أصدر اتحاد النقابات الفنية بمصر "التمثيلية والسينمائية والموسيقية"، بيانًا حظر فيه تعامل أعضائه مع مهرجان أبو ظبي السينمائي، في ضوء قرارات النقابات الثلاثة منذ عام 1981 بعدم التعامل أو التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن ذلك ثوابت لن تتغير ما دامت إسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين.
وأوضح بيانٌ للاتحاد أصدره مساء الأربعاء 3 نوفمبر ، أن هذا القرار تم اتخاذه نظرًا لقيام مهرجان أبو ظبي بتوجيه الدعوة إلى المنتِجة الإسرائيلية ليسلي وودوين ومنحها جائزة "الجمهور" عن فيلم "الغرب غربًا"، والبالغة قيمتها 30 ألف دولار.
وأكد البيان أن هذا الحظر لن يُرفع إلا بعد قرار رسمي من مهرجان أبو ظبي باستبعاد كل ما هو إسرائيلي أو له علاقة بإسرائيل من المهرجان. ودعا الاتحادُ أعضاءَ النقابات الثلاثة إلى الالتزام بهذا القرار، فيما حذر غير الملتزم بالقرار بالفصل من عضوية النقابة.
وقد وقَّع على البيان كلٌّ من رئيس اتحاد النقابات الثلاثة ممدوح الليثي، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، ونقيب المهن الموسيقية منير الوسيمي، ونقيب المهن السينمائية مسعد فودة.
وكان مهرجان أبو ظبي في دورته الرابعة التي انتهت مؤخرًا، قد منح المنتِجة البريطانية ليسلي وودوين جائزة "الجمهور". وقالت وودوين في ندوةٍ لتكريمها إنها تفتخر بكونها إسرائيلية، "وسط صمت مطبق" من قِبَل إدارة المهرجان وكل وسائل الإعلام المحلية والعربية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقال الناقد المصري المقيم في باريس صلاح هاشم، إنه لا يستغرب أن يقع التطبيع في مهرجان أبو ظبي الذي يديره الأمريكي بيتر سكارليت. ورجَّح أن يكون لهذا الأخير "رغبة في تمرير أفلام إسرائيلية".
وأضاف هاشم: "يجب- في رأيي- ألا نشكوَ ما دمنا سلمنا قيادة مهرجان سينمائي في بلد عربي لأجنبي، وأرى أن سكارليت لا ينبغي أن يُلام، بل اللوم على الإدارة أو الحكومة التي عينته"، مشيرًا إلى أن توظيف بيتر سكارليت جاء "لتنفيذ مخططات وتوجهات سياسية لا تخضع لإرادة شعبية، بل لإرادة حكومية".
ومن جهته، قال الناقد الفلسطيني بشار إبراهيم: "ما حدث تواطؤ من قِبَل إدارة المهرجان، ومجرد كتابة قائمة بأسماء فريق بيتر سكارليت الذي يدير المهرجان، وخلفياتهم ودياناتهم وجنسياتهم، تكشف الكثير من الأمور"، وأضاف: "المهرجان في قبضة فريق أمريكي يهودي"، في الوقت الذي طالب فيه رئيس تحرير موقع "شبكة السينما العربية" أشرف البيومي نقابة الصحفيين المصرية بالتحقيق مع كل أعضائها الذين حضروا الدورة الأخيرة للمهرجان؛ لكون أيٍّ منهم لم يعترض على وجود منتِجة إسرائيلية، ولم يكتب أيٌّ منهم على الإطلاق عن الوقعة، فيما يبدو أنه محاولة لتمريرها.
وقال الناقد المصري محمد قناوي إن موقف مهرجان أبو ظبي تجاه التطبيع واضح منذ الدورة الأولى التي صدر قبل انطلاقها قرارٌ من اتحاد النقابات الفنية المصرية بالمقاطعة ردًّا على مشاركة الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية"؛ ما دفع إدارة مهرجان أبو ظبي إلى التراجع واستبعاد الفيلم، لكن الدورة نفسها ضمَّت عددًا من الأفلام التي تتناول العلاقات العربية الإسرائيلية بنوعٍ من الانحياز لصالح إسرائيل؛ ما يُعَد دعوةً غير مباشرة إلى التطبيع، حسب قوله.
وأشار إلى غرابة موقف الصحفيين المصريين الذين حضروا المهرجان، والذين لم ينسحبوا بعدما علموا أن هناك تطبيعًا حقيقيًّا؛ "ربما لأن اختيارهم تم بناءً على علاقاتٍ شخصيةٍ بالمنسق العربي في المهرجان الذي يقال إن أصوله يهودية أيضًا".