نفى الفنان هاني رمزي أن يكون هدف فيلمه " الرجل الغامض بسلامته" دعوة الناس إلى الكذب لتحقيق مرادهم، ودافع في الوقت نفسه عن تفوهه ببعض العبارات في الفيلم، قائلا" إنها ألفاظ دارجة يرددها الناس في الشارع وفي حدود الأدب". وكان عرض فيلمه قد تأخر لأكثر من عام بقي خلاله السبب غامضا، ليفاجيء جمهوره بعودته للخلط بين الكوميديا والسياسة التي عانى بسببها الأمرين طوال الفترة الماضية، والتي جعلت أغلب أفلامه تخرج من الرقابة بصعوبة شديدة جدا لجرأتها في تناول العديد من القضايا بشكل كوميدي في محاولة لقطع صمت السينما عن مشاكلنا، وقال هاني في سياق حديثه " إن هدف الفيلم ليس لدعوة الناس لاستخدام الكذب كوسيلة لتحقيق أهدافهم. ومن ينظر للأمر بهذا الشكل فهو يشاهد الفيلم من منظور ضيق جدا . فالفيلم يحمل رسالة مهمة، وهي أنه حينما يقوم شخص بسيط بالكذب تتم معاقبته، بينما أصحاب السلطات والنفوذ لا يعاقبون على كذبهم أو حتى على تصرفاتهم الخاطئة، بالإضافة إلى أن البطل تعرض في النهاية للعقاب، وهذا دليل على أن الفيلم لا يحرض على الكذب. لقد قدمت فكرة أعجبت بها في سيناريو بلال فضل الذي وضع يده على نقطتي صراع الحكومة مع نفسها داخليا، وصراع المواطن مع الحكومة ".
وحول تقويمه للعمل قال" تقويمي آخذه من ردود أفعال الجمهور التي حرصت على رصدها منذ اليوم الأول لعرض الفيلم، والحمد لله وصلتني ردود أفعال طيبة ومطمئنة وأفضل ما فيها أن الجمهور استوعب الفيلم جيدا وتفاعل مع شخصية "عبد الراضي" التي قدمتها وإن كانت الملاحظة الوحيدة أن الفيلم مر بسرعة على بعض الشخصيات التي كان من الممكن إعطاء عمق أكبر لظهورها، فأحد المشاهدين أخبرني أنه دخل الفيلم 4 مرات وكل مرة كان (بيضحك على حاجة) لم ينتبه لها في المرة الأولى. وهو قال لي: كنت أتمنى أن تصنع فيلما عن علاقة "عبد الراضي" برئيس الوزراء وعلاقته بوزير الاستثمار وفكرة الكذب على حبيبته في فيلم آخر،والطريف في هذا العمل أنه لامس الأطفال وجذبهم لمشاهدته ولا أعرف ما هو السبب في ذلك ".
وعن اختياره للفنانة نيللي كريم للعمل معه بعد فيلم "غبي منه فيه" قال رمزي " نيللي تتمتع بموهبة كبيرة، ولكن ذلك لا يعني رفض النجمات الأخريات للعمل معي، فالدور هو من ينادي صاحبه، وذلك بعيد عن أية حسابات ، كما ان هناك كيمياء كبيرة بيننا، وهو ما ظهر على الشاشة ،فلقد أردت أن نظهر في توليفة مختلفة عن التي رآنا بها الجمهور في فيلم " غبي منه فيه" بعد أن تميزنا سويا بالغباء الشديد من خلال شخصيات تتسم بالذكاء الشديد.".
وعن الانتقادات التي وجهت للعمل بسبب استخدام العديد من الألفاظ والإيفيهات الجنسية أكد رمزي " بالنظر لسن البطل وظروفه، فهو لم يتزوج ولم يمر بقصة حب في سن كبيرة كهذه.كل هذا سيقوده للاستغراق في مشاهدة الصور العارية والذهاب إلى المطار لمشاهدة النساء.
أرى هذا الأمر واقعيا جداً، ولكننا قدمنا ذلك بشكل "شيك". ولا يوجد أسهل من الإباحية على الشاشة، لكنني لا أقدم ذلك ولا أرضى أن أجرح عين مشاهدي. أما الألفاظ التي قلتها من خلال الفيلم فهي عبارات دراجة في الشارع المصري".
وعن أسباب توقف العمل لفترة طويلة والمشاكل التي واجهته بسبب هذا التوقف قال " بعد أن بدأنا تصوير الفيلم منذ عام ونصف العام تقريباً، لم نستطع أن ننهي التصوير في الموعد الذي توقعناه، فاضطررنا لإيقاف التصوير لأنني كنت متعاقدا وقتذاك على القيام ببطولة مسلسل رمضاني هو " عصابة بابا وماما"، وهو عمل لا يحتمل التأجيل لأن الأفلام لها عدة مواسم، بينما شهر رمضان يأتي في ميعاد محدد، لذلك قررنا إيقاف تصوير الفيلم. وطبعا واجهتني العديد من المشاكل عند العودة للتصوير، منها أننا كنا جميعاً قد نسينا الفيلم! وعدنا للتحضير منذ البداية، وكأننا نصور الفيلم من بدايته مرة أخرى لنتذكر ملامح الشخصيات، وشاهدنا ما صورناه وعقدنا العديد من جلسات العمل قبل العودة للتصوير مرة أخرى. فـ"عبدالراضىي" الشخصية التي أقدمها لم تتغير ،والتزمنا بها كما كانت على الورق قبل وبعد التوقف .ولكن استفدنا من المشاهد التي صورناها في معرفة بعض الملاحظات الفنية التي قمنا بعدها بإعادة معاينة لبعض أماكن التصوير واكتشفنا ما كان ينقصنا في الفيلم. وبالنسبة لي حرصت على مشاهدة كل ما صورته حتى أستعيد الروح التي بدأت بها تصوير الفيلم لأعود إلى الشخصية".
وردا على الانتقادات التي وجهت إليه بأنه ظلم الكوميديا من خلال الأفكار التي يقدمها قال " كثيرا ما كنا نضحي بالإبتسامة في سبيل الفكرة ، لأن الفكرة في هذه النوعية من الأفلام أقوى من الابتسامة. ومهما حاولنا أن نقدم مشاهد كوميدية وتصنع مواقف للضحك ستبقى الفكرة أقوى من الضحك. وإن كنت أرى أن (الرجل الغامض) حالة متكاملة لا بد أن نقدمها مكتملة بضحكها وبكائها وأفكارها".