فيلم ضخم الإنتاج، حشدت فيه الشركة المنتجة عددا من نجوم الصف الأول - عادل امام و يسرا و نور الشريف و خالد صالح و خالد الصاوي و هند صبري ... إلخ -، مأخوذ عن رواية واسعة الإنتشار - عمارة يعقوبيان للكاتب علاء الاسواني - حققت ما لم تحققه رواية أخرى في تاريخ الأدب العربي - تم بيعها في محال "السوبرماركت"- رغم أنها متوسطة القيمة الأدبية، مع سيناريو وحوار لسيناريست متمكن - وحيد حامد - ، كل ما سبق وخاصة ما تم حصره بين شرطتين تجمع في يد مخرج صغير - مروان حامد - يخوض أولى تجاربه الإخراجية على الإطلاق بعد فيلم وحيد قصير هو مشروع تخرجه.
حمل الفيلم منذ اللحظة الأولى عبأ نجاح الرواية، وحمل المخرج عبأ اسم والده، وتحمل عادل امام عبأ وجود نور الشريف وتغاضى نور الشريف عن عادل امام - تأكد كلا منهما قبل توقيع عقد الفيلم أنهما لن يلتقيا ولو في مشهد أو "لوكيشن" - مع عبأ الضجة الإعلامية المصاحبة لخروج هذا الفيلم إلى النور، ليلد كل هذا في دور العرض فيلما باهتا لا يستحق كل ما سبق.
وكأن عوامل النجاح المتضادة تصنع فشلا، والمقصود هنا ليس فشلا يصل لافلام مثل ليلة البيبي دول رغم انتاجه الضخم أو مثل أفلام بلا قيمة مثل دكتور سيليكون أو افلام صنعت لمداعبة الغريزة مثل أحاسيس، ولكن الفشل هنا يوازي الإمكانيات المتاحة، وهو ما عبر عنه مثلا مروان حامد في فيلمه الثاني ابراهيم الأبيض الذي أعلن عن مولد مخرج متمكن موهوب بشدة على الرغم من أي ملاحظات أخرى على الفيلم.
فقط حمل الخام السينمائي كل تلك الآمال المعقودة على الإمكانيات، ليسقط في فخ التوازنات و صدمة الإستقبال، حقق الفيلم نجاحا تجاريا لا يختلف عليه أحد - مثل الرواية - لأنه لعب على منطقة المحرمات الثلاث السياسة والجنس والدين، ولم يجد ترحيبا نقديا موازيا، لذلك كانت مفاجأة إختياره ضمن الـ10 أفلام الأفضل في الألفية الجديدة مفاجأة لكل المتابعين، مفاجأة تحمل شبهة مجاملة واضحة لصناع العمل.
وبما أن كاتب هذا المقال قد أرهقه وضع أقواس وفواصل لتوضيح ما قد يخفى على قراءه ، فإنه يكتفي بعبارة واحدة تلخص المقال ككل في النهاية، وقد لا يضطر القارىء إذا قرأها لقراءة هذا المقال.
عمارة يعقوبيان فيلم لابد منه !!!!!!!!!!!!!!!