كل عمل جديد تقدمه لابد وأن يتضمن رسالة إلى جمهورها، وعشاق فنها، لأن الفن بالنسبة لها ليس مجرد تسلية، ولكنه رسالة تريد إيصالها للناس. ولذلك هي في حالة بحث دائم عن كل جديد ومتميز، وفي هذا العام قدمت مسلسلين " إمرأة فى ورطة "و" نعم مازلت آنسة" على الشاشة في شهر رمضان.
قدمت الفنانة " إلهام شاهين" في حوارها مع إيلاف كشف حساب للعملين، وسر تحمسها لهما، وسر إقدامها على تجربة الـ "15"حلقة، كما تكلمت عن قضية الزواج العرفي، والعنوسة، والمشهد الذي لا يمكن أن تعيد تصويره، و هند صبري، و نصف ربيع الآخر، والستات، وأسرار كثيرة أخرى في السطور التالية:في البداية تحدثت الفنانة إلهام شاهين قائلة: أي إمرأة أحبت بصدق سواء كانت الزوجة الأولى أو الثانية .. أو الحبيبة حتى إذا لم تتزوج نهائيًا، فأنا متعاطفة معها جدًا، ولو تذكر عندما قدمت دورى فى مسلسل " نصف ربيع الآخر" أمام الفنان يحيى الفخراني كنت أشعر أن ناهد الوكيل الشخصية التي قدمتها بالمسلسل أحبت " يحيى الفخراني" أكثر من زوجته أم أولاده، لقد شعرت بهذا الإحساس أثناء تصويري للدور وحتى بعد مشاهدتي له على الشاشة.
ولماذا؟
-لأنها أحبته بصدق، ولذلك كنت كمشاهدة وممثلة متعاطفة مع شخصية ناهد الوكيل التي جسدتها بالمسلسل، ولا تتعجب إذا قلت لك أنني في مسلسل "قصة الأمس" لم أكن أطيق ميرنا وليد لأنها حسب أحداث المسلسل أحبت زوجي"مصطفى فهمي" وتزوجته وأخذته من زوجته وأولاده.
ولماذا أختلف إحساسك من خلال دورك في مسلسل "إمرأة فى ورطة"؟
لأن الظروف أجبرتها على كتم أمر زواجها من المهندس " صلاح " رجل الأعمال الشهير واختارت بإرادتها أن يتم الزواج بورقة عرفية لكي لا يعلم ابنها (هاني) طالب الطب بهذه القصة من أساسها ولكي لا تفقد – في نفس الوقت – المكانة التي وصلت إليها من زواجها والذي كان يعمل وزيراً سابقاً ومات بعد خروجه من الوزارة..
حيث رفضت (ندى) إعلان زواجها من المهندس (صلاح) أيضاً خشية عائلة زوجها الراحل لاسيما شقيقه (فاروق) والذي أعطى لنفسه مساحة من التدخل في حياة أرملة أخيه بحجة تربية (هانى) وبحجة تقاليد العائلة.
لكن الحب نفذ بسهامه إلى قلب (ندى) وها هي وقد اقتربت من الخامسة والأربعين تعيش حياة المراهقة، وتنتظر مكالمات زوجها الذي آثر هو أيضاً أن يتم الزواج في السر لكي لا يفقد
زوجته وأم أولاده والتي يخشى غضبها.
وكانت تلتقى زوجها في بيته القديم، وذات يوم بعدما تناول طعام الغذاء معها طلب منها بعض الشاي الأخضر فذهبت لتحضره، وإذا بالمفاجأة الكبرى.. لقد مات.. نعم.. فارق الحياة.. إنها شهقة الموت والتي تأتي في أي وقت شاء فيها الله أن تكون نهاية المرء.. مات الزوج الثاني في حياة (ندى) ولكن ماذا تفعل؟ وكيف تواجه هذا الأمر؟
إن السر سينكشف حتماً.. وليس هناك مفر من إعلانه.. تـُرى كيف ستواجه إبنها وأسرتها وأسرة زوجها الراحل؟.. كيف ستواجه الصحف التي حتماً ستكتب وتنشر وتذاع؟!
ألف سؤال وسؤال كان يواجه (ندى) لأنها كانت فى محنة!.. وتضيف قائلة:عندما تنظر إلى ندى تجد أنها إنسانة صادقة تحب بصدق لا تطمع في أي شيء والقانون والشرع يعطيها الحق أن تتزوجه وهو كذلك ان يتزوج من إمرأة أخرى للمرة الثانية وبالتالي هي لا تفعل شيئاً خاطئاً، ولكن من وجهة نظر المجتمع والسواد الأعظم من الناس لا يبيح للزوج أن يتزوج مرة أخرى وكذلك السيدة الأرملة أو المطلقة التى لها إبنًا فى ريعان الشباب.
إذن ما هى الرسالة التى تودين الخروج بها من هذا المسلسل إلى الناس؟
أريد أن أقول هل نحن مع الشرع أم مع القانون أم مع أفكار تربينا عليها، أم مع الأنانية في شخص ندى، على أساس أنها تحب نفسها وضد مصلحة زوجها الثاني، أم أن زوجته الأولى هي التي أوصلته إلى هذا الأمر..
لا أعرف! حيث ان هذه الأمور تختلف حولها الآراء، وتستطرد قائلة:في رأيي الرجال لابد أن يكونوا أكثر جرأة ولا يخشون المواجهة لأن السيدة من حقها أن توافق على العيش مع زوجها وهي تعلم أنه متزوج بأخرى أو العكس، أى المهم أنه لا يخدع زوجته ويتزوج بأخرى في السر طالما الزوج يرى أن الشرع والقانون يعطيه الحق بالزواج من أكثر من سيدة، لأن الحياة إختيار والمهم أن تكون هناك مكاشفة وصراحة وصدق بين الزوجين وعليهما الإختيار بعد ذلك.
وهل نظرة المجتمع هي التي تؤدي بالسيدة للزواج العرفي؟
السيدة المنحرفة هي التي لا تتزوج نهائيًا عن طريق إقاماتها لعلاقات غير شرعية مع بعض الرجال، أما السيدات الأخريات يبحثن عن الزيجات اللاتي أحلها الله شرعًا، اما الزيجات الأخرى غير رسمية هي أشياء خاصة بالمجتمع نتيجة ضغوط تـُمارس عليها، خاصة ونحن ننادي المساواة بين الرجل والمرأة أما بخصوص العواطف والزواج والأمور الأخرى تجد هناك من يقول الرجل من حقه ولكن السيدة لا وكأنها خالية من العواطف والمشاعر، وفي إحتياج للرجل مثل إحتياج الرجل لها، وهذا هو ما أدافع عنه في المسلسل.
على ذكر إسم المسلسل "إمرأة في ورطة"..أين الورطة بالضبط داخل العمل؟
لن أقول لك أن الورطة في العمل هي حينما تم الحكم عليها بالإعدام في جريمة لم ترتكبها، ولكن الورطة الحقيقية هي التي شعرت بها وأنا أصور مشهد وفاة الزوج وهو يضع رأسه على كتفها، ولا تستطيع أن تفصح عن مشاعرها في تلك اللحظة المفجعة وتصرخ لرحيل زوجها فيسمعها الجيران وينكشف أمرها، كما أنها لم تستطع أن تبلغ أهله وأهلها أو حتى تتأكد من موته، لأنه عندما تحدث هذه الصدمة مع أي شخص يجب التأكد عن طريق آخرين من حدوثها أم لا، عن طريق طبيب مثلاً ولكنها تركت المكان وهربت بعيدًا، ولم تستطع أن تأخذ عزاه او تحضر مراسم دفنه!
وكيف تمكنت من تصوير هذا المشهد إذن؟
لا أخفيك سرًا أنني عندما قرأته على الورق كنت أقول لنفسي "هاعمله إزاي"ولأول مرة يستوقفني مشهد تمثيلي في عمل فني ما.
ولماذا؟
لأنه حتى تفكيري وخيالي لم يسعفني في تصوير لحظة موت زوجي بالمسلسل لدرجة أنني وقت تصوير المشهد بالمسلسل قلت للمخرج عمر عبدالعزيز، أنا لا أعرف تمثيل هذا المشهد، أو ماذا أفعل، مامعنى أن يموت رجل على كتفي؟ والحقيقة أنها ورطة بشعة ربنا لا يكتبها على أحد لأنها أمر صعب جدًا ، وأرى من بداية لحظات الحلقة الثالثة في "إمرأة فى ورطة" أنها أكبر ورطة عاشتها ندى ضمن أحداث المسلسل.. ثم تفاجأ بعد ذلك أن زوجها مات مسمومًا وليس ميتة طبيعية، وبالتالى خشيت من الفضيحة لعائلتها وإبنها عندما يفتضح أمرها بالزواج منه، ولشقيقها مدير الأمن، حتى أن الناس للأسف خرجوا يقولون عن زوجي هذا أنه كان على علاقة غير شريفة بإمرأة.
وماذا عن أصعب المشاهد التى واجهتها أثناء تصويرك مسلسل "إمرأة في ورطة"؟
مشهد وفاة الزوج، والمحكمة، ومع أخيها مدير الأمن التي تعتبره صديقها وشقيقها ووالدها وسندها في الحياة، حيث قام بالقبض على شقيقيته المتهمة بجريمة قتل عقوبتها الإعدام شنقـًا، وكذلك هناك مشاهد في ثلاث حلقات من المسلسل حتى أنني عندما شاهدتها بعد ذلك على الشاشة شعرت بصعوبتها، وبخاصة مشهد موت الزوج الذى سبق وذكرته لك لدرجة انني لو طلب مني إعادة تصوير هذا المشهد مرة أخرى لن أستطيع!
وأصعب من كل ذلك مشاعر إبنها نحوها في تلك اللحظات وكانت تقول إبني ضاع بسببي ولغيرته علي من زوجي الثاني وبذلك خسرت الإبن والزوج معًا، لأنني جبانة وخوافة ومش قادرة أواجه المجتمع وأبنى وعائلة زوجي السابق وكذلك عائلتي حدث ما حدث.
وتضيف قائلة: كنت سعيدة جدًا بعد عرض الحلقة الثالثة من المسلسل لأن الناس سوف تفكر ألف مرة قبل الإقدام على الزواج العرفي أو السري وعرفت وقتها ماهية الفن، وأنه رسالة وله قيمة فى حياة الناس، ويقول لهم شيئًا، ويفيدهم، لأنه ترك بالفعل أثراً رهيباً في نفوس الناس.. وتمضي في حديثها قائلة:-أسعد جداً عندما أقدم عملاً فنياً جديداً يثارمن حوله جدل ليس إعلاميا فقط ولكن بين الناس، أوالمشاهدين للعمل،ويضعون أنفسهم مكان البطل أوالبطلة ويفكرون في "الصح"أو "الخطأ" واذا لم يحدث يصيبني القلق وأشعر أنه لم يترك أثراً أو بالمعنى الدارج "مرّ..مرورالكرام والناس أنبسطت وأتسلت شوية وشكرا" لأن الفن بالنسبة لي ليس تسلية وخلاص، بل عندي رسالة وعايزة أوصلها، وتضيف :-نغيرمفاهيمنا ومشاكلنا ونصبح أكثر جرأة في طرح مشاكلنا ولانختبيء مثل مناقشتنا للزواج العرفي بالمسلسل، فأنا متأكدة أنه سيطفو على السطح خلال الفترة القادمة جدًا ،ولذلك تجدنى فى كل عمل أطرح قضية من حياتنا.
وماذا عن مسلسل "نعم مازلت آنسة"؟
مسلسل اجتماعي يناقش قضية " العنوسة " من كل جوانبها، من خلال قصة فتاة (أمل) فاتها قطار الزواج، تكتب يومياتها؛ لتصف معاناتها مع الناس ونظرتهم للعوانس، وتستعرض المنغصات المحيطة بها، من أول غضبها من المسمى نفسه، و لماذا توصم به المرأة دون الرجل، ومحاولاتها إيجاد وسائل لتغيير نظرة المجتمع للعانس أو تجاوز هذا المسمى، و مقاومة الشعور بأنه يعني أنها غير مرغوبة كأنثى من قبل الرجال، و أنها و 9 مليون أنسه كبيرة لا يُقدِّر المجتمع وضعهن خارج الإطار المرسوم للمرأة في كنف رجل .. أب أو زوج!!
و يستعرض المسلسل رفضـها لقبول أي زيجة لمجرد التخلص من العنوسة، و محاولتها تغيِّر عتبتها عملا بالمعتقد الشعبي، فتغيِّر بصـعوبة وظيفتها كمدرسة إلى عمل إداري، بعد أن تسـممت علاقتها بتلمـيذاتها اللاتي يرونها معقدة، و تقابل في العمل الجديد بمنغصات من نوع أخر يستفزها، و تبدأ في مرحلة تأمل لرصد غيرة الأخريات منها.. رغم أن المـفترض أن تـغير هـي من استـقرارهـن وسعادتهن اللاتي يحاولن إخفائها عنها، كما تعاني من قلق بعضهن منها خوفاً على أزواجهن، ومحاولة إيهامها بفشل مؤسسة الزواج، قياساً بما تتمتع به هي من حرية شخصية و اقتصادية وراحة بال.
وتحاول أمل التغلب على مشاعرها وتفريغ طاقتها بممارسة بعض الهوايات كالرياضة من خلال الاشتراك في نادي..ولكن تقابلها عقبة أنها لا يمكن أن تمنح عضـوية عاملة في أي نادي، فـهي لابد أن تكون عضـو تابع لأسرة، و ُرفض طلبها بعد عدة محاولات.
تبدأ في الاهتمام الزائد بمظهرها ومحاولة تغييره جذرياً، والظهور بشكل مختلف تماماً كل فترة، والاستغراق في العمل الجديد.. رغم مضايقات الزملاء لها، وإلقائهم عبء العمل كله عليها، الذي قابلته في البداية بصدر رحب تقديراً لظروفهم، لكنها ما لبثت أن ضاقت بنظرتهم لها بوصفها متفرغة.. ولا يشغلها إلا العمل والقول بأنها حمارة شغل، إلى أن بدأت تتمرد على هذا الوضع، وحصلت على إجازة طويلة تعوض بها ما اختزنته لسنوات عمل بدون الحصول على إجازة، بعد أن ملت العمل والمكان كله بسبب محاولة أحد الزملاء أصغر منها سنا التقرب منها ومطاردتها بحبه، و تبتعد لتصاب بأزمة نفسية، وتبدأ في تعاطى المهدئات، ولما توفيت والدتها رفضت أن تكون عضواً تابعاً لأي أسرة من أسر أخوتها، واختارت أن تواجه حياتها منفردة، وكونت مجموعة صديقات لهن نفس ظروفها؛ كي لا تعيش على هامش حياة أخـوتها وأخـواتها المتزوجات، وبدأت ترفض فكرة اعتمادهم الدائم عليها في مهامهم الأسرية الكثيرة، بوصفها متفرغة لا يشغلها شاغل إلا حياتهم وأبنائهم هم.
بدأت بالفعل تعيش حياتها؛ تخرج، وتسهر، وتسافر، وتقضي أوقاتاً ممتعة مع صديقاتها،.. لكنها جوبهت بأنها غير متزوجة وأن كثرة الخروج تسيء إلى سمعتها، وبدأت أسرتها تحاصرها من جديد، خوفا من القيل و القال، كما بدأت وتشارك في أعمال خيرية.. وتعرضت لأن يتقدم لخطبتها بعض المتدينين الجدد.. لتكون زوجة ثانية أو ثالثة.
فكرت في أن تنتمي ويكون لها كائن حميم لصيق بها، تشبع فيه غريزة الأمومة التي طالما ألحت عليها، ورأت أن تحقق ذلك من خلال تبني طفلة يتيمة تعلقت بها في إحدى الجمعيات الخـيرية التي كانت تـتردد عليها لرعـاية الأيتام والمسنين.. ولكن أخوتها عارضـوا ذلك بحـجة الخـوف عليها من التقولات والشائعات، وأشاروا عليها بالاكتفاء بتربيتها للقطط كي تؤنسها، وهم في الحقيقة يريدونها أن تظل تلف في دائرتهم، وخـوفاً من أن تورِّث هذا الطفل ما تملك، وأيضاَ واجهت رفض طلبها من قبل الجهات الرسمية المسؤولة؛ بحجة أنها غير متزوجة والطفلة المتبناه لابد و أن تعيش في كنف أسرة : أب و أم!!
تمردت أكثر بعد هذه الواقعة على وصاية الأهل؛ لأنها ليست كيان قاصر ولا حاجة لها لولي أمر يحميها، وبعد أن كانت تحلم بزواج الحب والتفاهم بدأت ترضى بزواج الصالونات الذي يتم عن طريق الوسطاء أو الخاطبة، وبدأت سلسلة من التنازلات.. وتضيف:هذه أول مرة أجسد فيها شخصية عانس في عمل فني ما حيث نجد شخصية أمل موجودة في كثير من بيوتنا تعانى معاناة أي فتاة يفوتها قطار الزواج، وبعد أن كانت تفكر في الموضوع بأنه مشكلة تفاجأ بأن العمر بدأ يمر وأنها لم تقم أسرة ولا أي شيء ولكن مع ذلك ترى أمامها حالات فتيات متزوجات ولكن يعيشنا حياة أسرية سيئة جدًا يجعلونها أحيانـًا تقول إن عدم الزواج يكون فى بعض الأحيان أهون بكثير من الزواج الفاشل.
وماذا كان تعليقك على مسلسل " عايزة أتجوز" لـ"هند صبرى" الذى يناقش أيضًا مشكلة العنوسة؟
أولاً لا توجد سمة مقارنة بين العملين.
كيف؟
الكاتبة د. عزة عزت كتبت موضوع مسلسل "نعم مازلت آنسة" من وجهة نظر مختلفة عما قدمته هند صبرى في مسلسل"عايزة أتجوز" حيث ان هند قدمت العانس الصغيرة في السن التي تبلغ من العمر ثلاثين عامًا وتبحث عن عريس، أما أمل في نعم مازلت آنسة فهي تتعدى الأربعين وكل مرحلة سنية ولها أفكارها ومعتقداتها.