نقاد السينما يتّحدون....الإعلان عن تأسيس الإتحاد الدولي لنقاد السينما العرب

  • خبر
  • 09:40 صباحًا - 1 نوفمبر 2010
  • 1 صورة



مؤسسي الاتحاد

منذ أمد بعيد وفكرة وجود إتحاد لنقاد السينما العرب يراود عدداً من الممارسين لعملية النقد السينمائي في العالم العربي وفي الخارج. ومع أن الحلم لم يتحقق من قبل لأسباب متعددة، الا أن ذلك لم يمنع عدداً من النقاد الحاليين من إعادة توحيد جهودهم والإنطلاق في خطوات مدروسة وفعلية. يقول الناقد د. طاهر علوان "مسألة تأسيس إتحاد عربي ذا أفق عالمي للنقاد السينمائيين العرب ضرورة ملحة وأسبقية لابد من تلبيتها لرصد التحوّلات الحاصلة على أصعدة العمل السينمائي المتلفة"٠ ويضيف: " نريده إتحاداً يمتلك ثوابته وحضوره من وجود عدد كبير من النقاد السينمائيين المحترفين الذين أضافوا للحياة السينمائية الثقافة والعلم والمعرفة، كما نجحوا في التواصل مع جمهور عريض على الرغم من كل العوائق ذات الأسباب المتعددة التي واجهتهم ولا تزال"٠
يهدف البيان في بنوده الى جمع النقاد السينمائيين العرب المتخصصين والمحترفين في تجمّع يضمهم وينسق فيما بينهم ويقدم الخدمات الممكنة لتسهيل مهامهم ، على أن يكون تجمّعاً تطوّعياً يكتسب شكل اوعمل المنظمات غير الحكومية المتعارف عليها في الوطن العربي والعالم وهو مستقل القرار تماما غير تابع لأية جهة او تيار او مؤسسة لكنه منفتح على التعاون مع المؤسسات ذات العلاقة"٠
في هذا الصدد، يقول الناقد صلاح سرميني، وهو أحد المؤسسين الى جانب كل من طاهر علوان ومحمد رُضا: "ما يضاعف من اهمية وضرورة تأسيس هذا الأتحاد هو الوضع الحالي الذي يعيشه الناقد السينمائي المتخصص والمليء بمواطن الخلل والتسيب التي احاطت بعملية النقد السينمائي وبمهنته، ومنها عدم الأعتراف بتميّز النقد السينمائي وفصله عن وظائف اعلامية وصحافية أخرى، وتجاهل دوره في بناء الحركة الثقافية ككل والسينمائية على وجه الخصوص"٠
لكن من هو الناقد السينمائي المنشود وما هي شروطه، وبالتالي شروط انضمامه الى هذه المؤسسة؟ يقول الناقد محمد رُضا:
"ليست هناك شروطاً ومعايير تخص الناقد العربي دون سواه من زملاء المهنة في الغرب. إنه كل من يكتب النقد السينمائي الهادف للتواصل مع الجمهور وهواة السينما أساساً ولديه المعرفة الكافية لقراءة وتحليل الأفلام على نحو متفاعل وجاد. بالتالي، إذا ما كانت هذه ممارساته فهو مؤهل لدخول هذا الإتحاد"٠
- هل تتوقّع أن ينضم إليه عدد كبير من العاملين في هذه المهنة؟
"الحقيقة هي أن العدد ليس حكماً على النجاح. الأولوية هي لنقاد السينما وبغاية توحيد الصف ووضع ضوابط مهنية. عبر هذا الإتحاد لديه مجتمعاً متجانساً ينتمي إليه ويعمل معه صوب هدف سام"٠
ما يبدو حافزاً رئيسياً في هذا الإتجاه، كما يتّفق القائمون عليه، هو أن هناك اليوم الكثير من الدخلاء على المهنة من ناحية وخلط بين من هو صحافي ومن هو ناقد متخصص ومعاملتهما، من قبل المؤسسات السينمائية والإعلامية، كما لو كانا حقلاً واحداً. أمر يجده المبادرون نقيصة في العمل السينمائي العربي يجب أن يتوقّف إذا ما كانت تلك المؤسسات جادّة في التقدّم بالمشهد السينمائي العربي الى الأمام٠

وقد تم الإعلان عن تأسيس الاتحاد الدولي لنقاد السينما العرب وبحسب البيان التأسيسي الذي اعلن اليوم ووزع على وسائل الأعلام فأن هذا الأتحاد يهدف الى جمع النقاد السينمائيين العرب المتخصصين والمحترفين في تجمّع يضمهم وينسق فيما بينهم ويقدم الخدمات الممكنة لتسهيل مهامهم وهو تجمع تطوعي يكتسب شكل اوعمل المنظمات غير الحكومية المتعارف عليها في الوطن العربي والعالم وهو مستقل القرار تماما غير تابع لأية جهة او تيار او مؤسسة لكنه منفتح على التعاون مع المؤسسات ذات العلاقة ويتوخّى هذا الإتحاد المساهمة فعلياً، ومن خلال نشاطاته المأمولة، الإحتفاء بالسينما الجيّدة، على اختلاف مشاربها وتياراتها، والمساهمة في تقدّم السينما العربية ومحافلها المختلفة . وفيمايلي نص البيان :
على الرغم من تطوّر مرافق العمل السينمائي في العالم العربي تبعاً لما عصف به العالم من متغيّرات مختلفة على كل صعيد تعبيري وتقني وفني ممكن، لا يزال النقد السينمائي في العالم العربي يعيش وضعاً متناقضاً مع طبيعة هذا التطوّر ونتائجه. فهو موجود بفضل بذل وحب النقاد القائمين عليه ونَشط حيثما يُتاح لهم تفعيل حضورهم في المشهد السينمائي العربي، والتواصل مع العاملين في هذا الحقل الإبداعي ومستقبليه على حد سواء. ومع أن حضورهم هذا واضح ومؤثر الا أن الملاحظ في المقابل أن تحجيماً متواصلاً لهذا الدور يسير على قدم وساق تلك المتغيّرات المختلفة المذكورة مصدره التجاهل شبه الكامل لدور الناقد ولأهمية تأثيره الإيجابي في الحركة السينمائية وعلى أصعدة تطوير العمل السينمائي فناً وثقافة وصناعة وعروضاً٠
وعلى الرغم من الأهمية المذكورة وجدنا ان كل هذا الأنتاج السينمائي سواء العربي اوالأجنبي الذي يتدفق على البلاد العربية لا زال يتطلب تأسيسا صحيحا لرؤية نقدية تحليلية واعية تواكب المنجز السينمائي وترصده وتحلله وتقدم رؤى موازية وخبرات واستنتاجات وتحث ايضا على سينما بديلة للسائد. سينما اكثر إبداعاً وتعبيرا عن قضايا الأنسان وأفضل رصدا للواقع ومواكبة للإنسان العربي في هذا العصر الذي يعيش .
من هذا كله تصبح مسألة تأسيس اتحاد عربي ذا افق عالمي للنقاد السينمائيين العرب ضرورة ملحة واسبقية لابد من تلبيتها لرصد كل تلك التحولات التي اشرنا اليها ولجمع النقاد السينمائيين العرب سواء المقيمين منهم في البلاد العربية او بلدان المهجر. اتحاد يمتلك ثوابته وحضوره من وجود عدد كبير من النقاد السينمائيين العرب المحترفين الذين اضافوا للحياة السينمائية الثقافة والعلم والمعرفة، كما نجحوا في التواصل مع جمهور عريض على الرغم من كل العوائق ذات الأسباب المتعددة التي واجهتهم ولا تزال٠
ولأن هؤلاء النقاد السينمائيين قد بذلوا حتى الآن حياتهم وخبراتهم في سبيل الارتقاء بالذوق السينمائي ومتابعة تطوّراتها السينما ورصد تاريخها واهم محطاتها وربط السينما بحركة الحياة والتعامل مع الفيلم السينمائي، أيما كان ومن أي مصدر جاء، كاداة ثقافية وتربوية وانسانية تسهم في رقي المجتمعات ونشر الثقافة والمعرفة ، لهذا كله لم يعد من المنطقي ولا المقبول ان يبقى هؤلاء النقاد يمارسون عملهم في شكل جزر متباعدة من دون ان تتوحد جهودهم ويجري التنسيق فيما بينهم وتأسيس اتحاد يضمهم جميعا يدافع عن هذه المهنة التي نرى انها لا تختلف عن اية مهنة اخرى في ميادين الأبداع وحقل الأعلام المرئي والمقروء .
ولعل ما يضاعف من اهمية وضرورة تأسيس هذا الأتحاد هو الوضع الحالي الذي يعيشه الناقد السينمائي المتخصص والمليء بمواطن الخلل والتسيب التي احاطت بعملية النقد السينمائي وبمهنته، ومنها عدم الأعتراف بتميّز النقد السينمائي وفصله عن وظائف اعلامية وصحافية أخرى، وتجاهل دوره في بناء الحركة الثقافية ككل والسينمائية على وجه الخصوص لجانب الضرورة الملحّة التي تفرضها الأوضاع السياسية والإجتماعية والفكرية التي يمر بها العالم العربي والتي يلعب فيها فن السينما دوراً تنويرياً بالغ الأهمية لا يمكن ايصاله ونشره من دون فعل وتواصل نقدي مع كافة أشكال العروض ومع مختلف فئات الجمهور السينمائي في العالم العربي وخارجه .
بناءا على هذه التصورات والمؤشرات التي نجدها اساسية وحيوية يهمنا ان نعلن، نحن النقاد السينمائيون العرب الموقعون في اسفل هذا البيان عن تأسيس "الأتحاد الدولي للنقاد السينمائيين العرب" الذي يهدف الى ما يلي :
أولاً : جمع النقاد السينمائيين العرب المتخصصين والمحترفين في تجمّع يضمهم وينسق فيما بينهم ويقدم الخدمات الممكنة لتسهيل مهامهم .
ثانياً : الأتحاد تجمع تطوعي يكتسب شكل اوعمل المنظمات غير الحكومية المتعارف عليها في الوطن العربي والعالم وهو مستقل القرار تماما غير تابع لأية جهة او تيار او مؤسسة لكنه منفتح على التعاون مع المؤسسات ذات العلاقة .
ثالثا : يضع هذا الأتحاد ضوابط عملية عادلة ولكنها صارمة للوصول الى هدف أساسي وهو وضع ضوابط مهنية لمن هو (الناقد السينمائي )، وما هي المواصفات التي عليه أن يتحلّى بها ليحمل هذه الصفة الخلاّقة لتؤهله الإنضمام الى الجسد النقدي او الى هذا الإتحاد فيما لو أراد .
رابعاً : يفتح هذا الاتحاد ابوابه لتسجيل الأعضاء بحسب الضوابط التي سيعلن عنها فيما بعد .
خامساً: سيكون من بين اهداف الاتحاد الإشراف على عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات الدراسية وورشات العمل المتخصصة للسينمائيين كما للجمهور ولهواة السينما الباحثين عن مستقبل لهم سواء في مهنة النقد او في سواها من المهن السينمائية٠
سادساً : يقوم الاتحاد بالأتصال والتنسيق والتعاون مع الجمعيات والأتحادات المتخصصة بالنقد السينمائي في العالم ليكون لهذا الأتحاد موقعه الصحيح بين تلك الأتحادات الدولية .
سابعاً: يتوخّى هذا الإتحاد المساهمة فعلياً، ومن خلال نشاطاته المأمولة، الإحتفاء بالسينما الجيّدة، على اختلاف مشاربها وتياراتها، والإشتراك في تقدّم السينما العربية ومحافلها المختلفة في إندماج فعلي مع واقع العمل النقدي وآفاقه٠
يرحب الإتحاد بالمؤسسات بالمهرجانات والتجمعات السينمائية التي ترغب في التنسيق معه في تنفيذ هذه الغايات وتوفير سبل النجاح للمؤتمرات والندوات التي تقيمها وذلك على أسس احترافية صحيحة .
وبهذه المناسبة لانملك الا ان نحيي جهود جميع النقاد السينمائيين الجادين والمخلصين لمهمة ووظيفة النقد السينمائي من مختلف الأجيال الذين قدموا تلك الخدمات الجليلة ولمواصلة مابدأوه وما أسسوه فأن هذا الأتحاد سيكون قوة ايجابية فعالة تخدم ملايين القراء والمشاهدين من خلال منجزات اعضائه وسيكون ايضا العين الراصدة للمنجز السينمائي العربي والعالمي ومصححا للمسارات الخاطئة والعشوائية التي تمس عمله وعمل اعضاءه باتجاه ترسيخ ماهو صحيح وايجابي وفعال .

وصلات



تعليقات