أفتتحت أمس فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية كل عام , وكان حفل الافتتاح يحمل روح البساطة , ثم أعلن السيد اللواء عبد الجليل الفخراني محافظ الاسماعيلية والاستاذ علي ابو شادي رئيس المهرجان , افتتاح الدورة الجديدة للمهرجان الذي يعتبر المهرجان الوحيد في الشرق الاوسط الذي يجمع بين السينما التسجيلية والروائية والتحريك والافلام التجريبية , كما أعلن الاستاذ علي ابو شادي ان المهرجان رفع قيمة الجوائز التي تمنح للفائزين حيث بلغت مجمل الجوائز مائة وعشرون الف جنيه موزعة علي اقسام المسابقات المختلفة , ويشارك هذا العام في المهرجان ثمانية وسبعون فيلماً من خمسة وثلاثون دولة منهم لبنان وفلسطين وكندا وسيرلايلانكا واسبانيا وفرنسا والمكسيك وبولندا والاردن والمانيا وايطاليا ومصر التي توسعت مشاركتها هذا العام مقارنة بمشاركات العام الماضي حيث ستشارك هذا العام بعشرة أفلام ما بين التسجيلي والروائي والتحريك والتجريبي , كما يقام علي هامش فعاليات المهرجان برنامج خاص لعرض اثني عشر فيلماً يناقش كل منهم قضية العنف ضد المرأه , كما ستقام ندوة دولية في ختام ايام المهرجان تحت عنوان " الفيلم القصير وعبور النوعية ( تداخل الوسائط ) " واختارت ادارة المهرجان مديرة التصوير والمخرجة الالمانية جيزيلا توختنهاجن لتكون رئيسة لجنة التحكيم لهذا العام للمسابقة الدولية , كما تم تكريم المخرجة في حفل الافتتاح وسيتم عرض فيلمين تسجيليين لها الاول عملت فيه كمديرة تصوير وهو بعنوان "ارقص مع ترودي شووب" اخراج كلوديا ويكلي والفيلم الاخر شاركت فيه بالاخراج مع المخرجة الالمانية مارجوت نويبرت وهو بعنوان "صاحب البار والحفل الشعبي ", كما تضم لجنة التحكيم الدولية ايضا كل من المخرج الروسي ألكسندر جوتمان ، والمخرج الأسباني دافيد مونوز ، والمخرج العماني خالد الزدجالي رئيس مهرجان مسقط السينمائي الدولي ،و المخرجة ماريان خوري ، وتشارك كل عام ثلاث جمعيات سينمائية في منح جوائزها لأفضل فيلم في المهرجان الي جانب لجنة التحكيم الدولية , وهم لجنة تحكيم جمعية السينمائيين التسجيليين المصريين ويرأسها مدير التصوير سعيد الشيمي , ولجنة تحكيم جمعية نقاد السينما المصرية وترأسها الاستاذة ماجدة موريس ولجنة تحكيم , وسائل الاتصال الملائمة من اجل التنمية وترأسها الكاتبة عزة كامل .
جاء فيلم افتتاح المهرجان تحت عنوان " فاوست الأمريكي : من كوندي الي نيو كوندي " وهو فيلم امريكي تسجيلي طويل للمخرج سيباستيان دوجارت , الفيلم يتناول مسيرة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة في عهد الرئيس الامريكي جورج بوش , منذ بداياتها وحتي فترة دخولها البيت الابيض , لتصبح أكثر سيدة نفوذا في العالم والتي كما صورها لنا الفيلم علي أنها العقل المدبر والدافع لكثير من القرارات الرئاسية التي اتخذها الرئيس الاسبق جورج بوش اثناء فترة حكمه , والنتائج المتي ارتبطت بهذه القرارات وأهمها شن الحرب الامريكية علي العراق عام 2003 , ثم فضائح القوات الامريكية المرتكبة في معتقل جوانتانمو وسجن ابو غريب والتي طرح الفيلم تساؤلات عديدة عن هوية مرتكبيها او بالتحديد صانع الاوامر والقرارات , وأشار المخرج بوضوح بأصابع الاتهام الي سياسة الرئيس الاسبق جورج بوش والتي علي رأسها تأتي كونداليزا رايس , واختار المخرج للفيلم عنوان الرواية الالمانية الشهيرة فاوست , هذا الانسان الذي عقد صفقة مع الشيطان بأن يمنحه روحه بعد الموت شرط ان يمنحه السعادة طوال الحياة , فالشيطان الذي ظل يوسوس في الخفاء للرئيس أزاح المخرج في هذا الفيلم عنه الستار وكشف لأول مره عن تحول شخصية كونداليز رايس في مراحل حياتها المختلفة والتي بدأتها مبكراً بعد مرحلة الطفولة لتواصل مسيرتها نحو البيت الابيض متنقلة بين حزب وأخر , وبين جامعة واخري حتي نالت درجة الدكتوراه التي دعمتها فيما بعد لتعمل مع جورج بوش الاب كمستشاره له في شئون السوفيتية , ثم انتقلت العمل مع جورج بوش الابن بعد ترشيح والده لها , الفيلم يستعرض ببطء المراحل العمرية المختلفة لكونداليزا رايس , منذ ان كانت طفلة لا تقبل الفشل او التأخر في حياتها , ثم مرحلة دراستها الجامعية وانتقالها المفاجيء الي واشنطن الذي جعلها تترك خطيبها من أجل مواصلة الحياة السياسية , ثم يتابع المخرج بدقة وبسرد تسلسلي للتواريخ التي أثرت فيها رايس بقراراتها وطموحها الغير محدود علي قرارات الرئيس الامريكي , واستنادا لشهادات اصدقاء وزملاء عملوا معها في الجامعة وفي الاحزاب المختلفة التي التحقت بها رايس في بداية حياتها , أجمعوا علي أن الشخصية التي يروها الان في رايس مناقضة للشخصية التي تعايشوا معها لسنوات طويلة , ثم يختم المخرج بإدانة صريحة ومباشرة لسياسة وزيرة الخارجية الامريكية السابقة اثناء فترة الحرب الامريكية علي العراق , ويسترسل قائمة الاتهامات لتشمل الشئون الداخلية لأمريكا , والقضايا التي كانت رايس تحرص في السابق علي تبنيها , الان تتنصل منها , ويختتم المخرج فيلمة بمشهد للرئيس الحالي اوباما في احدي خطاباته السياسية التي دعا فيها الي النظر للمستقبل وترك الماضي يمضي بما فيه من مأسي .
تستمر عروض المهرجان المتنوعة حتي التاسع من شهر اكتوبر الجاري , ويواصل المهرجان هذا العام ما بداه العام الماضي , بعرض مختارات من أفلام المهرجان في بعض المدارس والنوادي والمقاهي والمراكز الثقافية في مدينة الاسماعيلية ومدينة فايد وبعض المدن القريبة من القنال في احتفالية سينمائية خاصة اعتادت محافظة الاسماعيلية علي اقامتها بمشاركة أهل المدينة كل عام .