رأياً.. بعيداً حتى عن ترشيح "البرادعي" للرئاسة أم لا لأنه الآن أقوى وجه معارض في مصر.. أتصور أن الدولة تضع خطاً أحمر ضد "البرادعي" وهي أيضاً تصنف المواقف من المرشحين المحتملين للرئاسة.. أستطيع أن أرى أنه لا خوف من أن يتوجه أي فنان لترشيح "حمدين صباحي" أو "أيمن نور" باعتبارهما أعلنا من قبل هذه الرغبة.. الدولة تدرك أنهما لا يشكلان تهديد حقيقي ولكن مع "البرادعي" فإن التهديد صار مختلفاً بحق وحقيقي؟!.

وصلات



تعليقات