يبدو " هاري بوتر والمقدسات المهلكة" سيكون الفيلم الأكثر قتامة من ضمن أفلام السلسلة الشهيرة المصنوعة للصغار. والذي يبدأ بالتعذيب وصور لثعبان مخيف، ويتخلّله موت شخصيات رئيسية، بينما يشعر أبطالنا عمومًا باليأس في 90 % من الوقت. ومع عودة كل الأبطال الرئيسيين في الأجزاء الستة تقريبًا، ومع إضافة شخصيات مساعدة جديدة ، يصعب عليك متابعة الأحداث، حتى وإن كنت قد شاهدت جميع أجزاء السلسلة. ومع تركهم لجنبات مدرسة هوغارتس للسحر، يحيد هاري ورون وهيرميون عن مسارهم جيئةً وذهابًا عبر الطبيعة القاحلة، في خيمة تشبه آلة الزمن "تاردس" التي ظهرت في مسلسل "دكتور هو"، والتي تبدو من الداخل أكبر كثيرًا من الخارج. ويلاحقهم فولدمورت باستمرار، حيث يُظهر قوّته المدمّرة في أي وقت يقوم فيه الثلاثي بمغامرة قرب أي مكان مأهول بالبشر.
أما المخرج ديفيد ياتس، الذي يتحسّن بشكل متصاعد من فيلم لآخر منذ البداية المهتزّة مع فيلم " هاري بوتر وجماعة العنقاء"، يُذكّرنا دائمًا طوال أحداث الفيلم أننا نُشاهد العالم في حالة حرب، وإن كانت سحرية، والطيبون هم من يخسرون.
وبما أن هذا هو الجزء الأول من الفيلم الأكبر الذي سيُعرض على جزئين، فإنه ليس حرقًا للأحداث أن نقول إن الأبطال لم يقتربوا كثيرًا من النصر حتى الآن، وبالنظر إلى الفترات الطويلة لتطوير الشخصيات وسط مشاهد الحركة، والجو المخيف المحبط السائد خلال الأحداث، فإنه قد لا يكون من المناسب اصطحاب الصغار لمشاهدته. ناهيك عن مشهد الحب شبه العاري الذي يبدو غير ملائم، رغم أن بعضًا من محبي السلسلة كانوا يطالبون به.
لكن الأطفال الذين نشأوا على قراءة سلسلة الكتب، يجب أن يكونوا الآن في مرحلة النضج المناسبة، ويمكن أن يشاهدوا "المقدسات المهلكة"، كما شاهد آبائهم فيلم "حرب الكواكب: الإمبراطورية تضرب مجددًا". وكثيرون ممن انتقدوا ثغرات ومشكلات في الحبكة رأوها في الأجزاء الأولى، سيجدون أن كثيرًا منها قد تمّ حلّها في "الأقداس المهلكة".
أما المحزن، فهو أن ألان ريكمان في دور البروفيسور "سنيب" لم ينطق بكلمة تقريبًا خلال الأحداث، ويُفترض أن يتغيّر هذا في الجزء الثاني.
وبدا ديفيد ياتس هذه المرة أفضل كثيرًا في قيادته لممثليه، لكن مشاهد الحركة بدت في بعض الأحيان غير متقنة. فمشهد الهجوم الجوّي مثلاً لم يكن متماسكًا بالقدر الكافي، أما مشهد المطاردة في الغابة الرئيسي فقد أفسدته كثيرًا قطعات المونتاج.