أفوّض وائل غنيم للتحدث باسم ثوار مصر

لازال أغلبنا يَذْكُر ، فالحادث ليس ببعيد ، حين جَلَسَ الطاغية أمام أحد مواطني سوهاج المُستأجرين ، وسأله "بتركب مواصلات إيه لما بتيجي تسافر ؟" .. أجابه المواطن "فيه عبارة" ، فرد ضاحكاً "من اللي بيغرقوا دول .. هاهاهاها" .

كان السيد الرئيس يسخر حينها من ألف مصري أو يزيد ، ماتوا/استشهدوا قبلها بأربعة أعوام ، وتحديداً في 2 فبراير عام 2006 ، حيث غرقت بهم "عبارة السلام" وظلوا في البحر غرقى ومُنهكين دون أن ينجدهم أحد ، في نفس الوقت الذي كان رئيسهم يحضر معسكرات المنتخب المصري أثناء مباريات كأس الأمم الأفريقية التي حضر نهائي بطولتها مبتسماً وسعيداً وراضياً ومِرتاح البال ، نفوز بالبطولة وننسى الشهداء ولا يتحدث عنهم هو إلا بكونهم : "اللي بيغرقوا دول .. هاهاهاها .. اللي بياكلهم القرش دول .. هاهاهاها" .

تذكرت كل هذا وأنا أشاهد بالأمس وائل غُنيم ، المدير الإقليمي لشركة "جوجل" وصاحب صفحة "كلنا خالد سعيد" الذي دعا لثورة 25 يناير ،ثماختطفمنذ يوم الخميس 27 يناير ولم يفرج عنه إلا أمس ، كان وائل في استضافة الإعلامية منى الشاذلي ، وحين عرضت عليه في ختام الحلقة صور شهداء الحرية الذين سقطوا خلال الأسبوعين الماضيين ، انهار في بكاءٍ عميق وصادق ، مهتزاً لورد الجناين الذي استشهد في مصر .. ومهتزاً لمجرد فكرة أنه مسئولاً عن ذلك حين دعا لثورتهم .

وجه وائل وسط بكاءه رسالة "عايز أقول لكل أب وأم .. أنا آسف .. بس دي مش غلطتنا .. والله العظيم ما غلطتنا ، دي غلطة كل واحد ماسك في السلطة ومتبّت فيها" .

هذا هو الفارق بين وائل غنيم وحسني مبارك ، بين شاب نقي وحاكم ظالم ، بين إنسان يُدرك معنى الموت ويهابه ويشعر بثقل استشهاد أكثر من ثلاثمائية مصري ذهبوا حتى الآن .. وآخر لم يحرك ألف منهم ولو شعرة واحدة من رأسه ولم يعلّق عليهم سوى بسخرية سَمِجَة وحقيرة .

إنني ، ومعي عشرات الآلاف ، سيصبحون مئات بعد بضعة ساعات ، نُفَوَّض وائل غنيم كمتحدث باسم ثوار مصر .

وأردد معه/معهم : يا مبارك يا خسيس .. دم الشهدا مش رخيص .. دم الغرقا مش رخيص .. دم المصري مش رخيص ، يسقط يسقط حسني مبارك .

فيديو بكاء وائل غنيم : link

فيديو سخرية مبارك من شهداء العبارة :http://www.youtube.com/watch?v=mwpD7vvyr\_k

صفحة "أفوّض وائل غنيم للتحدث باسم ثوار مصر" : link