إفتتحت أمس الدورة السادسة والعشرون لمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط , بحضور وزير الثقافة فاروق حسني والاستاذ ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المصريين ورئيس المهرجان ومحافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب , وقد تم تكريم عدد من النجوم العرب والاجانب في المهرجان منهم الفنان جميل راتب والفنانة سميرة أحمد والكاتب مصطفي محرم والمخرج محمد خان والمصور محمود عبد السميع ومهندس الصوت جميل عزيز والمخرجة التونسية مفيدة التلاتي والناقدة ايريس نظمي والكاتبة حسنه شاه ومن فرنسا الممثلة آن كونتنييه ـ الممثلة كريستين سيتى , الكاتب روبير سوليه ـ
كما منح الاستاذ ممدوح الليثي رئيس المهرجان درع تكريم خاص للفنانة ليلي علوي والتي ستكون رئيس برنامج سينما المرأه في الندوة التي تعقد في اليوم الثالث من المهرجان ضمن بانوراما سينما المرأه , التي تقام تحت عنوان المرأه والسينما قضايا لم يعد مسكوتا عنها , والتي تضم عدة محاور منها ,قضايا المرأه في السينما , صور ايجابية وصور سلبية , والرجال أفضل من عبروا عن خبايا المرأه في السينما , وأيهما اكثر جذباً للسينما المرأه , العقل أم الجسد , ونساء مبدعات في السينما , تديرها الاستاذة حسنه شاه .
كما تم منح جوائز مسابقة عبد الحي أديب في السيناريو والتي تبلغ قيمتها مئتين وخمسون الف جنية تم منحها للشباب الفائزين في مسابقة السيناريو .
يضم المهرجان قسم مسابقة أفلام الديجيتال التي يشهد عامها الرابع مشاركة ما يزيد عن خمسة وأربعون فيلماً ما بين التسجيلي والروائي القصير والتحريك وتبدأ فعاليات عرض المسابقة يوم الخميس بحضور الاستاذ ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما والدكتور رفيق الصبان رئيس لجنة تحكيم مسابقة الديجيتال بعضوية كل من السيناريست مريم نعوم والمخرج احمد عبد الله ويتم عقب الافتتاح وعرض الافلام ندوة عن سينما الديجيتال بين التمويل وحرية الابداع .
بالاضافة الي المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة من دول البحر المتوسط وقد تم هذا العام إختيار خمسة وثلاثون فيلماً من ستة عشر دولة من بينها مصر التي شاركت هذا العام بفيلم المسافرالذي يشهد عرضه الأول في مصر من خلال مشاركته في هذا المهرجان , كما تم تكريم ابطال الفيلم ليكون فيلم الافتتاح , وقد أقيم صباح اليوم التالي ندوة خاصة حضرها أبطال الفيلم سيرين عبد النور و عمر الشريف و شريف رمزي ومخرج الفيلم أحمد ماهر بحضور الاستاذ ممدوح الليثي رئيس المهرجان والناقد طارق الشيناوي الذي أدار الحوار كما أعيد عرض الفيلم عقب الندوة .
شهدت الندوة حضور صحفي وتليفزيوني كبير وخصوصاً أنه العرض الأول للفيلم في مصر بعد سحبه من مهرجان القاهرة العام الماضي والمهرجان القومي لهذا العام وعرضه في مسابقة مهرجان فينيسيا العام الماضي ومهرجان ابو ظبي , بدات الندوة بهجوم مكثف من جانب بعض الصحفيين علي المخرج أحمد ماهر والفنانة سيرين عبد النور , حيث ثار أحد النقاد علي أدائها في الفيلم ووصفها بالبرود والافتعال وعدم إجادة التمثيل , وقد أشاد الناقد بفكرة الفيلم لكنه استاء من الطريقة التي قدمها المخرج احمد ماهر والتي تحمل ملامح غامضة يصعب علي المشاهد العادي أن يستقبلها بسهولة .
وأشار ان الفيلم من نوعية افلام المهرجانات التي لا تصلح للعرض التجاري , وان وزارة الثقافة وهي الجهة المنتجة للفيلم أنتجت عملاً سينمائية لتطوف به في المهرجانات السينمائية الدولية , حتي وإن رجعت منها دون أن تحمل أي جائزة أو شهادة تقدير , وجاء رد المخرج أحمد ماهر علي هذا الاتهام أن مستويات التلقي تختلف من شخص الي أخر , المخرج حر في اختيار ابطاله وما يقدمه وبالشكل الذي يريده , والناقد السينمائي عليه أن يفك شفرات هذا العمل ويحللها ويقدم رأيه فيها للجمهور الذي يمثل في النهاية الحكم بين الناقد وصانع الفيلم , من خلال استيعابه للشكل الفني لنوعية هذه الافلام التي تكسر بعض من الاشكال المتعارف عليها للافلام لدي الجمهور فكل مخرج له اسلوبه الخاص الذي قد يرضي عنه البعض أو ينبذه ففي النهاية هي مسألة تذوق وإختيار , كما أشار المخرج الي اختياره سيرين عبد النور لأنها مشابهه للدور الذي رسمه الكاتب علي الورق , وهذا يعد من حرية المخرج في انتقائه طاقم عمله الفني , أما مسألة أنها ممثلة غير مصرية شاركت في فيلم مصري من انتاج وزارة الثقافة فهي قضية سخيفة تضع حدود للابداع الفني , وأشار ماهر أنه لا يوجد فنان لبناني وفنان مصري ولكن يوجد فنان موهوب وأخر غير موهوب , والمخرج حر في اختياره وبعد تقديمه للفيلم عليك ان تحاسبة هل نجح في هذا الاختيار ام لا .
كما اتهم أحد الصحفيين الفنان خالد النبوي بتقليد اداء الفنان عمر الشريف من خلال الجزء الأول من الفيلم من خلال شخصية حسن والذي يقتسمها خالد مع عمر الشريف في مرحلتة العمرية الأولي , جاء رد احمد ماهر ان الشخصية يجب ان يكون ادائها متصل في مراحلها العمرية المختلفة وخالد لم يقلد اداء عمر الشريف لكنه قلد اداء الشخصية الرئيسية للفيلم في مرحلة الشباب وبداية الشيخوخة , ولكنه حاول التمسك بأدائه الخاص الذي ظهر في أولي لقطات الفيلم , ثم تطرف الحديث عن اداء عمر الشريف لبعض المواضيع الدينية في فيلمين قدمهما هما فيلم السيد ابراهيم وزهور القرأن وفيلم حسن ومرقص , جاء رد الفنان عمر الشريف محللاً لقيمة الفن الذي يحظي بحب جماهيري كبير مما يجعله وسيلة مؤثرة عليه , وخصوصا المواضيع التي ينتج عنها فكر أكثر تفتحاً وتسامحاً بين الأديان , وعلق الفنان عمر الشريف انه يهوي تقديم أدوار تنفع المجتمع وتثير جدلاُ بشكل ايجابي , اما سيرين عبد النور فكانت نجمة الغلاف العدد الأول من نشرات المهرجان في صورة مشتركة لها مع الفنان الكبير عمر الشريف في افتتاح مهرجان فينيسيا العام الماضي , وفي حوار لها صرحت سيرين انها تعتز جدا بمشاركتها في هذا الفيلم بجانب نجوم كبار مثل الفنان عمر الشريف , كما انها تعتبر ان فيلم المسافر هو ابنها البكري وتجربتها الاولي الحقيقية في السينما .