وصف المخرج التونسي علي العبيدي ما تقدمه السينما المصرية حالياً بالمحتوى السطحي الذي يهتم بالفن التجاري على حساب المضمون ، تماماً مثل "الساندويتش" ، شيء غير صحي ومقدم للترفية فقط ، بما لا يرقى إلى أهداف السينما التثقيفية وأبعادها الحضارية والإنسانية ، مؤكداً أن السينما المصرية من وجهة نظره قد فقدت سحرها بعد اعتزال وغياب نجماتها عن الأضواء، مثل فاتن حمامة، و ماجدة، و نادية لطفي، و سهير رمزي ، لذلك فإن الفنانة التونسية هند صبري كانت طوق نجاة البطولة النسائية في مصر وتتربع على عرش السينما المصرية ، والدليل الكم الكبير من الأفلام التي قامت ببطولتها .
وعبر العبيدي عن ضيقه في الاختصار المقصود والمغلوط للسينما التونسية في المحتوى الجنسي فقط ، واعتبر أن الأفلام التونسية المرتكزة على محور جنسي والحكايات الذاتية، مثل أفلام كلٍّ من النوري بوزيد و مفيدة التلاتلي و فريد بوغدير؛ مجرد تيار ووجهة نظر لبعض المخرجين، لا يرفضها لكن يختلف معها ، حيث أن السينما التي يؤمن بها هي التي تعبِّر عن مكنونات الإنسان وتحرره؛ لذلك كانت كل أفلامي تنتصر لقيم التحرر الوطني والاجتماعي، وأحدثها شريط (الساعة الأخيرة) وهو يدور حول العراقيل والصعوبات التي يخوضها الصحفي لإتمام عمله على أكمل وجه، وما يمر به بصفته كائنًا فاعلاً في المجتمع من أحداث على الصعيدَيْن المهني والإنساني ، وقد حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً رغم عدم احتوائه على قبلة واحدة .
ونفى المخرج التونسي في السياق ذاته أن يكون من دعاة السينما النظيفة من منطلق إيمانه بحرية الإبداع، رافضًا التقييم الأخلاقي للعمل الفني، معتبرًا الاختلاف والتنوع خصائصَ تميِّز السينما التونسية عن غيرها من السينمات العربية.