واحد صفر من الافلام التي لاقت مؤخرا انتشارا واسعا ونجاحا كبيرا وجوائز عديد واشادة جيدة من النقاد , كما حصل الفيلم علي جائزة استفتاء النقاد لأحسن فيلم لعام 2009 من جمعية نقاد السينما، كما تم تكريم مخرجة الفيلم كاملة ابو ذكري وكاتبته مريم نعوم من جانب العديد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية .
واحد صفر من نوعية الافلام التي تختزل أحداثها خلال اليوم الواحد من خلال عدد من الشخصيات التي لا يجمعهم الا حدث صغير في نهاية الفيلم عندما يجتمعون يوم مباراة مصر والكاميرون التي فازت بها مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية واحد صفر , ومن هنا يأتي معني عنوان الفيلم أما شخصياته التي هي سبب رئيسي في الصراع , نري سيدة مسيحية من طبقة راقية تنفصل عن زوجها بقرار من الكنيسة التي وهبت زوجها حق الزواج مرة أخري لكنها منعتها هي من هذا الحق نظراً لطلبها قرار الإنفصال ولكن تلك السيدة التي تريد إستكمال حياتها كأنثي بشكل طبيعي ومشروع لا تستطيع الزواج مرة اخري من شخص تحبه لأن القوانين والاعراف تعوق تلك الرغبة ولا تجد لها سبيل في أن تحيا معه بشكل طبيعي سوي أن تمارس معه الرذيلة حتي إشعار أخر يجمعها ومن تحب في شكل شرعي وإجتماعي متعارف عليه , لكن كل محاولتها تأتي بالفشل إلي أن يقدم لها محاميها إقتراحاً بتغيير دينها أو ان ترفع دعوة قضائية ضد الكنيسة لتحصل علي التصريح الخاص بزواجها مرة اخري .
نيفين التي تقوم بدورها الفنانة الهام شاهين هي المشكلة الرئيسية التي ضاعف السيناريو التركيز علي مأساتها رغم غضب بعض المعارضين لقصة الفيلم واللذين تصدوا للفيلم واتهموه بالتحريض ضد الدين المسيحي والاساءة اليه, لم تكن هذه الشخصية الوحيدة في هذا العمل التي لم تجد لها سبيل لكبت شهواتها كأنثي بممارسة الرذيلة فهناك شخصيات أخري من اديان اخري لا يقل تأثيرها أهمية عن شخصية نيفين التي اتخذت أفعالا موازية لأفعال نيفين ولكن مع إختلاف الدوافع والظروف التي دفعت بكل منهن , شخصية مثل الأم التي هجرها زوجها منذ سنوات طويلة والتي تعمل كخادمة تجميل لدي سيدات المجتمع, نجد بين طبيعة عمل هذه الام وبين حياتها تناقض كبير وطاقة أنثوية كبيرة تفرغها في زبائنها هرباً من حياة الكبت التي تعيش فيها دون وجود الزوج والتي قامت بدورها الفنانة إنتصار التي أجادت كل خطوات تحول الشخصية من أم إلي إمرأه فالمرأة في كثير من الاحيان عندما تقوم بدور الأم تغفل حقها في أن تكون إمرأه لها إحساس الأنثي بالمقابل تغفل احيانا الانثي إحساسها كأم فالطبيعي هو أن يطغي إحساس الأمومة علي أي مشاعر أخري وخصوصا إذا كانت هذه المشاعر ذاتيه يمكن للمرأه تحمل نقصانها والتعويض عنها بإحساس أكبر وأشمل وأبقي هو إحساس الامومة , كل هذه المشاعر ترجمتها لنا شخصية الام بصمت حوارها وبراعتها في تجسيد الحوار الصامت بتعبيرات وجهها وانفعالاته المختلفة , فهذه الأم التي تناست مع الوقت إحساسها وغرائزها كأنثي تتعرض للتحرش الجنسي داخل أحد الاتوبيسات في مشهد محير لم ندرك منه إن كان برودها في التجاوب معه تعبير صامت عن فقدها الإحساس أم أنه إشتياق لما حرمت منه لسنوات , فلم يبدو عليها سوي شرود الي عالم مختفي من امام اعيوننا لم تكشفه لما المخرجة في الفيلم ولم نعرف اذا كانت هذه الذكريات تحمل ذكري طيبة أم قاسية مع الزوج الهارب , لكنها ترسم ملامح أقرب الى افتقارها الأحساس الطبيعي والمتبادل مع الجنس الاخر , فطبيعة عملها وضع بينها وبين أنوثتها جدار قوي جعل منها شبه أله أكثر منها إمرأه وأم , فهي أم لإبن عاق يعمل في أحد صالونات التجميل ويحب فتاة من فتيات الفيديو كليب لكنها تخونه مع منتجها الذي يدعمها فنياً , لم يكشف لنا الفيلم بشكل مباشر عن طبيعة العلاقة بينهما بل أحاطها بتهميش مثلها مثل أي علاقة بين رجل وأمرأه تنتهي بالخيانة , لم نعرف إذا كانت تحبه أم تشتهيه , فنراها تمنح نفسها وجسدها لغيره في أي وقت ودون أي مقابل .
شخصية مناقضة لصورة أختها المتدينة التي ترفض مساعدتها المادية , نيللي كريم من خلال تجسيدها لشخصية الفتاة التقية التي ترتدي ثياب يصل الي حدود الحشمة أوحت لنا في البداية ببعض الغموض حول تحركاتها وهي فتاة تتنقل من منزل الي منزل حاملة في يدها حقيبة صغيرة حتي ينكشف لنا انها تعمل كممرضة , تعجب بشاب يعمل في أحد المطاعم الفقيرة وحين يتواعدون بعد محاولات فاشلة يسقطوا فريسة لشهوات احد امناء الشرطة الذي يطمع بها في الطريق العام وينتهي بهم المطاف داخل قسم الشرطة بتهمة فعل فاضح في الطريق العام , فهي شخصية مناقضة لشخصية الاخت التي قامت بدورها زينة التي تعمل مطربة في الفيديو كليب فهذا نموذج يساوي شخصية نيفين السيدة المسيحية اذا رأينا أن الفيلم لا يتحيز او يتعرض بشكل عنصري لاحد الاديان أو تصنيف جريمة الانحراف علي معتنقي ديانة دون اخري , وهو جدل جديد للسينما المصرية لم يسبق وأن فتحت ملفاته من قبل كعرض بعض المشاكل التي يتعرض لها المجتمع المسيحي والتي تعتبر مخفيه عنا وغير معلنه او معروفه علي الجميع فالمعالجة أو عرض المشاكل لا تعتبر إساءة لفكر أي دين بل ان جوهر أي دين يدعونا إلي مواصلة النقاش واثارة الجدال باستمرار .