تحولت العاصمة القطرية التي تنفق مليارات الدولارات لتحقيق صدارة ثقافية في الخليج الى صالة عرض كبيرة، كاسرة الحواجز امام الجمهور العريض ليحتفي بالفن السابع في اطار مهرجان ترايبيكا السينمائي الثاني الذي انطلق مساء الثلاثاء.
وامتلأت واجهات ابرز المعالم العمرانية في المدينة ومراكزها التجارية وطرقاتها وحافلاتها العامة ولوحاتها الاعلانية بصور عملاقة لوجوه من السينما وبعبارات "انا الفيلم"، فيما سيكون قسم كبير من برنامج الافلام متاحا مجانا لسكان قطر في مسرح خاص في حي كتارا الثقافي الجديد.
والصور جزء من مشروع "انا الفيلم" للفرنسية بريجيت لاكوب، وهو عمل متواصل يمكن اعتباره اول توثيق شامل بالصور للمخرجين وصناع الافلام في الشرق الاوسط والعالم، الناشئين والمشاهير. وتحولت الدوحة باسرها الى معرض لهذه الوجوه السينمائية بعنوان "انا الفيلم: مدينتك معرض فنون".
وسيعرض المهرجان الذي تم افتتاحه مساء الثلاثاء ويستمر حتى السبت، 51 فيلما من 35 بلدا بينها عشرة افلام تشارك في مسابقة المهرجان الخاصة بالفيلم العربي، على ان تقيمها لجنة تضم النجمة العالمية سلمى حايك والعربية يسرا التي تترأس اللجنة. ويمنح المهرجان جوائز قدرها الاجمالي 410 الاف دولار اميركي على ما اوضحت مديرة المهرجان آماندا بالمر.
وقد اختيرت عشرة افلام للمشاركة في مسابقة الافلام العربية من بينها اربعة افلام تعرض للمرة الاولى. وهذه الافلام هي: "تيتا ألف مرة" للمخرج محمود قعبور (الامارات العربية المتحدة وقطر ولبنان)، و" حاوي" ل إبراهيم البطوط (مصر وقطر) و"بدون موبايل" لسامح زعبي (فلسطيني وفرنسا وبلجيكا وقطر) و"الجبل" لغسان سلهب (لبنان).
ويوم الجمعة المقبل، يشرع المهرجان ابوابه امام العائلات عبر سلسلة من الافلام والفعاليات الخاصة بالعائلات، على ان يعرض مجانا في المسرح المفتوح فيلم "سكريتارييت" للمخرج راندل والاس من بطولة جون مالكوفيتش وديان لين، وهو يروي قصة حصان فائز بكأس التاج الثلاثي العام 1973.
وتعرض كذلك عدة افلام اجنبية بينها "ميرال" للسينمائي الاميركي جوليان شنابل حول تاريخ الفلطسينيين واخر افلام المخرج الايراني الكبير عباس كياروستامي " نسخة طبق الاصل" من بطولة جولييت بينوش.
وتدور معظم فعاليات المهرجان في حي كتارا الثقافي الجديد ذي التصميم القطري التراثي والذي يضم مدرجا مفتوحا ضخما قيد الانشاء، اضافة الى دار اوبرا على شاطئ الدوحة. والمهرجان القطري تنظمه مؤسسة الدوحة للافلام بالتعاون مع مهرجان ترايبكا الدولي الذي اسسه النجم روبرت دي نيرو لاحياء الحياة الثقافية في مانهاتن بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك.
والدوحة هي ثالث مدينة خليجية تدخل معترك المهرجانات السينمائية بعد دبي التي اطلقت اول مهرجان في الخليج عام 2004، وبعدها ابوظبي في 2007.