وصيتـــــــــــي

  • مقال
  • 02:37 صباحًا - 6 فبراير 2011
  • 1 صورة



ميدان "الشهداء" التحرير سابقاً

لا تنحني.... لا أتمنى من الله شيئاً تلك الأيام إلا أن لا تتذكر من أبيك إلا تلك الحروف، لا تسبني يوماً إن خسرت معركتي الأن مع قوى الظلام، مع الجهل الذي يسكن العقول، والخوف الذي يزرعونه في القلوب، فقط لا تنحني.
خرجت من أجلك يا ولدي يوم الخامس والعشرون من يناير، وحملت روحي على كتفي يوم الجمعة 28 يناير، تلقيت الضربات والركلات، وأسال الغاز دموعي، وأنا أحافظ على إبتسامتي تلك التي تعرفها وتراها أنت الأخر عندما تنظر في المرآه، فرحاً بثورتنا، بجيل يغير بلد استكان منذ 7000 عام، شعب وصفه علماء الاجتماع بالخانع الخاضع لحكامه، بثورة تجعل من غدك أفضل وأروع.
أكملت ثورتي ورفضت أن أتنازل عن مبادئي، حرصاً على نجاح تلك الثورة، تاركاً إياك تردد في البيت ومن خلفك إخوتك"الشعب يريد إسقاط النظام" لأبتسم ان عدت ليلاً وتمحي إبتسامتك أنت من على جسدي كل التعب.
لا تغضب مني يا صغيري يوماً إن لم أنتصر، فلقد خيروا من لم يخرج منا بين الأمن وبين الحرية، أمنهم الوهمي وحريتنا الغالية، واختاروا الأهون والأسهل، أتعبهم السهر على حماية منازلهم بعد أن سحب النظام شرطته، أرهقهم الخوف من جوع قادم بتقليل الكميات المطروحة من السلع الغذائية في الأسواق، غسلوا أمخاخهم بأبواق إعلامية خرجت من ثباتها منذ هزيمة عام 67 تدافع عن نظام هش.
لم أغضب يومها منهم يا صغيري لأنني كنت أستنشق عبير الحرية بين رفاق وهبوها ووهبوا الوطن حريته.
إن وصلتك رسالتي يوماً فرجاء لا تتذكر مني إلا ما خبرتك به من قبل
"لا تنحني"
وإن غالبك الحنين إلى أب أحبك فأترك لي وردة في ميدان التحرير، فروحي ستدخل الجنة بين جنباته.
أحبك

وصلات



تعليقات