« أهل كايرو» كان الانطلاق الحقيقى ل رانيا يوسف التى انتظرت طويلاً حتى تأتيها فرصة تعبر فيها عن إمكانياتها الفنية وتثبت أنها ممثلة من العيار الثقيل من خلال دور «صافى سليم» الجرىء فى تفاصيله.
«رانيا» تحدثت مع الـ«مصرى اليوم» عن دورها المثير وهل هو اسقاط على شخصيات حقيقية فى المجتمع؟.
■ «صافى سليم» امرأة ساقطة ومتسلقة وتصرفاتها مشينة، أليست جرأة منك أن تجسدى شخصية كهذه، وهل وافقت لأنها بطولة مطلقة؟
- لا أنكر أنى كأى ممثلة كنت أحلم بالفرصة التى تبرز إمكانياتى وطاقاتى، وطبعا ما أجمل أن يكون هذا الدور بطولة، لكن بالنسبة لـ«صافى سليم» فلم تكن فكرة البطولة أو حجم الدور من أسباب الموافقة، بل بمنتهى الأمانة، الشخصية رائعة وممتعة لأى ممثلة، فهى فتاة ساقطة وسلوكها مشين وعلاقاتها مشبوهة وغامضة وغير مهذبة وسليطة اللسان وهذا كله يدفع أى ممثلة أن تخاف أو ترفض الدور.
أما أنا فقد استفزتنى هذه التركيبة، وأعرف أن معظم الممثلات عندنا لديهن «فوبيا» من هذه النوعية من الأدوار خاصة أن «صافى» فى بعض المشاهد تصيب المشاهد بالنفور الشديد من سلوكياتها وأخلاقها، لكن كان لابد من مغامرة وبالنسبة لى «حسبتها صح» لأنى أعرف أن النتيجة النهائية ستكون فى صالحى، وقد حملنى المخرج محمد على مهمة ثقيلة وقال لى: أنت الانسب لأن وجهك محايد ويمكن أن تؤدى الشر والخير بنفس النسبة».
■ لكنك كنت تحتاجين لدور كبير حتى يلتفت إليك الناس؟
- لا أنكر أن «صافى» هى أهم شخصية قدمتها فى حياتى الفنية، لكن لابد أن أوضح أن حساباتى ليست قائمة على فكرة البطولة والمساحة وإلا كنت قبلت أعمالا غير مهمة كانت بطولات مطلقة، وهذه الشخصية تعتبر من أقوى الشخصيات التى يمكن أن تعرض على ممثلة، فهى مركبة ومؤثرة وقماشتها التمثيلية ثرية، كما أنها تحرك الشخصيات والأحداث وتكشف الأسرار حتى فى المشاهد التى لا تتواجد فيها.
■ صرح صناع المسلسل بأن شخصية صافى سليم انعكاس لطبقة متطفلة ظهرت مؤخرا فى المجتمعات الراقية، فما رأيك؟
- هذا كلام صحيح مائة فى المائة، والمجتمعات الراقية امتلأت مؤخرا بعشرات من «صافى سليم» فهى نموذج من الفتيات الطموحات اللاتى يفعلن أى شىء من أجل اختراق الطبقة الراقية، وأقابل فى الحفلات والسهرات الراقية فتيات طموحات لا نعرف لهن أصلا وفجأة نجدهن فى كل التجمعات الفنية والاجتماعية ويتصدرن صفحات المجتمع فى المجلات والجرائد، وقد خزنت تفاصيل هذه الشخصيات فى خيالى واستخرجتها وأنا أجسد صافى سليم لذلك ظهرت دون أى افتعال.
■ البعض ربط بين المسلسل وحادث مقتل سوزان تميم وشبهه أيضا بفيلم « المذنبون»، ما رأيك؟
- التشابه الوحيد بين سوزان و«المذنبون» والمسلسل هو حادث القتل الذى يكشف فسادا على أعلى مستوى فى المجتمع، وهذه التيمة الدرامية قماشتها عريضة وتحتمل مليون عمل فنى.
■ كيف تعاملت مع مشهد القتل الذى ظهر بصورة بشعة وصعبة؟
- فعلاً كان مشهد القتل من أصعب المشاهد واستغرق تصويره حوالى أسبوعين لأنى جسدته مع كل الرجال أبطال المسلسل الذين يتهمون فى مقتل «صافى»، ويتخيل «حسن محفوظ» الضابط أن أحدهم هو القاتل وبالتالى كان لابد أن نصور بالتفصيل خيال الضابط، فصورت مع كل المتهمين مشهد القتل وكنت أرتدى الفستان وأضع ماكياج الفرح فى ثلاث ساعات وماكياج القتل والذبح بالسكين ويستغرق أيضاً حوالى ثلاث ساعات، وأظل مفتوحة العينين وأحبس نفسى حتى أظهر أنى فعلاً مقتولة، وهذا أرهقنى جسمانياً بشكل لا يمكن وصفه.